أيها الآباء

بر الوالدين

 أيها الآباء ..أنتم أصحاب رسالة إنسانية، وبرسالتكم هذه تتجدد الحياة بتجدد الأجيال وتعاقبها، فأنتم أبناء لمن قبلكم وآباء لمن بعدكم، وستحملون رسالة الاستمرارية، وما فعله من قبلكم ستفعلونه، ولا تضيقوا بهذه المسؤولية، فالله تعالى قد تكفل بالأرزاق، وأنتم معانون من الله تعالى على حمل المسؤولية، فلا تقصروا فيما اؤتمنتم عليه، وهذه هي عبادتكم وهذا هو جهادكم، فإن أحسنتم التربية والتعليم والتكوين فقد أديتم الأمانة، وإن قصرتم فقد أسأتم لمن كان أمره بيدكم، فكونوا القدوة لهم فيما تفعلون، وعلموهم ما ينفعهم من العلوم والمعارف، وأعدوهم لعصرهم وليس لعصركم، وأدبوهم بأدب الإسلام وأخلاق القرآن، وعلموهم الهوايات النافعة، والعادات الصالحة، وخذوهم معكم إلى المساجد ومجالس العلم والثقافة، واشرحوا لهم ما تختارون لهم، وساعدوهم على اختيار الأصدقاء الصالحين، وحببوهم بالقراءة وقراءة القرآن، وقراءة السيرة النبوية، ولا تضيقوا بأسئلتهم ولا باختياراتهم، وعاملوهم بالمحبة والحنان والأبوة الصالحة، ولا تعوِّدوهم على حياة الترف والإنفاق، والاتكال عليكم في كل أمورهم، وادفعوهم لتحمل المسؤولية، وإياكم أن تسيئوا لهم في كرامتهم، أو يشتد انتقادكم لهم، فتضعف ثقتهم بأنفسهم، ولا تضيقوا عليهم الخناق فيما يرفضونه، وتحملوا تمردهم وتجاهلوا ما يصدر عنهم من ………. ولا تطلبوا منهم ما لا يطيقون، وربوهم على قيم ……..، الصدق والأمانة والأدب,  والاستقامة قيم الفضيلة شيء ينفع الأطفال كالتربية الدينية، ولا تمنعوهم من مصاحبة الأطفال، فهم يحتاجون إليهم، ولا تقسوا عليهم في العقاب والمحاسبة، وعلموهم أدب الحوار وحق إبداء الرأي والمشاركة في أمور الأسرة، وابنوا شخصيتهم المستقلة، بالإعداد والثقافة واتخاذ القرار، واختاروا لهم من العلم ما يحبون، ومن الهوايات ما يختارون، ومن القراءة ما يشتهون، وشجعوهم على القراءة والاطلاع واستخدام الآلة الحديثة في المعرفة، وراقبوهم من بعيد، ولا تشعروهم بالوصاية الأبوية، واتركوا لهم حرية الحركة، والاختيار، وشجعوهم على ممارسة الرياضة بكل أنواعها، فهي نافعة لصحتهم ونفسيتهم وتملأ فراغهم، واحذروا من عوائد الترف والدلال، ومصاحبة هذه الطبقة المتكلة على مالها وجاهها، وعلموهم قيم المحبة والتسامح وكراهية الظلم والكبر والتعالي على الضعفاء والفقراء..

وليست هناك إعاقة أقسى من إعاقة الأمية في المجتمع، والأب الذي لا يعلم ابنه العلوم الضرورية الأولى آثم، والسلطة التي تسمح بالأمية ولا تفتح المدارس لكل مواطن مسؤولة، وكل ما ارتبطت به الحياة من طعام وعلاج وتعليم وكرامة فهو حق للأطفال ولا عذر لمقصر أبداً، ولا ينبغي لأبٍ أن يشغله عمله عن تربية أبنائه، وربوهم على علو الهمة والثقة بالنفس والعفة والشجاعة وعدم الأنانية والتحكم في الغرائز الشهوانية والغضبية، وخصصوا لأولادكم وقتاً للجلوس معهم ومحاورتهم وإقناعهم فيما ترون أنه يفيدهم، ولا تحرموهم من حق، ولا تسيئوا لكرامتهم في لحظة غضب، ولا تذلوهم فإنهم يحقدون عليكم، وإذا ابتعدوا عنكم فأعيدوهم، وتحملوا عقوقهم إذا فعلوا ذلك، وبادروهم بالسماح، فأنتم أقدر على السماح والسعة، وإذا أخطأتم معهم فاعتذروا منهم، لكي تعلموهم الاعتذار، والأبناء الكبار يصنعهم الآباء  ، وربوهم لعصرهم وليس لعصركم، ولا تجعلوهم نسخة منكم.

 

( الزيارات : 3٬305 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *