الادب ثمرة الصحبة

ذاكرة الايام ..الادب ثمرة الصحبة

اهم صفة تعلمتها من صحبة السيد النبهان طيب الله ثراه هي الأدب ولَم اجد اكثر أهمية من الادب في مجالسه التربوية والروحية  كخلق يتميز به الانسان ويرتقي به عن كل الاخرين ، كانً الادب بالنسبة للسيد النبهان معيارا وميزانا ولا شيء خارج الادب ، وهو ذو دلالة على شخصية صاحبه  , والادب خلق الكبار ولا يُحْسِنه الصغار ولو تكلفوه او تظاهروا به ، والمراد  به رياضة النفس عن طريق التحكم فيما تملكه  من القوي الغريزية الشهوانية والغضبية بحيث لا يصدر من الانسان الا ما يليق به من انواع السلوك الذي به يكون التفاضل بين الناس ، ويمكن التحكم في العواطف والافكار عن طريقين : الاول : تنمية القوة العقلانية عن طريق المعارف واكتساب.الخبرات. والطريق الثاني هو تنميةالقوة الروحية عن طريق تغذية القيم الايمانية ، لكيلا تتحكم الغرائز عند الانفعال الذى لا يمكن التحكم فيه ، ، ،
و كنت اشتاق في تلك الطفولة الي تلك المجالس الروحية الايمانية  التي ، كانت هي المجالس الافضل. التي شهدتها ولم اشهد مثلها. من بعد كما كانت عليه  ، ،اعترف اننى  لم أشهد مثلها. في رحلتي الطويلة  ، كانت متميزة راقية الاهتمامات صادقة ، كم نحتاج الي تلك التغذية الروحية المستمرة. التي تحررنا من أمراض القلوب الكثيرة التى تمكنت من اصحابها ولو كانوا من الصالحين , واشدها ذلك الغرور الذى يصيب الصالحين ويستولى عليهم وذلك التعلق بالدنيا والتنافس عليها والبحث عن المجد والشهرة والرغبة فى التقرب من العامة بما يحبون من ادعاء الرعاية والكرامة . التربية الروحية ضرورية لكي يقع التحكم فى الجموحات النفسية الناتجة عن توهم الكمال الناتج عن الغفلة عن الله  والجهل بحقيقة الاسلام ,  و لكي يحدث التوازن الداخلي  بين القوى التى يملكها الانسان , لئلا تطغى فوة على اخرى  , ومما كان يميز مجالس  السيد النبهان انها كانت صافيةً  وصادقة. ولم تكن متكلفة وكنت اجد فيها  الادب مع الله بأجمل صوره. بطريقة  لا يتجاوز فيها الانسان عبديته  والاعتراف بضعفه الانسانى  والرضا بقضاء الله , ،ولم يكن الدين مطية لدنيا ابدا فى منهجيته التربوية الروحية ، في منهجية السيد النبهان ،كانت الدنيا غائبة عن الاهتمام والتعلق كليا ,  كنت احن الي تلك المجالس الروحية ، وكنت اشعر  بالحاجة اليها  في زحمة الحياة ، كانت تلك المجالس مجالس محبة وصفاء وأخوة , لم اجد فيها ذلك التفاضل فى امور الديا ولا تلك المعايير الدنيوية  ولا تلك المواجيد المغتعلة التى اشتهرت بها مجالس الصوفية , ولا تلك الطقوس التى لا دلالة لها فى معيار الدين , وهي لا تقرب بعيدا ولا توقظ غافلا ، فى مجالس السيد  النبهان كان الكل في خدمة الكل ، من احب الله عمل له واخلص فى عمله  واستقام فى طريقة  السعي لدنياه من غير انانية بغيضة ، كنت اجد الصوفية الحقة في ذلك الصفاء الداخلي  وذلك السكون القلبي ، كانت حقبة حلب هي الاهم في تكويني. بفضل تلك  الصحبة ، و كنت اتأمل في تلك. المجالس واعترف اننا نحتاج اليها في حياتنا وكنت اشتاق لتلك المجالس العفوية الصافية ، كانتً مجالس تربوية روحية  ولم تكن مجالس تعليمية ، مجالس العلم تنمي القوة العقلية
وتزداد بها رسوخا. ولكنها في الوقت ذاته تنمي الشعور بالانانية والقسوة.الا اذا استقام اصحابها  وصفت نفوسهم ، وتلكً محنة العلم عندما يفتقد العالم اخلاقية العلم ويضعف لديه الشعور بالرحمة والتعاطف مع المستضعفين في الارض، الرحمة صفة اخلاقية. في الانسان. لاتعرف. الانتماء ، انها تخترق كل الحواجز. لكي تعبر. عن الانسانية، ولا اجد الرحمة خارج الرحمة بالمستضعفين . ولا الانسانية. خارج التكافل الانسانى المعبر عن احترام الحياة ، كل الافكار التي اصبحت بالنسبة لي قناعات كانت ناتجة عن خواطر مستمدة مما في تلك الذاكرة من الاحداث والمشاهدات ، كنت اتإمل فيها وأحاول ان افهمها من غير انفعال. ، الافكار الناتجة عن الخواطر المستمدة من الواقع تكون اكثر واقعية من الخواطر الناتجة عن التأمل الافتراضي المثالي ، كنت اجد في رسالة الدين في الحياة ذلك البعد الاخلاقي‏ الذي يجعل الحياة اكثر تعبيرًا عن الانسانية ، ليس المهمً ان. يتقدم المجتمع في مجالات لا تسهم في خدمة الانسان. ، وقد تكون سببا في شقاء ذلك الانسان, وانما المهم ان يكون جهد الانسان مثمرا ونافعا ويسهم فى الدفاع عن الحياة من خلال النظم العادلة التى تسهم فى سعادة الانسان وشعوره بالامن والسلام  ،
و

( الزيارات : 512 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *