الحياة والبحث عن الكمال

كلمات مضيئة..الحياة  والبحث عن الكمال

ما الذي يسعيى اليه ذلك الانسان وهو يجري مسرعا في كل صباح باحثا عن ضالته التى يراها هي الكمال , احيانا يتعثر وهو يجرى , ثم ينهض , هذه هي  الحياة , رحلة متجددة لاتوقف فيها  , احيانا يسرع   للوصول الى ذلك الهدف الذي يبحث عنه ، كنت اتأمل ذلك الانسان في رحلته تلك ، الكل يجري نحو ما يريد ، انه يتوهم الكمال فيه الي ان يصل اليه ويتوهم انه الكمال ، انه كسراب يتراءى له انه الماء الذي يريد ان يرتوي منه  ، سنة الله في الكون ان تكون تلك هي الحياة في تلك الرحلة من النقص الي الكمال ، كل الاحياء  في الوجود يرون  كمالهم  فيما يبحثون  عنه ، ما يزرع فى الارض  ينبت  ويورق ويزهر ويشتاق الي اسباب نموه من الماء والهواء والشمس ، ثم يخرج الثمرة المرجوة منه وهي المرادة منه  ، اذا لم تجد النباتات اسباب نموها  من الما ء اصفر لونها . وانطفأ نور الحياة فيها ، وكذلك الحيوان. يولد ثم يكبر ويؤدي المهمة التي خلقه الله للقيام بها ،. كمال كل شيئ. بما خلق لاجله ، كمال الخيول. بسرعة جريها ، وكمال الأبقار بكثرة حليبها. ، وكمال الأغنام بكثرة لحمها ، كل شيئ. خلقه الله لكي يؤدي المهمة. التي اريد لها ان تمثل كماله ، اما الانسان فقد اراده الله. لكي يحمل الامانة وان يكون مؤتمنًا علي الحياة  وهو المخاطب  بتلك الامانة  ، وقد سخر الله له كل شيئ لكي يضمن له اسباب تلك الحياة وان يحافظ علي استمرارها بكل من فيها وما فيها ، لولا تلك الرغبة في الكمال لما تحرك اي شيئ في الوجود ولما كانت الحياة ، تلك الغريزة. الشهوانية. هي التي تحرك كل شيئ للقيام. بما خلق له ، لولا تلك الشهوة الملحة. في الطعام.لما سعي الانسان للحصول على طعامه ، ولولا تلك الرغبة في الافضل لما تحرك ذلك الانسان نحو ما يراه كمالًا من التعليم والتكوين. ، ولولا ذلك الطموح. لما.بذل الانسان جهدًا ولما سهر ليلًا لكي ينجح في حياته ، ما منحه الله للانسان من الحياة هو حق .له. ومن واجبه ان يتمسك به وان يدافع عنه لكيلا يغتصب منه ويحرم من التمتع به , ومن لا يغضب لما اغتصب من حقوقه فلا كرامة له ولا يستحق الحياة ، حق الحياة منحة من الله تعالي لكل عباده ، ويجب الحفاظ. علي ذلك الحق ، والدفاع عن الحق حق لصاحبه ، وهذا هو الدفاع المشروع الذي اقره الله لكل عباده ، لا يحرم احد من حق الحياة او من الاسباب التي هي ضرورية للحياة ،. تلك حقوق منحها الله لكل عباده ولو كانوا عاصين ومذنبين ، العقوق لا يخرج الفرد من اسرته ولا يبرر ظلمه وحرمانه من الحقوق التي يملكها غيره ، الاسرة الكونية واحدة  ويتفاضل أفرادها عند الله بالعمل الصالح الذي يسهم في منفعة كل الاخرين ، القوي في الاسرة الكونية يحمل الضعيف . والغني يتكفل بالفقير , والكبير مؤتمن علي رعاية الصغير. والإمساك بيده لكيلا يتعثر ، لا احد خارج المسؤولية التكافلية التي تجعله جزءا من مجتمعه ، كل فرد فى الاسرة  حامل عندما يكون قويا. ومحمول عندما يكون ضعيفا ، الحياة لكل خلق الله. ولا احد افضل من احد عند الله الا بعمله الصالح. ومحبة الخير واحترام حقوق الاخرين ، المال في خدمة الحياة. لا يستبد به احد ولا يمنع عمن يحتاج اليه الا ما كان قيمة جهده الشخصي وهو الكسب المشروع العادل الذي لا استغلال فيه ولا احتكار ولا أضرار,  قيمة الجهد حق لصاحبه  وهو الذى يورث عنه  الى من يستحقه  من ورثته ، مالا جهد فيه فلا شرعية  لاكتسابه وهو حق المجتمع كله لانه نشأ بفضل  ذلك المجتمع والمجتمع احق به ، الارض والبحر والفضاء وكل ما كان من الثروة الكونية المكتشفة فى  اعماق الارض والبحر هي  حق لكل الخلق من عباد الله  يوزع بمعروف لكي يكون رزقًا للعباد  ، لا ملكية فردية خارج قيمة الجهد العادل  الخالى من الاستغلال , قيمة اجر العامل هي مساوية لما ينتجه  , فمن انتقص حق الاجير واعطاه اقل من اجره العادل فقد سرقه واغتصب حقه مستغلا  ضعفه وجهله  , ، ولا توارث خارج. قيمة الجهد ، ومالا جهد فيه  فلا شرعية لامتلاكه ، والأرض لا تملك وهي لمن يعمل فيها ومن لم يعمل فيها فلا حق له في انتاجها  لان الارض من الثروة الطبيعية التى يملكها الانسان ملكية انتفاع منها ، وكل ما كان من الثروة الكونية فهو ملك لمجتمعه ويوزع بعدالة.لكي يكون. رزقا للانسان ، والاسرة الكونية كلها متكافلة للدفاع عن الحياة بكل اسبابها وبالحقوق التى ضمنها الله لكل عباده ، ولا احد يحرمً منً حقه في الطعام وكل ما ارتبطت حياته به من  التعليم  والتطبيب والمكان الذي يسكن فيه ، وحق الله علي عباده ان يتكافلوا فيما بينهم  ويحمل قويهم ضعيفهوينفق غنيهم على فقيرهم  بما يحقق الكفاية . ، وحق الفقير ثابت في مال الغني بما يكفيه وهو حق الله على عباده ولا يحرم احد من اسباب الحياة الضرورية ، المال هو مال الله وهو لكل عباده ، والعدالة تخترق حدود الدول ولا سيادة لدولة  تبرر تجاهل  العدالة. التى  تحمي الانسان في كل مكان. من الظلم والنسيان. ، مهمة الدولة العادلة . ان تحمي الحقوق. وتحقق العدالة. وتمنع الاقوياء من التجاوز وتجبرهم على احترام الحقوق الانسانية و وضعف صاحب الحق لا يبرر ظلمه  وتجاهل حقوقه  ، ويمنع من يملك اسباب الطغيان. المالى والقبلى  او والمكانة الاجتماعية من التجاوز والعدوان  على المستضعفين  بقوة السلطة المؤتمنة على العدالة ولا تسند السلطة لرموز الطغيان  منعا من ظلمهم واستغلال قوتهم ، ويجرد الطغا.ة من اسباب طغيانهم  بقوة العدالة القاهرة ،. ولا تسلم السلطة الا لمن يحقق العدالة وتقع الثقة به ،. ويمنع اصحاب الاموال والتجارات من استغلال السلطة لكيلا يسخروا تلك السلطة لخدمةً. مصالحهم ، كل ثروة نمت عن طريق الفساد والاحتكار والربويات بكل صورها. والامتيازات واغتصاب الحقوق واستغلال النفوذ تسترد.كلها وكل ما نتج عنها. ولو بعد جيل او اجيال ، زما بني على الباطل فهو باطل , الزكاة هي اهم. فريضة من الله لتحقيق العدالة في المجتمع. لتحقيق التوازن والكفاية ، وهي تقر مبد أ المشاركة. بين الاغنياء والفقراء في الاموال الخاصة ، اما مال الفساد فيسترد كله ويعاقب صاحبه. ، العدوان علي المال العام او الخاص باي شكل من الاشكال عن طريق الاغتصاب واستغلال النفوذ والامتيازات والرشوات هي سرقة مغلظة. وهذه هي الصورة الاهم لمعنى السرقة  التى هي من حدود الله ، وهي جريمة. وتستحق اقسي العقوبة ، اما من سرق طعامه بسبب جوعه  فليس سارقًا ويجب إطعامه لكيلا يسرق ، من استغل سلطته لجمع المال.  ,يعاقب ويسترد منه. ما كسبه. عن طريق النفوذ وهذا هو الفساد فى الارض ، ولا تجتمع السلطة والمال ابدا ، الفقير يجب ان يعان ويجد طعامه وكل اسباب حياته الضرورية ، العمل حق ويجب توفيره. لمن يحتاجه والفقير له الأولوية فيه ، والأجر العادل هو ما يكفي العامل لكل حاجاته وحاجات اسرته. ، ولا اجر يقل عن حاجة صاحبه ، كل العاجزين والمستضعفين والأيتام والشيوخ والعجزة محمولون تضامنا وتكافلا ، ويؤخذ من اموال الاغنياء ما يكفيهم لكي تتحقق بذلك العدالة التي امر الله بها وهي الكفاية. ، وهذا ما افهمه من رسالة الدين فى المجتمع الانسانى ان يكون صوت الضمير الانسانى المستمد من  العدالة والرحمة الالهية ، وبخاصة رسالة الاسلام في نظامه. الاجتماعي  كما كان فى عصر النبوة ، العدالة لا تتجزأ ، اما العدالة بكمال دلالا تها  واما  الظلم  الناتج عن الطغيان فى الارض ، انتفاء العدالة ظلم. ، ومن العدالة ان يجد كل انسان طعامه التي ضمنه الله لكل عباده عندما خلقهم وسخر الثروات الطبيعية لخدمة الانسان المكلف بوضع نظامه الاجتماعي العادل الذي لا ظلم فيه ، كل انسان يأتي الي الحياة ولا يحمل معه شيئا ويخرج ولا يحمل معه شيئا ، ويترك لا سرته قيمة جهده العادل من ضروريات الحياة. ، وما تجاوز ذلك فهو حق المجتمع لانه ثمرة من ثمرات  ذلك المجتمع ولو لا ذلك المجتمع لما كبرت الثروات  وتضخمت ، اما الثروات الفاحشة فلا شرعية لها لانها ناتجة عن فساد واستغلال. واحتكار ، ولا يحتج  بان القانون لا يحمي المغفلين  , فالمغفلون هم اولى بالحماية والرعاية  لانهم لا يدركون مصالحهم وتجب حمايتهم ممن  يستغلون ضعفهم وجهلهم وقلة خبرتهم , المغفلون هم اولى بالحماية وهم كالايتام  الذين تجب حماية اموالهم ممن يستغل ضعفهم ,  وماكان حقًا. للمجتمع فيعاد لمجتمعه من غير تردد ، اكتناز الاموال مع حاجة المجتمع اليها محرم في نظر الاسلام ومذموم ،

 هذه  التأملا ت مستمدة من الواقع كما هو عليه , كنت اريد من خلال هذه الكلمات ان اعبر عن قناعتى  الفكرية , واعبر فيها عن فهمي لرسالة الاسلام فى مجتمعه , واعترف ان كل ما اكتبه هو مجرد تاملات شخصية اكتبها ليس للجيل الذى اعيش فيه ولا للجيل الذى يليه , ولذلك فاننى احتفظ بها كتاملات قد تجد من يهتم بها فيما بعد , عندما تكون الابواب مغلقة فمن الصعب ان تتسرب الشمس الى الغرف التى انس اهلها بالحياة فيها ..

 

( الزيارات : 457 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *