العلم وسعة الافق

ذاكرة الايام..رسالة  العلم وسعة الافق  

كنت استعيد شريط الذكريات التي مرت بي في دقاىق معدودات فى لحظات التامل  ، واحيانا كنت اتوقف  في بعض المحطات  ، وينتابني نفس الشعور الذي عشته من قبل , وكأنني  اعيش الماضي كما كانً ، افرح وأحزن ، واحب واكره ، نفس المشاهد والمشاعر  تتجدد  وتعود كما كانت ، بنفس المشاعر ، كانت بعض الذكريات تمدني بالطاقة وتدفعني لمزيد  من الفهم لطبيعة الحياةً واسرارها ،  هذا هو المطلوب من الحياة ان تكون كما هي عليه ، وهذا هو كمال الحياة وجمالها ان تكون عصية على الفهم ، ما زالت  مرحلة الطفولة هي الاهم لانها مرحلة تكوينية لملامحنا بعد سترافقنا فيما بعد ، وبالنسبة لي كانت تلك الحقبة هي الاهم في حياتي ، لم تكن  عابرة كبقية الحقب ، ما زالت حتى اليوم حية  فى كيانى بكل احداثها  ، وكنت فيها بصحبة السيد النبهان. طيب الله ثراه ، كان بالنسبة لي   مربيا وموجها وهو المرجعية الوحيدة  بالنسبة لي فى تلك الفترة ، وبخاصة في تنمية القيم الايمانية  والروحية  ، وكنت بحاجة لتلك المرجعية في مرحلة الطفولة التكوينية الاولى ، كانت التربية اولا والعلم ثانيا ، وتعلمت العلم على يد علماء كبار وفق.المنهج التقليدى الذى كان متبعا فى مناهج التعليم ، ودرست اهم الكتب المعتمدة ، كان منهج التعليم هو التلقين ، وحفطت الكثير من المتون,  ودرست الكثير من الشروح و الحواشي ، كانً كل جيل يعيد تكوين نفس الجيل وكانه هو ، عندما أنهيت دراستي التقليدية شعرت انني اصبحت عالما متمكنا  مما تعلمته ,  وعندما انتقلت الي دمشق لمتابعة الدراسةً العالية اكتشفت منهجا مختلفا عما اعتدت عليه، وقضايا جديدة  لم تكن معنادة في مجالسنا العلمية ، اعترف بفضل ذلك الجيل من اعلام. العلماء في مجتمعهمً ، لم يعد التعليم   كما كان مجرد تلقين ، لم نعد نفكر في العبارة ، وانما نفكر في الفكرة المرادة ، والعبارة اداة للفهم ، كنا. نحتاج لمن يشرح لنا  العبارة ،واصبحنا نهتم بالمضمون ولو بدرجات متفاوتة  ، واتسع افق اهتمامنا  ، كنت اشعر ان العلم الذي نتعلمه  هو مهنة ، ويراد اتقان تلك المهنة . . كشأن كل مهنةً ، ولكل مهنة من يتقن اصولها ، كنت اتساءل في نفسي : ما الفرق بين المهن الحرفية. والمهن التعليمية ، ومما لاحظته  ان كل اسرة اشتهرت في مجتمعها بمهنة. حرفية تمكنت منها  ، واصبح كل ابناء تلك الاسرة يتوارثون تلك المهنة ، وتقع الثقة بهم ، وعندما انتقلت الي القاهرة لمتابعة الدراسة  اتسع الافق  ، وارتقت  الاهتمامات. ، مصر عاصمة العلم بلا منازع. ، العلم مهنة حقيقية  بمعايير علمية العلم لذات العلم ، امضيت ثمان سنوات من التحصيل العلمي المتواصل والشاق بين دمشق والقاهرة ، ووجدت نفسي اقل علما مما كنت عليه ، واكتشفت ان الانسان كلما اتسع علمه اكتشف جهله  بحقيقة العلم ، ليست مهمة العلم ان يعلمك اكثر، وانما مهمته ان يمكنك من التمييز بين  الاشياء والمواقف ،. ما يصلح الحياة وما يفسدها من الافكار والنظم والسلوك ، العلم وسيلة للمعرفة ، ويراد العلم لثمرته المرجوةً، العلم كالزراعة تطلب  لثمرتها. ، ومالا يثمر من العلوم فلا حاجة اليه ، والعلم كالمهنة التى  تطلب لحاجة مجتمعها اليها ، والمهنة التيلا يحتاجها مجتمعها سرعان ما تندثر وتنسى ، العلم بجب ان يكون في خدمة الحياة ، فضيلة العلم في أثره في رقي مجتمعه ، مهمة المؤسيات العلمية. ان تعبد الطرق وتضيئ المصابيح , وان تكون في خدمة. مجتمعها ، ينهض الانسان بالعلم لانه نقيض الجهل ، وينهض العلم بحسن استخدامه لاجل حماية الحياة  وكمالها. ، العقل الانساني يتغذي بالعلم و ًتنمو قدراته علي التمييز بين النافع منها والضار من المواقف والمصالح ، وعندما نكبر الانانية فى مجتمع من المجتماعات يسخر  العلم اداة لترسيخ تلك الانانية التى تبرز فى الكبار الذين يملكون اسباب القوة ، والعلم كفرس جموح تحتاج كفارس يتحكم فى حركتها,  و يمنعها من التجاوز والعصبان , لا بد من اخلاقية العلم واهله لكي يسخر العلم لمقاومة الجهل والطغيان , لكي تستقيم الحياة برقي مفاهيم العدالة التى تعبر عن احترام الحياة لكل عباد الله , وتلك هي رسالة الاسلام ان يسهم العلم فى اصلاح الحياة ومقاومة الجهل الذى هو مصدر الفساد فى كل مجتمع ..

 

( الزيارات : 532 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *