التربية الروحية وتوازن الشخصية

ذاكرة الايام ..التربية الروحية وتوازن الشخصية

كان من طببعتي ان اتأمل كثيرا في طبيعة الشخصية الانسانية من خلال ما يصدر عنها من انواع السلوك ، ومما كنت الاحظه ان التربية الروحية في الطفولة مؤثرة في ملامح تلك الشخصية وفِي افكارها وسلوكها وفِي مواقفها ، وكنت الاحظ اثر تلك التربية في العواطف والمشاعر ، هناك صفتان هما اسوأ ما في الانسان : ةالانانية والقسوة ، وهما من آثار. نمو القوة العقلية ، القوة العقلية. تنمي الشعور بالذاتية الفردية التي تشعر ذلك الانسان بالانانية ، وكانه هو محور الوجود ، وعندما تكبُر تلك الشخصية بسبب مال او سلطة او شهرة يكبر معها الشعور بالانانية الفردية ، وتضعف المشاعر الانسانية بسبب الشعور بتلك الانانية الي درجة القسوة ، المشاعر الروحية موجودة في الفطرة ، وتوجد كاستعداد فطري لدي الاطفال ، وعندما يعيش صاحبها في مجتمع مادي تحكمه معايير القوة تجف تلك المشاعر كنبتة  في ارض سرعان ما تيبس وتموت ، وقلما تعود الي ما كانت عليه ،

وتنمو القوة الروحية عن طريقين :

 الاول : طريق التغذية المستمرة. بالمشاعر الايمانية. وحسن العبادة ،

والثاني مجالسة الاخيار والصالحين التي تسهم في تلك التغذية الي ان تتمكن من القلب وتصبح. مؤثرة في الافكار. والسلوك ، العلم وحده  لا يكفي للتغذية لان العلم يغذي العقول ولا علاقة له بالقلوب ، ورأيت الكثير ممن اشتهروا بعلمهم وتميزوا بما يعلمون وكانوا قساة القلوب لا يرحمون و وكانوا ككل الاخرين ، العلم اذا تجرد من القوة الروحية كان. معولا للهدم واداة للشر ، لانه يشعر صاحبه بالقوة والتميز ، فيكون بعلمه ضالا ومغرورا ، قساة القلوب من اهل العلم كانوا اعوانا للظالم في كل عصر يبررون له ما يفعله ، التربية الروحية تشعر الانسان بالتوازن بين مشاعر الانانية. التي هي ثمرة القوة العقلية وبين. مشاعر الرحمة. التي تعبر عن مرتبة الانسانية المؤتمنة علي الحياة ، مما كنت الاحظه في متابعتي لطبيعة النفوس ان التربية الروحية كانت تخفف. من مشاعر الانانية وتضفي علي الانسان ملامح انسانيته فيكون اقل غرورا واكثر تواضعا. وقدرة علي. التقارب والتعايش وفهم مشاعر المستضعفين واشعارهم. بالدفء. الاجتماعي ، الحياة الروحية جامعة للقلوب، وهي افضل رابطة انسانية تعبر عن انسانية الحياة ، الرابطة الروحية تخترق كل الحواجز النفسية ، وهي الرابطة الجامعة لكل القلوب المحبة للخير. الذي يحبه الله ، وقد وجدت الخير كله في ذلك الصنف من. الاصدقاء الذين تجمع بينهم محبة الله والعمل لاجل اسعاد كل الاخرين ، وكنت اقول لنغسي : كم تتسع القلوب الرحيمة لكل الاخرين ، ولا تضيق بهم ابدا ، ولو كانت احمالهم ثقيلة ، كنت اجد الاسلام في ذلك البعد الاخلاقي والانساني في الشخصية ، وكنت اقول : كم نحتاج لذلك التوجيه وتلك التغذية الروحية ، كنت اؤمن بالعلم و واجده الطريق الي حسُن المعرفة وكنت اري كمال العلم في اخلاقية العلم وروحيته. ، وتذكرت انني قلت يوما لطلابي بعد عشرين عاما من التعليم. في اعلي مراتبه التكوينية. ، قلت لهم : لقد اعطيناكم العلم بكل. دقائقه.، ولكننا فشلنا في تعليمكم اخلاقية العلم واعداد شخصية العالم. المؤتمن علي الحياة بكل اسبابها ،. لا بد من فهم روحية. الاسلامً كرسالة لاجل الحياة. لكل عياد الله. ، اسلام بلا تعصب ولا عنصرية. ولا كراهية ولا احقاد ولا مظالم. ، اسلام لاجل. الحياة. التي يحبها الله. من كل عباده ، ما اصغر ذلك الانسان وما ابعده عن الله وهو يجري خلف اهوائه. طامعا بالحصول على حقوق الاخرين بانانية بغيضة ، اوكارها لهم عن طريق المشاعر الحاقدة ..


 

( الزيارات : 750 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *