الدكتور جلال السعيد

أستاذ جامعي وسياسي قدير ، ولم أعرفه من خلال عملـه الأكاديمي كأستاذ بكلية الحقوق ، وإنما عرفته من خلال عملـه كوزير ، ولاحظت نشاطه الواسع وتعلقه بالسياسة ، وانتخب رئيساً لمجلس النواب وكان يتمتع بحكمة ودراية واسعة ، ثم انتخب رئيساً لمجلس المستشارين وهو الغرفة الثانية في السلطة التشريعية بعد أن وقع تعديل الدستور وإنشاء مجلس المستشارين ، والغاية من ذلك إيجاد سلطة تشريعية تقوم بدور كبح جماح مجلس النواب في حالة تحكمه في الأكثرية ، وكان الحسن الثاني عندما وقع الضغط عليه لكي ينتخب مجلس النواب كلـه مباشرة من الشعب ، وليس عن طريق انتخاب الثلث من المجالس المحلية والهيئات المهنية ، أدخل تعديلاً على الدستور وأقرَّ بموجب هذا التعديل إنشاء مجلس المستشارين ، وتم انتخاب الدكتور محمد جلال السعيد رئيساً وهو من الشخصيات التي تحظى بدعم من وزير الداخلية صاحب النفوذ المطلق في البلاد ادريس البصري ، وكان هذا الوزير يمسك بمفاتيح السلطة كلها ، ويختار الشخصيات التي يمكن لـه أن يتحكم في كل القرارات عن طريقها ..

كان جلال السعيد من الشخصيات التي تملك أهليات  واسعة وكفاءات متعددة ، وولاؤه مطلق للقصر ، وهذه ظاهرة عامة في المغرب ، ولدى كل المسؤولين ، ولا تسند أية سلطة إلا لمن تقع الثقة بولائه المطلق ، وينتمي الدكتور جلال إلى الحزب الدستوري الذي كان يرأسه المعطي بوعبيد الشخصية السياسية التي كانت محسوبة على المعارضة وتستمد قوتها من دعم النقابات العمالية لها ، ثم عين وزيراً للعدل في السنوات التي اعقبت المسيرة الخضراء ، ولما اضطربت الأوضاع في المغرب بسبب كثرة الإضرابات العمالية والطلابية كلف الأستاذ المعطي بالوزارة الأولى ، وبعد انتهاء مهمته أسس الحزب الدستوري الذي أصبح الحزب الأقوى في البرلمان ، وبعد وفاة الحسن الثاني وذهاب ادريس البصري أبعد جلال السعيد عن رئاسة مجلس المستشارين ، وغاب فجأة عن المسرح السياسي ..

( الزيارات : 2٬501 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *