افكار بلا عنوان

    كلمات مضيئة.. افكار  بلاعنوان

الانسان مؤتمن على الحياة ان تكون كما ارادها الله , الارض هي موطن الانسان , وهناك كواكب اخرى اكبر واصغر , ولكل كوكب خصوصياته التى ارادها الله له , من السذاجة ان نفترض ان الارض هي الكون كله , وان الانسان هو الوحيد فى هذا الكون , تلك عوالم لاعلم لنا بنا , ذلك هو الغيب الذى نؤمن به ولا نعرف عنه شيئا , الانسان مؤتمن على الارض وهو خليفة الله فيها ,  وهو مخاطب ومكلف ومؤتمن , ويملك اداة التكليف وهو العقل , العقل اداة تمييز , وهناك قوى اخرى تؤدى دورها , اهمها الغرائز التى تمكن الانسان من البحث عن اسباب حياته ومطالب كماله , وهناك قوتان القوة الشهوانية التى يطلب بها كل ما يحتاجه من اسباب الحياة , ولو تعطلت هذه القوة لتوقفت الحياة , القوة الشهوانية هي اهم قوة فى الانسان , وهناك قوة اخرى هي القوة الغضبية التى يدافع بها عن نفسه وهي قوة العصبية والمدافعة , هذه القوة يشترك فيها الانسان مع الحيوان , ويملكها الحيوان كما يملكها الانسان , انه يطلب طعامه وشرابه , كما يدافع عن وجوده اذا اعتدى احد عليه ,   ويملك اسباب ذلك , ويتميز الانسان عن الحيوان بقوة عقلية وقدرة على التمييز , ويملك الحيوان هذه القوة بطريقة غريزية , العقل الانسانى يملك قوة التمييز والاختيار وحسن القرار , وبهذا يتفاضل الناس بقدرة تلك العقول , هناك قوة ذاتية للعقول وهناك قابلية للتعليم والاستفادة من تجارب الاخرين , الذكاء الانسانى اقوى والقدرة على التعليم اكبر , هناك قوتان للانسان يخاطبان بها , قوة الخطاب التكليفى وهو خطاب الله للانسان عن طريق الرسل الذين يبلغون رسالة ربهم , وقوة الخطاب الالهامى الذى ينطبع فى القلوب الطاهرة والصافية , وهذه القلوب تلهم ما يريده الله لها بحكمته , فتفعل ما يريده الله منها , هذه القلوب الصافية تنطبع فيها الحقيقة , كما تنطبع الصورة فى المرآة من غير استدعاء لها ولاتكلف , صورة السماء تنطبع فى الماء الصافية , ومن الالهام  الروحي  حسن التفسير والتاويل لما خوطب به الانسان , موطن الالهام هو القلب , والقلب هو مصدر كل ما يملكه الانسان من القوى,  ويشمل الفطرة الصافية والقوة الروحية والعقل النورانى , وكل مافى الذاكرة من الذكريات , وتشمل العواطف والمشاعر والاحاسيس , كل هذه القوى تعمل متعاونة متكاملة مع العقل فتجعله اكثر فهما , ويتجاوز بها معاييره المادية لكي يخترق عالم الروحانيات والمعنويات , العقل ليس واحدا وانما هو وليد مكوناته يرتقى وينحدر , متأثرا بما يغذى به , رسالة الدين ان تجعل الحياة اكثر رقيا , لانها تربط الانسان بعالمه العلوى الذى لا يدركه بحواسه المادية , لقد اخطا الفلاسفة عندما خاضوا فى قضايا الغيبيات والالهيات والماورائيات بعقولهم , فضلوا واضلوا , لقد احسنت الفلسفة عندما حاولت ان تكتشف قوانين الكون والطبيعة واحسنوا عندما بحثوا عن الحقوق والانظمة وكل ما ارتبط بامور المعاش , تلك هي مهمة الانسان  وذلك هو عالمه ولا قدرة له على تجاوز حواسه وتجاربه , وهذا هو ما خوطب به , وهو مؤتمن عليه , مازالت قوانين الطبيعة لم تكتشف , وما زالت طبيعة النفوس الانسانية مجهولة , وما زالت العدالة فى الحياة غائبة ومغيبة  , وما زالت المفاهيم متاثرة بواقع مجتمعها وتعبر عنه , الخطاب الالهي متجدد لا يتوقف , ولكل عصر تفسيره ولكل مجتمع رؤيته لما يراه عدلا واحسانا , الماضى يجب ان نتجاوزه لكي نعيش عصرنا بكل مطالبه , رسالة الاديان ذات طبيعة اخلاقية وروحية , انها  تريد الخير وتدعو الى المحبة والتكافل والسلام , لسنا اوصياء على الماضى , فالماضى لمن عاشوه وهم اولى به , اما الحاضر فهو لنا ونحن اولى به فهما , اما المستقبل فاهله مؤتمنون عليه , ولن يكون كما نريده , جهد العقول يعبر عن مجتمعه ولا يتجاوزه , التاريخ ليس حجة وليس امينا فيما نقله الينا , وصاية الاجيال ليست محمودة , فلا احد اولى بالحق ولا بالفهم من احد الا بحجة ويقين , وما اختلفت العقول فيه فهو حق لاهله , اوهام المؤرخين  لا تثبت حقا وهي خاضعة لمنهج النقد العلمى   , ولا يحتج بالتاريخ  ولا بروايات المؤرخين , المرويات تكثر فيها المبالغات , وقلة من يلتزم بما راى او سمع , الحقيقة لا تثير الاهتمام , وكلما ابتعدت الرواية عن مصدرها كانت المبالغة فيها اكثر , معظم الرواة وان صدقوا وكانوا عدولا فليس كل من يروى يحسن ضبط ما يرويه , وليس كل من سمع يفهم ما يسمعه وبخاصة فيما كانت له دلالة حقوقية  , المختصون بالاسانيد اكتشفوا الكثير ممن لا تصلح روايته لنقص فى  عدالته او لضعف فى ضبطه , ماكان يفيد الظن لا يحتج به , المؤرخ يكتب قناعته ولا يعنى انه على حق فى تلك القناعة , ولا بد من الاهتمام بمتون المرويات , وهي اكثر اهمية ومازال الاهتمام بها ضعبفا , فماكانت له دلالة مستبعدة لمخالفتها لما هو متوقع وممكن مما جرى العرف ان يكون فلا يحتج به , لا بد من اليقين او ما يقرب من اليقين , لا يستدل بالمظنون  وان كبرت شهرته , وما كان ضعيف الثبوت فلا يروى ولا يحتج به , اليقين ضرورى فى المرويات  لكي تثبت بها الاحكام الحقوقية التى يترتب عليها اثار , ويعذر من ترك ضعيفا ولا يعذر من رواه , وما يكتبه الانسان عن نفسه فى السير الذاتية يفيد اليقين  فى ثبوته لصاحبه ولايعنى  انه الحقيقة , وقلما يكتب الكاتب الحقيقة كما وقعت , انه يظهر ما يحب اظهاره ويخفى ما يريد اخفاءه ويبالغ فيما يرويه عن نفسه , تلك طبيعة النفوس , الصادقون قلة ولا يخلو منهم  مجتمع , والباحثون عن الحق والمدافعون عنه قلة ايضا , عندما نعرف طبيعة النفس نحسن فهم ما يمكن ان يصدر عنها , عندما نحكم العقل ونثق به تقل اخطاؤنا , ونعيد الامور الى نصابها , الانسان مؤتمن على ما يراه حقا وصوابا , وعليه ان يفكر بكل حرية وان يتكلم عما يراه من غير خوف من مجتمعه , او من مخالفيه , لا يمكن للجهل ان ينتصر ابدا ,  ما وقع الاجماع  او ما يقرب منه من الكثرة الغالبة عليه فيجب ان يحترم , ومخالفة القلة لا يلغى الاجماع ولا يضعفه , ولا اتكلم عن الاجماع عند الاصوليين فذلك امر شديد التعقيد , وانما اتكلم عن المصالح  التى  تعتبر من المقاصد , ولكل مجتمع رؤيته الخاصة لمصالحه , والمصالح متغيرة ومتجددة , وكل قرار لا يتجاوز زمنه ومكانه ويمكن العدول عنه  عندما يترجح غيره , ولا بد من الثقة بالعقل بكل مكوناته , وعندما نثق به نثق بالانسان ونعبر عن احترامنا لانسانيته ,

تلك تاملات قد لا يكون لها عنوان محدد , انها تعبر عما نحن فيه من مخلفات عصر الجمود الذى طال ليله واشتد ظلامه ونجد  الكثير من السلبيات التى يمكن اخضاعها لمجهر التصحيح .   

( الزيارات : 824 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *