الذكريات هي مقتنيات الذاكرة

  • ذاكرة الايام.. الذكريات هي مقتنيات الذاكرة  
    الذكريات هي مقتنيات تاريخية ذات صلةً مباشرة بحياة صاحبها وتعبر عنه وهو مؤثرة فيه ولا تزول اثارها ولو تقادم عهدها ، وهي متنوعة ، منها ما يفركح ويبشر ويعد بالخير ، ومنها ما يحزن. ويؤلم ويوجه ، وهناك ما تريد ان تستعيده في كل مناسبة وتفخر به ويمنحك السعادة ، وهناك ما تريد ان تنساه وتحاول ذلك ولا تريد ان يطلع عليه اَي احد وبخاصة فيما يتعلق بالذكريات المؤلمة التي تعبر عن خيبات الامل ، وهذا شأن كل المقتنيات المحفوظة في مكان امن في الدور السفلي من تلك الذاكرة ، وما اكثر تلك الذكريات في حيا تنا التي تظل حية. ، مهمة تلك الذكريات انها مدرسة تعلمنا الكثير مما نحتاج اليه ، تجاربنا اليومية هي ثروة وتستحق ان. تسجل وتحفظ ، في العادة لا نسجلها كما هي ، وانما نضيف اليها الكثير ونخفي منها الكثير الذي لانريد ان نعترف به ، واحيانا نوجه تلك الاحداث لكي تخدم الصورة التي نريد ان تظهر بطريقةًرجميلة ، لكي تجعل منا في نظر الآخرين اكبر مما نحن فيه ، او اكثر جمالا ونحب ان تنسب إلينا ، من المؤسف انً من طبيعة الانسان الا يعترف بأخطائه وان ينسب كل فشل للآخرين واحيانا يقنع نفسه بذلك ، هناك معيار يجب ان نحتكم اليه كمنهج للتأمل والتوصل للحقيقة ، وهو ما يمكنه ان يكون في العادة ، ولا شيئ خارج العادة والأسباب الظاهرة ، وهذا يفرض علينا ان نمسك بالقلم والممحاة في أيدينا وعقولنا ، نمحو مالا ينسجم مع السياق العام للرواية مما جرت العادة الا يكون ، ونضيف تلك الفصول التي أغفلت والتي لا تستقيم تلك الرواية الا بها ، الذكريات هي ذلك المخزون الذي نحتفظ به في داخلنا من الاحداث والمواقف والعبر والدروس ، وهي التي تعبر عن فهمنا للحياة. كما عشناها ، نحتاج الى ذلك التأمل العميق والموضوعي الذي نحتاج اليه ، الاحداث قد انتهت بانتهاء زمانها كشإن كل شيئ في الوجود يموت بعد انتهاء مهمته كما تموت الأزهار وتبقى ماتركته من آثارها ، وهذا ما يحتاجه الجيل اللاحق الذي يريد ان يتعلم من تجارب سابقيه ، ليس هناك جيل يقبل الوصاية عليه فيما هو من امره ، وانما يحتاج الى ان يتعلم بنفسه مما وصل اليه من اخبار السابقين ، وهذه مهمة المعلم والمربي والكبير في مجتمعه وأسرته ان ينقل تجربة الآخرين لكي لا تتكرر الاخطاء ، كنت أحاول ان أقوم بزيارة الى ذلك الطابق السفلي في الذاكرة في كل لحظات الفراغ والتأمل وهي كثيرة ، وأحاول ان انتقي بعض تلك الذكريات التي أراها ذات قيمة ثمينة ودلالة مفيدة ، انأملها من جديد كما تراها وانفض عنها التراب ، واستعيد ما في الذاكرة من تلك المقتنيات ، الحياة قصة ورواية ولها ابطالها ، ولكل انسان روايته الخاصة به ، تبتدئ بوجوده المادي. وتنتهي بنهايته وهو الموت والفناء ، الفكر الانساني وليد ذلك الانسان كما رَآه وكما عاشه ، الفكر يتجدد باستمرار لكي يعبر عن ذلك الانسان ، ولا وجود للكون خارج الانسان ، الكون كما يتصوره ذلك ااانسان بعقله ، يرتقي برقيه وينحدر بانحداره ، الفكر يعبر عن ذلك الانسان ، يضحك عندما تضحك له الدنيا ويكون متفائلا به ويحزن عندما تبكيه ويعبر عن ذلك الحزن بفكر حزين ، ويكتب عما يشعر به ، المظلوم يكتب عن ظلمه وقسوة الظلم عليه ، والمحروم يكتب عن مشاعر الحرمان وعما يخلفه ذلك الحرمان من الخواطر المظلمة ، والجاهل يكتب عما يفكر فيه وعما يراه ، والأعمى يصف الاشياء كما يتخيلها ، انه يري الاشياء من نافذته الخاصة به ، تعالوا نتأمل فيما نحن فيه ونعيد النظر في أحكامنا علي الاشياء والمواقف ، يجب ان نقبل الحياة كما هي ، وهذا هو كمالها في كل تناقضاتها ، لولا ذلك التناقض لما كانت الحياة ممتعة ، كل ذلك قادتي الى الايمان بتلك النسبية التي تبني الاحكام عليها ، يجب ان نقبل الحياةً كما هي , وهذا هو الممكن والمثير والممتع ، لا يمكن للحياة ان تكون كما نريد ، وانما الحياة هي التي توجه الفكر وتضع قوانين لتلك الحياة ، مهمة القانون الذى يضعه الانسان ان ينظم ما كان من امر الحياة ان يجعل الحقوق عادلة كما ارادها الله ، ومهمة الدين. ان يرتقي بذلك الانسان لكي يكون اكثر رحمة ومحبة للخير من خلال تنمية القيم الروحية وتعميقها ..

 

( الزيارات : 533 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *