التاملات

كلمات مضيئة..التاملات
لم يكن لدي اَي مشروع علمي فيما كنت اكتبه في هذه الصفحة كي أتخصص في الكتابه عنه , وهذه الصفحة  ليست المكان المناسب للبحوث العلمية والدراسات الجادة ، ما اكتبه هو  مجرد تأملات عابرة وخواطر عفوية وتلقائية كانت تثير اهتمامي في أوقات متفاوتة من الليل او النهار , وأغلبها في الليل عندما أخلو مع نفسي وانتظر النوم ويطول انتظارى , لم اضق بذلك ابدا , كنت اتأمل واستعيد حوادث مرت بي او اخبارا تثير اهتمامى ، احيانا كنت أتأمل ذلك  كخاطرة عابرة وتذهب سريعا ، واحيانا كنت أسجلها على ورقة ثم ألقيها فيما بعد في سلة المهملات غير عابئ بما كتبته ، ولَم اكن أعيرها اَي اهتمام ، ولَم اشعر قط بما يدفعني للحرص عليها ، عندما أسجلها كنت ارتاح بعدها وتفادرني تلك الافكار التى كانت مستمدة من الواقع  ، وكأنها لم تكن ، تلك هي طبيعة الخواطر العفوية التي تأتينا وننشغل بها في وقت فراغنا ، وعندما لازمت البيت  بسبب المرض الذى ثقل علي  واضعف نشاطى الذى كان ، ولَم يعد بإمكاني ان اقرأ في كتاب او اعتمد عليه وجدت نفسي امسك بجهاز هاتف اتابع به الأخبار المكتوبة فيه ، للتسلية حينا ولمتابعة ما يجري من احداث ، واصبحت لحظات التأمل تمتد لانني لا املك غيرها ، للتعبير عما في نفسي من تلك التأملات ، وأصبحت أسجلها في ذلك الهاتف في صفحة الفيسبوك ، بعنوان ذاكرة الايام او حكمة اليوم ، واحيانا كنت اسجل فكرة طويلة تحتاج الى شرح وبيان كنت اكتبها بعنوان كلمات مضيئة ، وعندما يغمرنى شعورروحي كنت اعبر عنه كما أحس به كفكرة  أكتبها بعنوان نفحات روحية ، وكان هناك اخ محب من العراق لا اعرفه من قبل يتابع كل ما اكتب  باهتمام ، وأخذ يجمعها في ملف ويرسلها لي بين الحين والآخر ، ويعيد تصميمها في لوحات مكتوبة ، وكنت احتفظ بتلك الملفات واجتمع لدي الكثير من تلك التأملات فى عدة مجلدات ، تضم اكثر من عشرة آلاف حكمة ، وعدد كبير من كلمات مضيئة ، وجاءت مبعثرة متداخلة معبرة عن تلك اللحظة التي كنت اعيشها، وكنت اتمني ان أعيد كتابتها وفق تصنيف جديد موضوعي بحسب افكارها  ، بحيث تكون متماسكة ومفيدة ، وقد تجد من يهتم بها في المستقبل ويعيد تصنيفها بطريقة موضوعية ، هي مجرد تأملات، وكلمة التأملات كلمة مناسبة لكي تكون عنوانا لها ، كنت سعيدا بما كنت اكتبه لانني كنت اكتب قناعتي كما هي ، وكنت افكر فيما كنت اراه ، او ما ترجح لي في لحظة من حياتي متأثرا بالواقع الذى كنت اعيشه  , واستمد منه تلك الفكرة ، التأملات تعبر عما نحن فيه كما كنت اراه   ، ليس من الضروري ان تكون هي الحقيقة ، فلا احد يعرف اين هي تلك الحقيقة ، في تلك التأملات كتبت كل شيئ كنت اراه كما اراه ، وربما هذا مانحتاجه ، اكتب كل ذلك لنفسي وليس للآخرين ، لانريد فيما نكتبه ان تسترضي احدا احيانا اصرح بما اراه واحيانا اشير اليه واترك لمن يتابع ذلك ان  يفهمه كما يريد وان يضيف اليه ، يكفي ان نكون صادقين مع أنفسنا ونرضي الله تعالي ، اهم ما يجب ان نحرص عليه هو الصدق مع الله تعالى  ، تلك هي مسؤوليتنا ان نعمل لله وفِي سبيل الله ، وانً نكون صالحين ، تكلمت في كل شيئ كان يثير اهتمامى ، واهم ما اثار اهتمامي هو تلك المفاهيم والمصطلحات ، وبخاصة في النظم والأفكار ومفاهيم الدولة والسلطة والحق والمال والملكية والعمل والعدالة والاخلاق  والنفس والعقل والانسان ، وهي قضايا تعتبر من مسؤولية الانسان ان يهتم بها وان يكون مؤتمنا عليها ان تكون الافضل والأكمل بما تحقق الأغراض المرجوة منها ، وكنت اركز على الانسان المخاطب والمكلف ، وكنت اعتبره هو المؤتمن علي فهم ما خوطب به ان يحقق المقاصد المرجوة منه بما يلائم زمانه ومكانه , المقاصد هي المرجوة والخطاب لا يفهم الا من خلال سياقه  التى جاء به  ولا يفهم الا به  لكي يحقق الغرض منه , ، ولكل جيل رؤيته الخاصة به لما خوطب به وهو المؤتمن عليه ، وكل شى يراد به غرضه ، ولا ينفصل الخطاب عن مقاصده ، الخطاب يفهم بالمخاطب به لانه هو اداة الفهم وهو متجدد على الدوام ويختلف فهمه متاثرا بمكوناته  الذاتية والاجتماعية ، النص لا ينطق بذاته ، وانما ينطق بالمخاطب به وهو الانسان ، يرتقي  المعنى بحسن فهم المخاطب به  وينحدر بسوء فهمه ,  ، وهذه مهمة كل جيل وكل مجتمع وكل فرد ، ويتجدد الفهم كلما اتسعت رؤية صاحبه ، وأهل العلم والاختصاص هم اولى بالفهم فيما اختصوا به ، ولا بد من أمرين الثقة بالعقل كمخاطب والثقة بالعلم الذي يساعد العقل على حسن المعرفة ، ولا ثقة بعقل تتحكم فيه غرائزه وتقوده اهواؤه ، وقوى الانسان الثلاث تعمل بطريقة منسجمة ، وهي القوى الغريزية والعقلية والروحية ، فان تغلبت إحدي هذه القوى علي الأخري حدت خلل وانحراف فى الفهم  ، الكمال في كمال القوي الثلاث ان تعمل منسجمة من غير إهمال لأحدها او تجاهل ، وتلك محنة الانسان عندما تتغلب فيه قوة على اخري فيكون بها الخلل في الحكم علي الاشياء ، ومن الجهل ان يفرض صاحبها فهمه على الاخرين , لا كمال خارج قيام كل القوي بوظيفتها التي خلقت لاجلها ، من تغلبت احدي قواه علي الأخري احدثت لديه خللا فى الفهم فيكون بهذا الخلل بعيدا عن الحق  ، فالسمع لا يغني عن البصر ، ومن تغلبت احدي قواه على الأخري احدثت خللا فيه ، وحاولت في هذه التأملات ان تعبر عن الانسان الذي اراده الله ان يكون مؤتمنا علي الحياة , لا يمكننا تجاهل الواقع  كما هو , تلك التعددية حتمية بشرط ان يتفهم كل فريق للاخر المخالف له  ، لا كمال خارج الكمال ، ويشارك الانسان الحيوان في قوتين:  القوة الغريزية التي لا تستقيم الحياة الا بها ، وبداهة العقول في البحث عن اسباب الحياة والدفاع عن النفس ، وكل من الانسان والحيوان يعرف طريقه الي طعامه  بغريزته  ويعرف كيف يحافظ على حياته ، ويتميز الانسان بقدرته علي التعلم واكتساب المعرفة وتسخير الطبيعة له ، وبهذا التعليم يرتقي الانسان عن الحيوان مكتسبا بذلك معرفة تجعله اكثر رقيا وفهما واختيارا ، وهناك قوة ينفرد بها الانسان ولا يملكها الحيوان وهي القوة الايمانية والروحية التي تولد لديه عواطف الحب ومشاعر الرحمة ، وبهده القوة يميز بين الخير والشر ، ويتغلب بقوة الخير لديه على تلك القوة الغريزية البهيمية فيمسك بزمام نفسه اذا غضب ويختار طريقه الصحيح لاشباع شهواته ، فلا يغتصب حقا ولا يظلم ولا يعتدي ، ذلك هو الانسان الذي خاطبه الله بالتكليف وجعله مؤتمنا علي الحياة ان يختار طريقه الذي امره الله به ، قابلية الانسان للتعلم تجعله اكثر قدرة علي اختيار الخير الذي يعود نفعه عليه وعلي مجتمعه ، هل نحتاج الي التأمل ، اقول نعم ، نحتاج الى التأمل العاقل لكي نصحح ما نحن فيه ، هناك الكثير مما يجب ان نستغني عنه بماهو افضل منه ، كل ما ارتبط بعصر فهو مختص بذلك العصر لا يتجاوزه من الاعراف والتقاليد ، ما كان منها صالحا نختاره لصلاحه وللحاجة اليه ، ومالا نحتاجه فيجب الاستغناء عنه ، جهد العقول متأثرة بواقعها ومجتمعها ومحيطها ، ما جاء من الله تعالى عن طريق رسوله فهو خطاب لعباده  ويجب الالتزام به ويشمل امورا ثلاثة الايمان بالله والعبادة بكامل اركانها واصول الحقوق وثوابت الاخلاق ،. وما جاء عن طريق الاجتهاد العقلي من جهد الانسان  لتحقيق مصلحة لمجتمعه فهو يتجدد باستمرار لكي يعبر عن تلك المصلحة , وهذه هي مهمة اهل العلم والحكمة والاختصاص في كل عصر ان يختاروا الافضل والأكمل الذي يحقق المقاصد وعندما يتصدى غير هؤلاء ممن غلب عليهم الجهل والسفه  لمهمة التعليم والتكوين فمن الطبيعى ان يفقد العلم هيبته ويصبح العلم مطية للعابثين به ..

 

ا

 

 

 

 

 

( الزيارات : 594 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *