أيها الأزواج

captured

أيها الأزواج لقد اختار كلّ زوجٍ شريكه ورفيق دربه، وتم العقد بينكما على إنشاء خلية اجتماعية وأسرة متحابة ومتماسكة تنجب الجيل اللاحق من الأبناء، فإذا أحسنتم الاختيار في البداية فعليكم أن تحسنوا العشرة والمعاملة، ولا زواج مع الإكراه، ولا إجبار في الزواج، والولاية لا تعني الإجبار، ولا ولاية على النفس إلا في حالتي الصغر والجنون، والغاية من ولاية الأب هي التكريم والحماية ويدخل ضمن الآداب الاجتماعية، والأب العاقل يحسن استخدام ولايته ويحترم إرادة من كان ضمن هذه الولاية. والبداية الصحيحة في الاختيار الصحيح يسهم في نجاح هذه الأسرة، ومعايير الاختيار يجب أن تبنى على القيم والثوابت والسلوكيات وليس على المصالح والشكليات، ومن اختار الخلق والدين والاستقامة فقلما يندم على اختياره، ولا يعني أنه يفرط في الصفات الأخرى، فالشكل مطلوب في الطرفين، والكفاءة محمودة، ونسب الإنسان هو خلقه، وماله هو قدراته وكفاءاته، ومن اختار الجمال مع انتفاء الخلق فعليه أن يدفع الثمن غالياً، ومن اختار النسب مع انعدام الثقافة والخلق فعليه أن يصبر على سلوكيات الجهل والوهم. والوفاء مطلوب من الطرفين، وعلى كل زوج أن يصبر على الآخر، وأن يحمي هذه الأسرة، فالطلاق ليس حلاً عادلاً إلا إذا بلغ الخلاف مداه، ويئست النفوس من استمرار الحياة، والعقلاء لا يلجؤون إلى الطلاق خاصة مع وجود الأولاد، والطلاق هو بداية لمشاكل جديدة، وليس حلاً لمشكلة، ولا تعسف في الطلاق ولا ظلم ، وإباحة الطلاق لا تعني الإقدام عليه إلا عندما يتعين اللجوء إليه، وأهل المروءة لا يطلِّقون، وغالباً ما يصبرون، وهذا من خلق الوفاء، ومن طلَّق متعسفاً وظالماً فهو آثم ، لما ارتكبه من ظلم بحق الآخر، وكلّ حق ارتبط بآخر فيجب مراعاة حقوق الآخر، فالحق يستخدم في إطار الفضيلة وقواعد العدالة، وليس هناك حق مطلق، والمشروعية مشروطة باحترام حقوق الآخر، ولو حُسّنت أخلاق الزوجين لدامت العشرة، ولو بُني الزواج على الطمع والغش والخداع وعدم الأمانة وقلة الوفاء والنظر من خلف النوافذ إلى حياة الآخرين ومحاكاتهم فيما يعيشون به لساءت العلاقة، ويجب ألا يتدخل الأهل في الخلافات الزوجية، وألا يطلب أيّ طرف من الآخر ما لا يطيق من الحقوق، ويجب ألا يُكلف الزوج من الأعباء المادية ما لا يطيق، كالمهور الغالية التي تشترطها الأُسر الجاهلة وكأنها تبيع سلعة أو أمة رقيقة، فالمهر رمز للتكريم وليس ثمناً للمرأة ، والأسرة الكريمة ترفض الثمنية في المهور. وكل من الزوجين مسؤول عن حماية هذه الأسرة، بوفائه للآخر، واحترامه لحقوق الآخر وكرامته، واحترام الزوج لمشاعر زوجته ضروري، ولا يدوم زواج إلا بالمحبة المتبادلة والاحترام والوفاء والصدق والوضوح والأمانة، والله يُبارك الأسرة المتحابة، والتعدد ظاهرة سلبية لا يُلجَأُ إليه إلا عند الحاجة والضرورة، لأنه جارح لمشاعر المرأة، وهو من قلة الوفاء، وليس من أخلاق الكرام. 

( الزيارات : 2٬848 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *