الاسلام خطاب الهي

كلمات مضيئة ..الاسلام : خطاب الهي

رسالة الدين في الحياة متكاملة ومترابطة . وهي لاجل كمال الحياة ان تكون انسانية متراحمة متكافلة راقية الاهتمامات معبرة عن تميز الانسان عن سائر المخلوقات بالعقل. الهادي للرشاد والقلب الذي يشعره. بالمسؤولية امام الله ويحاسبه عن اعماله ويخاطبه ويصارحه ويشعره بالندم عما. تجاوز فيه حقا من الحقوق ، قضايا الدين الاساسية التي جاء بها رسل الله واحدة وان تعدد الرسل,  وكل رسول يكمل رسالة من كان قبله بما يحقق الكمال في رسالة الله لكل عباده.وهو الايمان بالله والعمل الصالح , وكان الاسلام هو الجامع لكل ما جاء به رسل الله من قبل من الدعوة الى الايمان اولا وبيان الحقوق والالتزام بالاخلاق والاداب  ، وكان الخطاب الالهي الذى  يخاطب الانسان بطريقة مباشرة مبينا له ما اوجبه الله عليه من التكاليف , وهو المؤتمن عليها. والمكلف بفهمها.ان تحترم فيها مقاصد تلك الرسالة الالهية بما تتحقق به اغراضها الكلية في. احترام الحياة. التي ارادها الله ان تكون وجعل الانسان هو المستخلف عليها ، ان يختار من النظم ما يضمن العدالة في الحقوق والتكافل في الدفاع عن الحياة والتراحم بين العباد ، وتلك. الاسس والكليات. يجب الاهتمام بها بطريقة. متكاملة ومتوازنة بالطريقة التي تتحقق بها المقاصد والغايات ، ولا تغني قضية من قضايا الدين الاساسية. عن اخري ، لان رسالة الدين واحدة , وهي. الدعوة  لاحترام الحياة , واهم مظهر لذلك  احترام الانسان بكل ما منحه الله اياه من الحقوق التي تضمن له. اسباب الحياة وكمالها . ، وموضوع الدين هو الحياة بكل مظاهرها ومطالبها واسبابها , وغايته تمكين ذلك الانسان. من تلك الحياة. الا يعبث بها عبث الجاهلين والا يتمكن منها السفهاء والاشرار وكل الظالمين الذين هم طغاة الارض الذين استعبدوا العباد.، واذلوهم. بما ادعوه لانفسهم. من. اوصاف النأله والاستكبار الذي مكنهم من الطغيان فى الارض ، واهم. قضايا الدين الاساسية  كما  جاء بها الاسلام ثلاثة :

 اولا : الايمان بالله بكل ما يتطلبه هذا الايمان من اداء حقوق الله كالعبادة والطاعة بكل اركانها وادابها كحق من حقوق الله علي عياده .، وهذا هو الاصل الاول والاهم في رسالة الدين ،

وثانيا : احترام الحقوق بين العباد كما امر الله به. في القران الكريم وكما بينه رسول لله في سنته الشريفة  بالكيفية التي تتحقق بها العدالة في كل مجتمع كما يراها مجتمعها عادلة ومنصفة ومحققة للكمال في الحقوق  الذي يمنع الظلم فيها ، والاسلام مع كل خطوة اصلاحية نحو مزيد من العدالة باتجاه الكمال الذي يحبه الله من عباده ، وتلك مهمة فقهاء كل عصر ان يفهموا النصوص المقدسة بالطريقة التي تحقق مقاصدها الكلية المرادة بها في التعبير عن الكرامة الانسانية .

وثالثا : الالتزام. بالاخلاق في السلوك الاجتماعي. ومحبة كل الاخرين واحترام التعدد والتنوع وحق الاختلاف وقبول الحياة كحق لكل عياد الله ولو اختلفوا فيما بينهم ، ومهمة كل جيل وبخاصة من اهل العلم. ان يضع النظام الاجتماعي الذي يراه محققا لتلك الغايات. وبالكيفية التي تتحقق بها المقاصد والاغراض التي ارادها الله ان تكون والتي تعبر عن معني الاستخلاف في الارض ، ومسؤولية الانسان ان يكون مؤتمنا علي الحياة من غير تجاهل لاصل من تلك الاصول الكلية ، وهناك اصول وثوابت جاءت من عند الله كمنهج للحياة. ولكل اصل من تلك الاصول احكامه التفصيلية التي. تعبر عنه ، وهذه الاصول ثابتة وهي الجذور لكل ما تفرع عنها من التطبيقات الفرعية التي تعبر عن عصرها وحاجة مجتمعها ، والاصول تحترم كخطاب لكل الاجيال. في كل عصر وزمان ، وتطبق في كل مجتمع بما يلائمه. وبما تتحقق به مقاصد تلك الاصول في مجتمعها ،. اما الدولة والنظم والقوانين فهي من اختصاص الانسان المستخلف علي الارض ان يطبق حكم الله فيما امر عباده به مما فيه صلاحهم ، وطريق الانسان في ذلك ان يعتمد علي العقل الذي هو نور هداية لذلك الانسان يبين له طريق الخير والشر وطريق الحق والباطل ، وتعطيل العقل عن اداء مهمته في فهم النص  سيؤدي لامحالة. الي الجمود والتوقف الذي اصبح. يعاني منه مجتمعنا. , وتلك محنة عصر التخلف الذي انتشرت فيه ظاهرة التقليد والتبعية وتعطيل العقل عن اداء مهمته في فهم ما خوطب به من الله ، ، الاسلام هو خانم الاديان واصوله ثابته في كلياتها ومستمدة من مصادرها النقلية عن طريق الوحي المنزل على رسوله ,  وليس عن طريق العقل والاجتهاد المتعدد الباحث عن الحق بجهده ، والانسان مخاطب بالنصوص التي جاءت من عند الله , وعليه ان يعكف عليها ويفهمها بالروحية التي نزلت بها لكي تحقق اغراضها المرجوة ، ولا يستغني عن الاصول بالفروع ولو استقام اهلها وارتقت مداركهم العقلية , والجهد الاجتهادي مظنون فيه ولا يقين في جهد العقول. ، ومن الجهل ان يكون شعارالوفاء للاجيال. مطية للانصراف عن تلك الاصول. والغفلة عنها والابتعاد المؤدي الي انحراف عن المنهج الالهي  ، وكلمة الاستخلاف تعني الثقة بالانسان كموطن للخطاب الالهي< . وعليه ان يفهمه. بما يملكه من قدرات ذاتية : عقلية وروحية ، ولا شيئ منها يخرج الانسان عن انسانيته بكل خصوصياتها البشرية والغريزية التي تخضعه لمعايير الصواب والحطإ ، وتجعله مؤتمنا علي ما يترجح له انه الحق ، من ادعي انه خارج تلك الخصائص البشرية من التكليف فقد افتري وتجاوز ، الالوهية اصل بكل قضاياها الايمانية وتستمد حصرا من مصادرها القران ,  وطريقها الوحي والنبوة اولا ، وبعد ذلك فالكل خاضع للتكليف والمساءلة النقدية. ، الاستخلاف يعني الثقة بالانسان واداته هو العقل المتحرر من الغريزة ، ولذلك كانت المجاهدات. لاجل تحقيق ذلك التحرر من الشهوات الغريزية والانفعالات الغضبية ، اما ما اختلف فيه الناس فيخضع لمقاييس تضبط تلك الخلافات ، اما امر الدول والنظم والقوانين فهي ثمرة جهد عقلي باحث عن امرين. : حكم الله اولا ومصالح العباد ثانيا ، وما اختلف الناس فيه فيخضع لمعيار الصلاح والفساد والله يفصل بين عباده  فيما اختلفوا فيه ، فما كان صالحا. فيحترم. ، وماًكان فاسدا أوادي الي فساد فلا يعتد به ، ومسؤولية كل جيل هو التصحيح المتجدد عن طريق اعتماد منهجية نقدية من منطلق علمي .لكي يؤدي الاسلام رسالته في مجتمعه ، الاسلام يراد لذاته كرسالة لاجل الحياة ، وعندما يراد توظيفه لتحقيق مصالح شخصية. لافراد ومجتمعات ودول يفقد خصوصيته. الروحية ، ويكون بذلك التغالب علي المصالح الدنيوية باسم الدين ، التصحيح. مهمة متجددة  للبحث عما  يريده الله  لكي لا يكون الاسلام مجرد تراث وذاكرة تاريخية ، الاسلام رسالة الله لكل عياده لكي تستقيم بذلك المنهج الالهي  حياتهم وتتحقق ارادة الله في خلق الحياة. وابداعها بما هي عليه من اعجازفى الخلق والتدبير . . .

التعليقات

اكتب تعليقًا

 

 

( الزيارات : 507 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *