أسرة الكلتاوية

أسرة الكلتاوية
مما كان يسعدني أن أجد أبناء الكلتاوية وهم الأسرة العلمية للشيخ محمد النبهان رحمه الله في كل مكان، كانوا تلامذته الذين رضعوا من فكره وتربوا على يديه وانتسبوا إلى مدرسته الفكرية، كانوا يعتزون بهذا الانتماء ويعبرون في كل مناسبة عن وفائهم لشيخهم ومربيهم ومرشدهم، والتزامهم بمنهجه التربوي، كنت أراهم قريبين مني، وأفرح لنشاطهم، وكنت دائم الاتصال بهم وأتابع ما يعملون، كنت أراهم الأفضل فيمن عرفت، والأكثر استقامة ونزاهة، وكانوا الأكثر تأثيراً في مجتمعهم.
وعندما كنت أزور بلداً من هذه البلاد كنت أراهم وأفرح بهم، وأجد أثرهم الإيجابي في مجتمعهم، مئات من أبناء الكلتاوية وهو المصطلح الذي يطلق عليهم يؤدون مهمتهم في الوعظ والإرشاد والتوجيه، ويتميزون بفكر واحد يجمعهم ولا يخرجون عنه هو فكر شيخهم، هم رموز دعوة وينتمون إلى فكر صوفي غير طرقي، إذا سمعت حديثهم تأكدت من استقامة فكرهم، وتغلب عليهم الجدية وفكرهم أقرب للوسطية، ويتميزون بصفة واضحة في شخصيتهم هو ابتعادهم عن السلطة في الأغلب، فهم لا يحسنون التملق والنفاق للسلطة، وإذا ما صدر مثل هذا السلوك عن أحدهم فسرعان ما يبتعدون عنه أو ينظرون إليه نظرة إدانة.
ويعتزون بانتمائهم إلى صوفية معتدلة كما هو منهج شيخهم، ليست لديهم أوراد ولا يمارسون طقوساً في مجالسهم، ولا يأخذون بأية طريقة صوفية، ويغلب على سلوكهم الصوفي الالتزام بالشريعة.
هذه الباقة الطيبة من أبناء الكلتاوية ومن تلامذة الشيخ محمد النبهان رحمه الله هي اليوم مدعوة لكي توحد كلمتها ولكي تتغلب على تناقضاتها وخلافاتها، فهي قوية بوحدة كلمتها، وبخاصة وأنها تنتمي لمدرسة فكرية وروحية واحدة.
وأدعو خريجي المدرسة الكلتاوية لإنشاء رابطة موحدة تجتمع في كل عام مرة واحدة، للتعارف أولاً وللتكافل والتناصر ثانياً لمساعدة من يحتاج إلى مساعدة ولتمكينه من تحقيق مطالبه وطموحاته وبخاصة فيما يتعلق بالدراسة والعمل.
وأؤكد لإخواني من علماء الكلتاوية أنه لا بد لهم من أن يكون لهم فكر مميز يوحدهم ومنهج علمي يقرب ما بينهم في الأهداف، سواء على مستوى الفكر التربوي أو على مستوى المواقف العلمية، بما ينسجم مع المنهج الذي كان الشيخ النبهان يدعو إليه.
ولا أعتقد أن هذا الالتزام سيكون صعباً وعسيراً وسوف تظل مدرسة الشيخ النبهان حية في النفوس ما دامت تحمل فكراً مميزاً يجسد طموح الأجيال المقبلة إلى الأفضل، ويدعو إلى منهجية روحية ترتقي بمستوى الفكر إلى الأفق الإنساني الذي يعتبر المعيار الأصدق للتقدم المنشود.

( الزيارات : 662 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *