علمتني الحياة
أن العمل هو مصدر السعادة للإنسان , والإنسان الذي لا يعمل لا يمكن أن يشعر بالسعادة أبداً , والسبب في ذلك أن العمل يُشعر صاحبه بقيمة الوقت ولذّة الكسب ومُتعة المشاركة مع الغير في بناء الحياة , والكسب الذي يحصل عليه العامل نتيجة عمله يُشعره باللذّة في جمعه , وإذا أنفقه يجد لذّة في الانتفاع به , والعاطل عن العمل بسبب الكسل والتقاعس يشعر بتفاهة حياته , ويُصاب باليأس والإحباط والملل , ويفقد لذة الحياة ولذة الكسب وتسوء حاله , ويفقد الثقة بنفسه فلا قيمة لحياة الكسالى والمهملين , وينفقون ما يملكون من مال ولا يجدون لذة في الإنفاق , وغالباً ما يحاولون قتل الوقت بسلوكيات الانحراف , فقد يلجأ إلى المخدرات أو إلى لعب القمار أو مصادقة الأشرار , فيعتاد العوائد السيئة , وينفق مما لديه لمغالبة أوقات الفراغ , ويصحو كلّ صباح , ويشعر بالغم والكآبة لأنه لا يجد ما يفكر فيه , وهذه الفئة من الناس وإن ورثوا المال من أسرتهم فقلما يجدون لذة فيما يملكون ولايحرصون على هذا المال الذي لم يتعبوا في الحصول عليه , وغالباً ما ينعكس سلوك هؤلاء على أسرتهم إهمالاً وإحباطاً ويأساً ..
وزوجة عاقلة تعيش حياة شقاء مع زوج مهمل لا يتحمل مسؤولية ما اؤتمن عليه , وقلما تدوم الحياة بين زوج مهمل وزوجة جادة , أما الأولاد فهم ضحايا أسرة مفككة شقية بما هي فيه , وقلما تنجب مثل هذه البيئة جيلاً جاداً وناجحاً ..
وهذه الظاهرة من الأمراض الاجتماعية تنتشر في بعض البيئات المترفة التي اعتادت حياة الترهل والكسل والاعتماد على ما لديهم من المال , وعندما تستيقظ هذه الأسرة ولابد من ذلك تجد أن كل شيء قد انتهى , وإن الذى ضاع لا يُعوض , وإن من فاته ضوء الشمس فليس أمامه إلا أن يواجه ظلمة الليل ..
.
اترك تعليقاً