التدافع الداخلى

كلمات مضيئة .. التدافع الداخلي

كنت اشعر بذلك التدافع الذي كان يحدث في داخلي بين تلك النزعة العقلانية التي كنت احتكم اليها في فهم الاحداث والمواقف التي كانت تمر بي وكنت احاول استرجاعها من الذاكرة واعادة فهمها وبين تلك النزعة الروحية التي كانت اصيلة في داخلي , وهي نزعة. نمت في كياني منذ تلك الطفولة التي عشتها في صحبة السيد النبهان طيب الله ثراه ، كان التدافع قويا وكنت اشعر باثره ، ولكل من المنهجين ما يبرره  من الاستعدادات ، هناك في حياتي مالا يمكنني فهمه الا في ظل ذلك المنهج الايماني الروحي الذي كنت اجد فيه التفسير لكثير من الاحداث. والمنعطفات التي مرت بي ، وهي كثيرة وخارج.السياق العقلي القائم علي الاسباب ، لا شيئ خارج الاسباب الظاهرة,  ولا شيئ كان بمجرد الاسباب , وكنت اجد الحكمة الالهية  خلف الاسباب وهي التي توجه القلوب وتسخرها لما يريده الله ان يكون ، هناك الكثير مما لا افهمه بمجرد النظر العقلي ، وكنت اجد الحكمة. والتدبير وذلك الانسجام البديع في الوجود بين ما يصدر عن الانسان بارادته واختياره , وما هو مقدر عليه منذ الازل ، وكدت اقول بانتفاء الارادة والاختيار ، ولست مع الجبرية المطلقة ، ولكنني مع الحكمة في التدبير الالهي الذي يوجه القلوب لما يريده الله لكي لا يكون في مملكة الله الا ما يريده الله ، ذلك الشعور الايماني عميق في كياني ، واحيانا اجده هو الارسخ الذي يفسر لي الاحداث التي تمر بنا ، ونظن انها تمشي علي غير هدي ، وهي محكمة الصنع تعبر عن تلك الارادة الالهية ، كنت اري السذاجة والقصور في العقل وهو يقف عاجزا عن التفسير , وكأنه خارج تلك المنطقة الايمانية ، وكان مصدري في ذلك هو نجربني في الحياة , وهي اهم من النظر العقلي الذي توجهه الحواس المادية وتتحكم فيه الغرائز الفطرية ، وكنت اعلم اسرارها وخفاياها ، وهي كرواية لم تكتب ، ولا يمكنها ان نكتب ابدا ، وكنت ابحث عن سر الوجود واحاول ان افهم ذلك الانسان من جديد من خلال نظرة ايمانية وروحية اكثر انسجاما ، كنت اجد ان كل شيئ في حياتنا هو كحلم عشناه ولا ندري. هل هو حقيقة. او حلم في منام ، لم أجد العبثية في الحياة ابدا من خلال تجربتي في تلك الحياة ، كنت كثير التإمل في حياتي ، وكنت اجد في ذلك المرجعية لما افكر فيه ، كنت استعرض كل الاحداث والمواقف واعيد التأمل فيها من جديد، وفِي كل مرة. اكتشف معرفة جديدة لم تكن من قبل ، واعترف انها معرفة لا يقين فيها لانها متجددة علي الدوام ، وتواكب سير الحياة من النقص نحو الكمال ، وكنت اعيد النظر في كل المعقولات ، واجد فيها ذلك السر الخفي الذي يحركها ، وهو الله الذي اراد للوجود ان يكون كما هو عليه خلقا وحكمة، ما يبحث عنه الانسان لن يصل اليه لانه لا يعرفه ، لم أجد من وصل الي مايريد ، الوصول يعني النهاية ، والحياة تتطلب استمرار رحلة البحث. عن ذلك الكنز المفقود ، ما اكثر شقاء ذلك الانسان وهو يحاول ان يبحث. عن ذلك السر خارج. ذاته ..

 

( الزيارات : 444 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *