ترجمة مختصرة للذكتور محمد فاروق النبهان

             ترجمة مختصرة:  الدكتور محمد فاروق النبهان

ولد في حي باب الأحمر في مدينة حلب يوم ٢٤ كانون الثاني يناير من عام ١٩٤٠ ، وهو الحفيد الأكبر للمربي الكبير الشيخ محمد النبهان طيب الله ثراه ، والده هو السيد احمد النبهان وأمه السيدة علية بنت حسن دوبا ، توفيت والدته وكان في الخامسة من عمره ، وتولى جده السيد النبهان رعايته وتربيته والإشراف عليه تعليما وتكوينا، وعاش طفولته الى سن الثامنة عشرة من عمره في صحبة جده السيد النبهان الذي كان يخصه بالمحبة والاهتمام والتكوين  ، وكان يصحبه معه في كل زياراته واسفاره  ويحضر كل مجالسه التربوية والروحية وتلقي الكثير من توجيهاته وتأثر بما تربى عليه من القيم الروحية التي تأثر بها فيما كان يكتبه او يهتم به من الافكار ، ولَم يعش حياة الطفولة ومصاحبة الاطفال وكان متأثرا بما نشأ فيه من تلك التربية ، وقد اشرف الشيخ بشير حداد على تعليمه القران وهو في السادسة من عمره ، ثم تابع الشيخ أديب حسون تعليمه مبادى القراءة والكتابة ، ودرس الصف الثاني والثالث الابتدائي في مدرسة الخالدية ، وكان متفوقا ومتميزا مما جعل جده يدخله وهو في العاشرة من عمره الى مدرسة الشعبانية الشرعية في الفرافرة بتشجيع من مديرها الشيخ عبدالله سلطان والشيخ عبد الوهاب سكر ، وتلقى علمه على اشهر علماء حلب ، ومن ابرزهم الشيخ ابو الخير زين العابدين الذي كان يحبه ويشجعه ، وكان من المشجعين له على متابعة طريق العلم , وممن تلقى عنهم العلم الشيخ عبد الله حماد والشيخ عبد الرحمن زين العابدين والشيخ بكري رجب والشيخ القاضي عبد الوهاب التونجي والاستاذ أمين عيروض والشيخ احمد قلاش والشيخ علاء الدين علايا والشيخ أديب حسون والشيخ محمد الغشيم ، ودرس اهم العلوم الشرعية والعربية والكلامية والمنطق وا لأدب في كتبها الصفراء وبمنهجية القدماء في الاهتمام بالنصوص وفهم دلالاتها ، وكانت له دراسة اخرى موازية في الكلتاوية القديمة ، وكان  هو الطالب الوحيد فيها وقد  قام عدد من الأساتذة بتدريسه فيها من محبي السيد النبهان ، وأبرزهم الشيخ نذير حامد والشيخ نزار لبنية والشيخ حسان فرفوطي ، وكان يدرس ليلا في مدرسة الغزالي وفق المناهج الحديثة مواد  الرياضيات والعلوم واللغات ، ويدرس الدوبيا والحسابات التجارية في مكتب اسبير ، والتحق بكلية الشربعة بجامعة دمشق عام ١٩٥٨ واهم أساتذته الدكتور معروف الدواليبي والاستاذ مصطفي الزرقا والدكتور مصطفي السباعي والاستاذ محمد المبارك والسيد المنتصر الكتاني والدكتور يوسف العش ,  ودرس القانون فيها على عدد من إعلام القانون ، وكان متفوقا في دراسته الجامعية والتحق بكلية التربية ، وفِي عام ١٩٦٢ تخرج والتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة ، ومن ابرز أساتذته علي حسب الله والدكتور مصطفي زيد ، وكانت له نشاطات علمية وثقافية واسعة في القاهرة وكانت له زمآلات علمية ,  ومن ابرزهم الدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية والدكتور محمد البلتاجي عميد كلية دار العلوم والدكتور عبد الصبور شاهين ، وامضي اربع سنوات في القاهرة وحصل علي الدبلوم والماجستير ثم الدكتوراه في موضوع الاتجاه الجماعي في التشريع الاقتصادي الاسلامي ، وقد رشحه أستاذه السيد المنتصر الكتاني والدكتور معروف الدواليبي وكانا من مستشاري الملك فيصل للتدريس في الجامعات السعودية قبل ان يكمل دراسته ، ودرس لمدة سنتين في جامعة الامام ثم لمدة سنة في كلية التربية بجامعة الملك سعود ، واختارته جامعة الكويت للتدريس في كلية الحقوق والشربعة فيها وكتب فيها اشهر كتبه عن الاقتصاد الاسلامي ونظام الحكم والمدخل للتشريع والثقافة الاسلامية والتشريع الجنائي ، وكانت له فيها نشاطات واسعة ومحاضرات ومشاركات  ، وفِي عام ١٩٧٢ التقي في احد المؤتمرات بالعلامة المغربي الكبير ورئيس علماء المغرب ووزير الأوقاف والثقافة الشيخ محمد مكي الناصري ، وكان من إعلام المغرب علما ومكانة ووطنية ,  وأعجب به ,  ورشحه لالقاء درس امام الملك الحسن الثاني في الدروس الحسنية التي يشارك فيها اكبر علماء المغرب والعالم الاسلامي ، وألقي درسا عن الاقتصاد الاسلامي  , واقترح إنشاء مجمع فقهي لتجديد الفقه الاسلامي بمناهج اجتهادية وممن كان حاضرا في ذلك الدرس الزعيم المغربي الكبير الاستاذ علال الفاسي والدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر والاستاذ محمد الغزالي. والاستاذ محمد المبارك والدكتور مصطفي محمود والدكتور الحبيب بلخوجة مفتى تونس ، وأعجب الملك بالفكرة وشجعها وحظيت باهتمامه ، وأعلن عن استعداده لإنشاء المجمع في المغرب ، وأصبح الملك يدعوه كل عام لالقاء درس أمامه لمدة ثلاث سنوات وتكلم عن اهم القضايا : الاقتصاد والحكم ومفهوم الربا ، وتوطدت صلته بالملك وبالمغرب ، وأهداه الملك جلابته المغربية تعبيرا عن تقديره له , وتلك إشارة ذات دلالة في التقاليد الملكية ، وفِي السنة الرابعة عام ١٩٧٦ عرض عليه الملك ان يكون مديرا لاهم مؤسسة علمية في المغرب هي دار الحديث الحسنية وهي المؤسسة التي ارادها الملك ان تكون معبرة عن اعتزازه بالعلم والفكر والثقافة الاسلامية ، وكتب الملك رسالة رسمية لأمير الكويت يطلب منه ان يسمح للدكتور النبهان الاستاذ بجامعة الكويت بالانتقال الى المغرب  والقيام بهذه المهمة  ، وكلفه الامير ان يذهب  منتدبا باسم الكويت لمدة ثلاث سنوات في المغرب علي ان يعود بعد ذلك الى الكويت ، وعندما  انتهت المهمة استأذن الملك بالعودة بعد ثلاث سنوات  ولكنه طلب منه ان يستمر في اداء مهمته العلمية فى ادارة دارالحديث ومنحه الجنسية المغربية وعينه عضوا مغربيا دائما في الاكاديمية الملكية المغربية التي يرعاها الملك ويشرف عليها  ويختار أعضاءها بنفسه ، وتضم اهم الشخصيات المغربية والدولية ، واستمر في مهمته تلك لمدة ثلاث وعشرين سنة متواصلة الى عام ٢٠٠٠ بعد وفاة الملك ، اسهم فيها بجهد كبير في نهضة تلك المؤسسة العلمية وترسيخ مكانتها العلمية كمرجهية تحظى باحترام مجتمعها ، وتكوين اهم الكفاءات العلمية من حملة دكتوراه الدولة في العلوم الاسلامية وأصبح ابناء الدار من ابرز علماء المغرب وأكثرهم انتاجا علميا والتزاما ، وأنشأ مجلة دار الحديث الحسنية التي أصدرت ستة عشر مجلدا تضم بحوثا هامة ودراسات عن أعلام الغرب الاسلامي وتراثه وإسهاماته في مختلف العلوم الاسلامية ، كما أسهمت الدار في تنمية المكتبة الاسلامية بأهم البحوث والكتب وتكوين جيل من العلماء في مختلف المؤسسات الجامعية والعلمية ذات الاهتمام الاسلامي ، وقد اهتم الدكتور النبهان بفكر ابن خلدون وأصدر عدة كتب عن مقدمة ابن خلدون والفكر الاقتصادي والقوانين الاجتماعية، كما اهتم بفلسفة مسكويه في الاخلاق والتربية والصداقة والسعادة والصحة النفسية وكتب عنه ، واهتم بمنهج الدراسات النفسية عند الامام الغزالي وآرائه في التربية النفسية والعلم والمعرفة ، وكتب ايضا عن الدراسات القرانية وعن التصوف الاسلامي في كتابين منفصلين ، كما كتب الكثير من تأملاته وذكرياته من خلال مجموعته التأملية اليومية : حكمة اليوم، ونفحات روحية ، وذاكرة الأيام ، وكلمات مضيئة ، و كتب كتابا عن حياة جده الشيخ محمد النبهان وفكره وآثاره ، وشارك في عدد كبير من المؤتمرات الدولية في معظم الدول العربية والأوربية وألقى محاضرات في معظم جامعاتها وكان عضوا في لجان التحكيم في عدد من الجوائز الاسلامية ومنها جائزة الملك محمد السادس وجائزة الملك فيصل العالمية ، وهو عضو دائم في المجمع الملكي الأردني والاكاديمية الملكية المغربية ، وكان يشارك في المؤتمرات التي ينظمها المجلس الاعلي للشؤون الاسلامية في القاهرة ورابطة الجامعات الاسلامية ، وله كتاب عن الاستشراق نشرته منظمة الايسسكو ، وكتاب عن الرحلة المغربية ، ونشر المؤرخ المغربي الكبير الدكتور محمد بنعزوز كتابا كبيرا في ترجمة الدكتور النبهان يضم الكثير من الوثائق الهامة التي توثق لهذه الترجمة والتي جاءت في سبعمائة صفحة ..وقد طبع الكتاب في بيروت ..

 

 

 

( الزيارات : 1٬882 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *