الاستاذ محمد حدو امزيان

 

عميد كلية أصول الدين بتطوان ، وأحد الشخصيات المغربية الذين تلقوا علمهم في المشرق العربي ، وبخاصة في القاهرة التي ذهبت إليها أول بعثة مغربية من شمال المغرب ومن مدينة تطوان ، التي يلاحظ فيها كثرة المثقفين ويبدو أن النهضة الثقافية بدأت في تطوان في وقت مبكر ، بسبب وجود منطقة الشمال تحت الحماية الإسبانية ، وكان هناك خليفة للسلطان ويمارس فيها سلطة مستقلة ، وكثيراً ما كان الشيخ محمد مكي الناصري يحدثني عن هذه البعثة التي ذهبت إلى القاهرة من أبناء تطوان ، واستطاعت هذه البعثة بعد عودتها إلى بلادها أن تسهم في بناء النهضة الثقافية من منطقة الشمال ..

وأنجبت مدينة تطوان شخصيات علمية ووطنية عالية التكوين ، متفتحة على الفكر المعاصر متأثرة بحركة النهضة في المشرق العربي ، التي كان يقودها رواد النهضة على مستوى الإصلاح الاجتماعي والفكري والثقافي ..

كان الشيخ محمد حدو أمزيان شخصية شمالية ، ولا أدري هل هو من أبناء تطوان أو من منطقة الريف ، وهو شخصية ذكية واعية ناقدة ، وهو في أعماقه يحمل فكراً ثورياً ويدعو إلى الإصلاح ، ويحدثني بكثير من الإعجاب عن المشرق ، وعن صداقاته المشرقية الكثيرة ، وعندما يراني يهمس في أذني بضع كلمات عن بعض الظواهر السلبية في المغرب ، كنت أسمع لـه ويسعده ذلك ، كانت كلماته تدل على حالة إحباط كبير ، ويشكو لي من تهميش منطقة الشمال ، ويصفها بأنها المغرب المنسي الذي لا يشعر أحد بوجوده ، كان متشائماً من المستقبل ، ويقول لي لا أمل في الإصلاح ما دامت رموز الفساد تحكم قبضتها على الشمال ولا تسعى في تحسين أوضاعه ..

وعندما قامت ثورة شعبية قوية وجادة في تطوان وهي ثورة المحرومين والفقراء في الثمانينيات وصف الملك الثائرين بالأوباش ، وهذه الكلمة جرحت مشاعر الشحاليين ، وجاء وفد من حكماء تطوان و ألقى الأستاذ محمد حدو أمزيان كلمة اعتذر فيها باسم سكان تطوان عن أفعال الشغب وأدان سلوك طريق العنف ضد الدولة ، وقال لي : نحن ضد الشغب والعنف إلا أن المنطقة تعيش في محنة بسبب إنتشار البطالة فيها وإهمال الدولة لها ، كان رئيساً للمجلس العلمي بتطوان ، وكنت أقدره ، وكان لبقاً اجتماعياً واضح الذكاء والدهاء ، وفي الوقت ذاته كان حكيماً في مواقفه ، وهو من رموز العلم في تطوان بلد العلم والعلماء ، ووريثة حضارة الأندلس ، وكان معظم علماء كلية أصول الدين قد أعدوا أطروحتهم بدار الحديث الحسنية وتحت إشرافي ،وتربطني بهم صلة قوية ..

( الزيارات : 2٬142 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *