الاختيار الصعب

كلمات مضيئة.. الاختيار الصعب
متى نحترم ارادة ذلك الانسان فيما كان من امره ومتى يعترف له بحقه في اختيار افعاله بارادته وانه المؤتمن علي حياته ، الانسان هو الذي يختار ويقرر ويفعل ما يريد ، ثم يحاسب علي فعله عند الله فيما احسن او اساء ، وهو مسؤول عما اختار واراد ، هو صاحب القرار فيما كان من اموره الدنيوية وهو مؤتمن ومكلف ، الدين لا يمنعك من امر تراه حقا من حقوقك ، ولايدعوك للقيام بامر لاتري مصلحتك فيه ، ومن اهم تلك القضايا التي اثارت الاهتمام قديما وحديثا لدي الباحثين عن قضية الحكم هي فضية الثورة علي الحاكم ومتى تجوز ومني لاتجوز ، الدين لا يقول لك ما ذَا تفعل في امر موكول اليك ، انت صاحب القرار فيه ، ان اردت ان تقاوم ووجدت مصلحتك في المقاومة واقتنعت بذلك ، فهذا خيارك وانت مسؤول ، وان اردت ان تهادن وتصبر فهذا قرارك وانت المسؤول عما تفعل ان يكون عادلا وعاقلا وحكيما ، المهم الا يكون قرارك ناتجا عن رغبة في الانتقام والعدوان والا يؤدي الى مفسدة يعم ضررها علي مجتمعك ، الانسان مؤتمن علي ان يختار القرار الصحيح في الوقت الملائم له والذي يعبر عن حكمة صاحبه وتحمله لمسؤولية اختياره وقراره ، لا احد ممن خرجوا في التاريخ الاسلامي علي الحاكم وتمردوا عليه منذ نشأة الخوارج فى صدر الاسلام  فعل ذلك تلبية لارادة الله ، وانما فعل ما فيه هواه ورغبته ووجد قناعته فيه ، ولا احد ممن وقف مع الحاكم ووالاه وناصره كان يفعل ذلك لان الله امره ان يفعل ذلك وانما كان يفعل ما يري انه الافضل له ، كل فريق يفعل ما يترجح له الصواب فيه ويحقق مصلحته ، المهم ان يختار الانسان طريقه بنفسه وما يترجح له بحسب نظره ، ومثل هؤلاء كولي المقتول الذي يختار طريقه اما بالقصاص او بالعفو وهو صاحب القرار ، ان اراد القصاص فهذا حقه ، وان اراد العفو فهذا حقه ، ومثل هؤلاء كمن اغتصب حقا من حقوقك او اعتدى عليك فانت بالخيار ، ان شئت ان تقاومه وتسترد حقك منه عن طريق القوة والعنف او تسترده عن طريق الحوار والإقناع او تسامحه فيه وتتنازل عنه ، هذا خيار الانسان و المكلف بالشيئ هو الذي يختار الموقف الذي يرى مصلحته فيه ولكل موقف خصوصيته ، الدين لا يفرض علي الانسان خيارا وحيدا يجب عليه ان يفعله ،الانسان هو المسؤول عن افعاله وعن اختياراته ، ومن الجهل ان يقال للانسان يجب عليك ان تفعل ، اما ان تقاوم او تستسلم ، كل انسان يجب ان يختار الطريق الذي يريحه ويجد مصلحته فيه ، تلك قضايا عالجها العلماء قديما وحديثا ، وكل فريق أبدى وجهة نظره كما يراها هو ، الدين يحترم اختيار الانسان فيما يترجح له الصواب فيه ، ليست هناك حالة تماثل الأخري في النوازل المتجددة ، ولكل نازلة خصوصيتها الزمانية والمكانية وما يحيط بها ، ومن الجهل ان نحمل الدين مسؤولية ما نفعل ونحن الذين نفعل ونختار ، لانريد ان نجعل الدين مطية لاهوائنا ، عندما يشعر المجتمع كله بالظلم فمن الطبيعي ان يكون الانسان مستعدا للدفاع عن نفسه انطلاقا من قناعته ، كل مجتمع يتخذ قراره بنفسه فيما يفعل ، الدين يحرم الظلم والعدوان من اَية جهة كان ذلك الظلم ، اسوأ إساءة للدين ان نحمل الدين مسؤولية ما ترجحه أهواؤنا من القرارات ، هناك معايير ضابطة للحقوق ويجب ان تحترم ، وكل انسان مؤتمن علي ما يفعله ان يكون عادلا لا ظلم فيه ..

 

( الزيارات : 887 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *