الاقتصاد الاسلامى فى الذاكرة

ذاكرة الايام : الاقتصاد الاسلامي في الذاكرة

انتقلت فجأة وعلي غير توقع منى  من القاهرة التي كنت اتابع دراستي العالية  في كلية دار العلوم فيها الي الرياض عاصمة المملكة السعودية في عام 1966 , لكي اقوم بالتدريس في الكليات التيي اصبحت فيما بعد جامعة الامام ، كنت في السادسة والعشرين. من العمر ، ووجدت نفسي فجأة مع جيل ممن كانوا اساتذة لي ، لم يصدق اصدقاء القاهرة انني ساتركهم واغادر من غير وداع , لم اتوقع اننى لن اعود  ، وكان من ابرز اصدقاء مصر  الدكتور محمد. البلتاجي الذي اصبح عميدا لدار العلوم والدكتور حسن الشافعي الذي اصبح رئيسا لمجمع اللغه العربية ، وهناك اصدقاء من سوريا , منهم. الدكتور هشام البرهاني والدكتور نور الدين عتر والدكتور عدنان زرزور والدكتور عجاج الخطيب والدكتور محمد خير فارس والدكتورة عزيزة مريدن ، قضيت في القاهرة اربع سنوات ، كانت من اجمل الفترات في حياتي في صحبة دافئة. وامل كبير ، وكانت القاهر ة فى تلك الفترة  مليئة بالحيوية والدفء القومي والنشاط العلمي. ، في الرياض كان كل شيئ مختلفا ، كانت الرياض مدينة هادئة بسيطة. ، وكنا نشعر فيها بالغربة والوحدة ، ونخرج بين فترة الي اخري الي المزارع المحيطة بها  ، ومن ابرز اصدقاء تلك. الفترة الصديق الاعز وكان. الاقرب لي الدكتور عبد الرحمن رافت الباشا ، وانا مدين له بالكثير من الشجيع ، وكان حكيما ووفيا وراقي الشخصية ، وهناك الصديق بكري شيخ امين والدكتور عبد القدوس ابو صالح والاستاذ عاصم البيطار والدكتور ابراهيم السلقيني والاستاذ عبد الرحمن حبنكة. ، وفِي الايام الاولي عرفت الصديق الوفي الدكتور احمد الضبيب  احد ابرز الكفاءات السعودية الاولى وهو الاقرب لي وما زالت الصلة مستمرة. والذي اصبح فيما بعد مديرا لجامعة الرياض والدكتور عبد الله التركي الذي اصبح مديرا لجامعة الامام ووزيرا للشؤون الاسلامية ، كنت احاول ان اتغلب علي الشعور بالوحدة. في مجتمع مختلف ، وكنت قد تربيت تربية صوفية في صحبة السيد النبهان في حلب ، ووجدت نفسي في. قلعة الفكر. السلفي العلمية وفِي حصونه. المنيعة التي تشرف عليها اسرة ال الشيخ محمد بن عبد الوهاب والتي يمثلها المفتي العام. محمد بن ابراهيم. ال الشيخ ، وهو رجل صالح. وتقي ، وقد اجتمعت به ، وكانت تربطني. صداقة. باولاده الكبار الذين تولوا وزارة العدل، وبالاخص الشيخ ابراهيم. وزير العدل فيما بعد ، وكنا  نتزاور باستمرار ، واستمرت الصلة طويلا ، اعترف ان حقبة الرياض كانت غنية بالنشاط العلمي والحيوية. ، وكان المدير العام للكليات هو الشيخ عبدالعزيز المسند ، وكلفني ان القي اول. محاضرة عن الاقتصاد الاسلامي في المدرج العام للكليات ، واخترت عنوانا : ، مكانة الاقتصاد الاسلامي بين النظم الاقتصادية المعاصرة ، كان الموضوع جديدا ولَم تكن كلمة الاقتصاد الاسلامي متداولة في تلك الفترة ، وربما كان البعض يضيق بها كمصطلح. جديد لا حاجة اليه. ، وكان هناك شعور بالخوف من كل جديد ، كنت اشعر بالهيبة. من ذلك الموقف ، وكيف يمكنني ان اتناول الموضوع في ظل. مجتمع كان يخشي من الجديد في المصطلحات والافكار ، ولكن لا بد من ذلك. ، كانت القضايا مختلفة والمعايير ليست واحدة ، وحضر جمهور كبير من المثقفين والمهتمين . بقضايا المال والاقتصاد في مجتمع يبحث عن هويته ، كان الشيخ المسند فخورا بذلك اليَوْمَ. وهو الذي قدمني. ، وحظيت المحاضرة باهتمام كبير. في الصحافة السعودية. ، ونشرت كاملة في حريدة الرياض وجريدة الندوة. ، تلك كانت هي البداية الاولي. لرحلة طويلة من النشاط العلمي. ، وطالبت في تلك المحاضرة. بالاهتمام بالاقتصاد الاسلامي وتدريسه كمادة مستقلة في الجامعات بهدف تعميق الدراسات في هذا العلم الذي سوف تزداد اهميته ، ، وبعد تسع سنوات. اقيم اول مؤتمر عالمي للاقتصاد الاسلامي في مكة المكرمة ، وكان ذلك عام 1975 , وحضرت هذا المؤتمر الذي تبنته جامعة الملك عبد العزيز في جده ، وكان هو البداية. لمرحلة جديدة. في تاريخ هذا العلم الذي اتسع الاهتمام به ،واصبح اليَوْمَ. من ابرز العلوم التي تحظي بالاهتمام. ..

( الزيارات : 485 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *