الطريق الى المعرفة

كلمات مضيئة .. الطريق الى المعرفة

مصادر. المعرفة بالنسبة للانسان كما اراها متعددة  , واهمها الحياة نفسها  فهي اصدق المصادر ، ويختلف كل انسان في مدي تأثره بتلك المصادر  بحسب امكاناته وقدراته واستعدادته ، وكل مصدر له خصوصيته في حياة صاحبه ، ولا احد كالاخر في ذلك  ، لاتماثل في الحياة تعبيرا عن عظمة الكون. وابداع خالقه ، ومصلدر المعرفة  تتطور. وتتعاقب  وينتقل الانسان من الادنى الى الاعلى بحثا عن الكمال ، والانسان يستمد معرفته بالحياة من الحياة نفسها كما عاشها ويكون طريقه في ذلك هو التأمل. الذاتي كطريق للمعرفة , وهذا هو اسمي درجات المعرفة واصدقها ، وهذه المرتبة التاملية  وصلت اليها قلةً نادرة من إئمة التصوف الصادق. الذين انصرفوا الى التامل  فى الوجود كاحد اهم التجليات الالهية ، ومعظم الناس يستمد معرفته من تجربته فى الحياة او من تحربة الاخرين  عن طريق الكتاب  والعلم  , ويختلف مدي تأثير كل مصدر في صاحبه :

واهم  مصادر المعرفة هي :

المصدر الاول : البيئة الاسرية والمحيط الضيق ، وهي المرحلة الاولى والاهم . ، ويمتد.اثرها طويلا وقد ترافق صاحبها ، وهي المرحلة البانية والمؤسسة. للشخصية والمحددة للملامح ، وتجد اثر ذلك في كل مراحل الحياة ، وهي كالملامح البدنية تحمل ملامح الابوين. ، والبيئة التربوية.الاسرية  الاولي مؤثرة في تكوين القيم والخصال ومعالم الشخصية بكل خصائصها الذاتية  ، ومن الطبيعي ان يكون كل من الابوين والاسرة والمجتمع الضيق هم اول عوامل التكوين , واهمه في تلك المرحلة المبكرة ، وكل ما يكون بعده هو.امتداد. وتعبير ، وتلك هي مرحلة. الاطلالة الاولى علي الحياة والتفاعل مع تلك الحياة ، والعوامل التي تتحكم في تلك الفترة ثلاثة : التربية الدينية الموجهة والمتحكمة ، وقيم الاسرة كما نشأت عليه واعتادته ، ومشاعرالتفاعل بذلك المحيط الخارجي ، البدايات توجه النهايات وتتحكم فيها ، ولا يستقيم امر غصن انحرف مساره واعوج امره مهما حاولت اصلاحه ، وتلك هي المؤثرات الاولي في تكوين الشخصية ، وهي الاهم والارسخ. ، وما تم زرعه في الطفولة. الاولي سينبت ازهارا او اشوا كا ، ولا شيئ من العدم الا ان تكون له بداية ، واهم مؤثر هو التربية الدينية بقيم الفطرة  ، ونجد اثرها في السلوك الاجتماعي اولا وفِي الافكار ثانيا ، فما استقام فهو ثمرة بناء صحيح ، وما انحرف فهو ثمرة لما كان قبله في مراحل الطفولة التي تلتقط كل ما حولها وترسخه وتنميه ، والاخص المشاعر والعواطف. ، فالحب لا ينبت في الحدائق المهملة ، والكره كالاشواك لا تنمو في الارض المروية الخصبة المعطاء .

المصدر الثاني : هوالمعرفة الناتجة عن المعلم الاول في المدرسة وهو القدوة خارج الاسرة ، وهي المرحلة التكوينية الاولي الاشد تأثيرا فيما بعد ، ما استقام زرعه اعطي ثمره لامحالة ، ولو بعد حين ، لا تستعجلوا. ما تنبته الارض فلا شيئ قبل الربيع الذي تنبت فيه الازهار ، المدرسة. والمعلم والمنهج هم مصدر المعرفة التكوينية الثانية ، بعد مرحلة الطفولة ، وعندما تغيب الاسرة يكبُر دور المدرسة والمحيط الخارجي  ولو كان منحرفا ، لا تعبثوا بالاطفال في تلك المرحلة من حياتهم ، علموهم الحب والادب واحترام كل الاخرين لكيلا تنبت الاشواك في قلوبهم فيكونون اكثر انانية وقسوة وحقدا ، لا تعبثوا بتلك الطفولة عن طريق. تنمية مشاعر الكراهية ضد الاخرين ، الحقد اذا كبـُر وترسخ لا يميز بين قريب وبعيد، وهو كالمرض الذي يتسلل الي القلوب ، فتكبر الاشواك به وتقتحم البيوت المحصنة ، المدرسة اذا استقام دورها كانت مصدرا للمعرفة البانية ، وتسهم في تكوين ذلك الانسان , وتنمي فيه معرفته بالحياة عن طريق تنمية قدراته العقلية ، فيكون اكثر فهما للحياة واقل انانية من منطلق احترامه للحياة كحق من الله تعالي لكل عياده ،

المصدر الثالث للمعرفة هي الكتاب الذي ينمي المدارك وينقل اليك تجارب الاخرين وخبراتهم. ، انه اداة تكوين منهج للفهم. وليس مجرد معرفة محفوظة ومكررة ، وغاية العلم اتساع المعرفة العقلية  بالحياة لكي ينتقل الانسان من مرحلة. انسان الغريزة الفطرية الي مرتبة الانسانية الراقية المخاطبة من الله والمؤتمنة علي الحياة والمستخلفة علي الارض  القراءة لاجل الفهم واتساع المعرفة عن طريق. تنمية المعرفة بالحياة ، العلم يعلمك كيف تقتحم عالم الاخرين وتكتشف خصوصياتهم كما هم.من خلال اكتشافك لقوانين النفس الفطرية ,  وتعرف عن طريق القراءة الجديد عن جهد العقول فيما توصلت اليه مما يخدم الحياة ويسهم في استمرارها واستقرارها وتنميةً مشاعر التكافل لاجل الدفاع عن تلك الحياة ، لا يمكن لاحد ان يحيا وحده ، ولن يجد سعادته الا في ظل الاجتماع الانساني ، وأسوأ ما في المدرسة ان تصبح. مؤسسة تجارية , ويصبح التعليم مهنة معاشية , ويصبح الانسان سلعة ويقع العبث به عن طريق تخلف التعليم , ولست ضد العمل التعليمي كمهنة ولكن ضد الاتجار بتلك المهنة  بعيدا عن اخلاقية التعليم ، العلم لاجل كمال الحياة عن طريق اكتساب الخبرات والمهارات. ، وليس لاجل تعميق الطبقية الاجتماعية وترسيخ الانانية الفردية، التعليم. ر سالة لاجل تكوين الانسان لكي يرتقي من الانسان كجسد مادي كبقية الاجساد التي تطلب اسباب حياتها عن طريق الغرائز ، الي مرتبة الانسانية المؤتمنة. التي يكون بها الانسان هو. مركز. الحياة وهو المدرك لها عن طريق. شعور ه بمهمته في الحياة ان تكون كما ار ادها الله ان تكون احد ابرز تجلياته الكونية. في ابداع الحياة وخلق الانسان ،

اما المصدر الرابع للمعرفة فهو تلك الذاكرة العجيبة التي يملكها الانسان والتي تحتفظ له بكل. تجاربه في الحياة بالصورة والملامح والمشاعر والعواطف ، الذاكرة هي  المستودع الاهم الذي يضم كل تجارب الانسان من الطفولة المبكرة الي الشيخوخة المتأخرة ، عندما يتجاوز الانسان المراحل الاولي ويعجز عن القراءة يعكف علي تلك الذاكرة لكي يقرأ الاحداث من جديد ويتأمل فيها ويكتسب منها اهم معرفة بالحياة وقوانين تلك الحياة ، واهمها قانون النفوس في الاقبال والادبار ، وفي مشاعر الحب والكره ، وفِي اكتشاف معني الحياة من خلال الوعي بها عن طريق اداة الوعي وهو العقل النوراني المتحرر من تحكم الغرائز فيه في لحظات الانفعال ، لكي تكون الحياة بكل ما فيها ليست سوي واحدة من  اهم التجليات الالهية في خلق الوجود لكي يكون كما هو عليه من الكمال ..

ا

 

 

( الزيارات : 429 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *