الدروس الحسنية .ز امانة الكلمة

ذاكرة الايام .. الدروس الحسنية امانة الكلمة
اهم المنابر التي كنت اشعرباهمية الكلمة فيها هي منبر الدروس الحسنية التي تعقد في كل رمضان في المغرب والتي كان يرأسها الملك الحسن الثاني رحمه الله ، وهي ظاهرة ثقافية مغربية ، تعبر عن تقليد.اصيل في تاريخ المغرب ، وهو.اهتمام ملوك المغرب. بتنظيم تلك الدروس العلمية في القصر الملكي. والتي يشارك فيها كبار علماء المغرب ، وفِي عهد الحسن الثاني اصبحت تقليدا رسميا يحظي بالاهتمام الرسمي والشعبي والاعلامي ، وعندما دعيت لاول مرة لم اكن سمعت بتلك الدروس من قبل ، لم يكن الاعلام. قد اتسعت وسائله ، حضرت لاول مرة عام 1973 , وصادف ذلك حرب اكتوبر في العاشر من رمضان ، والقيت درسي الاول في تلك الدروس. بعده بيوم واحد وتوقفت الدروس بسبب الحرب ، كنت في غاية الاعجاب بتلك الدروس فكرة وتنظيما ، اشعرتني بشموخ العلم وكرامة العلماء ، واهمية الكلمة ، كانت الدروس ظاهرة. تستحق التأمل والاعجاب ،لم تكن الدروس بالنسبة لي مجرد كلمات تقال ، تولد ميتة ، وتدفن. وكانها لم تكن ، شعرت باهمية الكلمة كمسؤولية وامانة ويجب ان تقال ، لقد اعتدنا ان نشارك في كثير من المؤتمرات العلمية ، لم اشعر قط بأهمية الكلمة ، كلمات مكررة وافكار معتادة ، ولا شيئ. ، كنت في داخلي تسخر من ذلك ، نفس الافكار ونفس الكلمات ونفس الوجوه المعتادة ، وكنا نضيق بما نسمع لاننا كنا نشعر انه لا احد ينصت لما نقول ، نفس الكلمات والافكار، كنا كمن يحدث نفسه ، لم يكن هناك من نخاطبه ، كنا نشارك في تلك المؤتمرات بغير حماس ،. كنا نتكلم. ونعرف جيدا الا احد ينصت الينا ،. ومن نخاطبه قد يستخف بما يسمع ولو صفق له في اخر الحديث كما هو المعتاد ، اهم ما لفت نظري في تلك الدروس التي حضرتها لاول مره ان هناك من تخاطبه ويحسن فهم ما تقول ، تلك اهمية ما لا حظته في تلك الدروس ، هناك مخاطب ينصت ويسمع ويفهم ، تلك هي اول ملاحظة. شدتني الي تلك الدروس من اول يوم. ، شعرت لاول مرة باهمية الكلمة ، كانت الكلمة. تولد وتنمو وتكبر. ، الكلمة في الدروس الحسنية ليست كبقية الكلمات التي تلقي. في المؤتمرات ، المعتادة، اعترف انني كنت شديد الاعجاب بتلك الظاهرة المغربية الرمضانية ، شعرب باعتزاز لم اشعر بمثله من قبل ، تلك هي الملاحظة الاولي التي اثارت انتباهي في اول يوم ، كنت اري كل رجال الدولة يجلسون. في صفوف منظمة ينصتون بادب. لتلك الكلمة ، اثار ذلك اهتمامي واعجابي ، واشعرني. باعتزاز. لان الكلمة تولد وتنجب وقد تسح شجرةً مثمرة ، كنت انامل ملامح الجميع واهمس لنفسي بما كنت الاحظه ، الخطاب مع النفس هو الاصدق ، ولكن لا احد يسمعه ، ولا يمكنه ان يقال ، ذلك سر نحتفظ به. لانفسنا. ، كم نحتاج. الي تلك اللحظات الصافية التي نصارح انفسنا بالحقيقة. كما نراها ، وشعرت بمسؤولية ان. نتحمل مسؤولية الكلمة ، ليس من الضروري ان تهاجم وتنتقد وترفع صوتك عاليا لكي تبلغ الرسالة ، المهم ان توصل الرسالة كما تراها بالطريقة التي تعبر عن شخصيتك ورقيك ، عندما جلست لاول مرة لكي انكلم شعرت بهيبة كبيرة ، وخشيت. ان تصدر عني مالا يليق ، وانتابني شعور ايماني عميق ، وكان ذلك من تأثير تربيتي الروحية في الطفولة. ، لم احاول قط ان استرضي الملك بما اقول. ، اردت ان اتكلم بصراحة مطلقة عما في نفسي من قناعات ، تعلمت في الطفولة ان الانسان عندما يحاول ان يرضي الله يشرح الله القلوب لما يقول وتصل الكلمة صافية وتحدثً اثرها في القلب ، ليس المهم ان تقول الافضل فصاحة وبيانا ، وانما المهم ان يشرح الله القلوب لماتقول فتنبت وتزهر ، ما قلته في الدرس الاول هو الشيئ نفسه الذي قلته من قبل في كثير من الندواتً والمحاضرات ، لم أحاول قط ان اتصنع ولا ان اتكلف. فيما قلت ، اعترف انني فوجئت بذلك الاثر الكبير الذي خلفه ذلك الدرس ، عندما تجد من ينصت لك فهذا يشعرك بالثقة والسعادة ، وتستمد القوة ممن ينصت لك ، . تلك هي اهمية الدروس الحسنية. التي شاركت فيها متكلما فيها. وسامعا لمدة طويلة ، وكنت اشتاق اليها ولَم انقطع عنها الا بعد ان ابعدني عنها المرض وكنت أحن اليها ، كنت اشعر انها كانت المنبر الاهم الذي كنت.اجد فيه هيبة العلم. والاعتزاز به ، وكنت احاول ان اطرح في تلك الدروس اهم افكاري كما ا راها وكنت اختار الموضوع كمشروع فكري متكامل واعرضه. كما اراه ، بالقدر الذي اعبر فيه عن الفكرة. الت اريد بيانها. ، لم تكن هناك قيود علي حر ية. المتكلم فيما يعبر عنه ، الحرية لاتعني ان. تتجاوز ، التجاوز ليس حرية ابدا ، الحرية. مقيدة بالفضيلة ، وقد تحدثت في الدرس الخامس. عن هذا الموضوع وان الحرية مقيدة بالفضيلة ، وليس هناك حريةخارج الضوابط التي تعتبركالاسوا ر. التي تمنع التجاوز، ليس هناك حق مطلق. ، غاية الحق ان يؤدي غرضه الاجتماعي الذي اقر لاجله وهو المصلحة المرجوةً منه ، غاية الحرية تمكين الانسانً من كرامته ، وغاية الملكية اشعار صاحب الجهد بحقه في امتلاك قيمةًجهده ، وغاية العدالة. ترسيح. قيم المساواة بين الانسان والانسان في ظل الانتماء للاسرة الكونية ، والغاية الكلية
 
 
 
( الزيارات : 487 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *