توازن وبناء الشخصية

كلمات مضيئة..توازن وبناءالشخصية
اهم ما يتميز به الانسان هو قدرته علي تحقيق التوازن بين القوي الثلاث التي يملكها وهي ضرورية لتوازن الخصية واعتدالها  ، وهذه القوى هي القوة الغريزية التي تخلق كاملة منذ الولا دة ،ولا تحتاج الي تأمل وتفكير ، وتدفع الانسان للبحث عن كماله البدني عن طريق الشوق الي الغذاء والمطالب الضرورية ، والقوة العقلية التي توجد ناقصة في الاطفال ثم تنمو كما تنمو الابدان من النقص الي الكمال ، عن طريق التكرار والتجربة والمعرفة , ويكتشف بها الانسان قوانين الطبيعة والانسان ، والقوة الروحية الموجودة في الفطرة الايمانية والتي تولد مشاعر الرحمة التي تعبر عن الخصوصية الانسانية. ولا انسانية خارج مشاعر الرحمة التي أختص بها الانسان ، وهذه القوة قدتكون كامنة بتأثير الإهمال ولا يظهر اثرها وقد تصبح مشاعر قسوة ورغبة في الانتقام عند الشعور بالظلم. والاضطهاد ، وتحتاج هذه القوة الي تغذية ايمانية مستمرة عن طريق الاقتراب من الله تعالي ،وكنت الاحظ ان  القدرة علي التوازن بين هذه القوي المختلفة تقود الانسان الي طريق الكمال النسبي  ، ولكل شيئ كماله الخاص به الذي تتحقق به الأغراض الذي خلق لاجلها ، عندما تتغلب إحدي القوي الثلاث علي الانسان وتتحكم فيه تحدث خللا فيه في مزاجه. وشخصيته وسلوكه. ، واجد الكمال في الاعتدال وهو الصحة النفسية ، ولا اجد التطرف فضيلة ابدا ولو أدي الي فضيلة في الظاهر, التطرف ليس محمودا بقدر ابتعاده عن الوسطية  ، والفضيلة وسط بين رزيلتين ، ولكل قوة وظيفتها الخاصة بها ولا يمكن إغفالها ، مهمة القوة الغريزية تمكين الانسان من اسباب حياته فاذا تمكنت  منه  وسيطرت عليه قادته  الي الطمع والنهم واذا ضعفت لديه  ادت الي الخمول والكسل ، ولا احد من الانسان والحيوان لا يملك هذه القوة التي تقود صاحبها بطريقة غريزية الي طعامه وترشده الي الطريق الذي يحافظ به علي حياته ، اما القوة العقلية فهي منارة هداية ومقود يتمكن به صاحبه من اختيار طريقه بطريقة عاقلة ولذلك كانت الحاجة الي الشريعة الالهية لبيان اصول الحقوق وطرق الحصول عليها من غير عدوان ، والعقل بحتاج الي تغذية مستمرة عن طريق التربية والتعليم والتكوين ، وهذا هو دور العلم في تغذية المعرفة الانسانية بالحياة المادية المرتبطة بالاسباب الظاهرة ، وهناك القوة الثالثة وهي القوة الروحية التي تمسك بزمام القوة الغريزية في حالة سيطرة الشهوات او في حالة الغضب ، وتمنع صاحبها. من الاستجابة لها عن طريق تقوية جهاز المناعة الذاتية وطريق ذلك. تلك المجاهدات التي تنمي الرغبات الخيرة والقيم الانسانية والشعور بالتكافل لآجل إسعاد كل الاخرين ، وهذه القوة تخفف من الانانية الضيقة الناتجة عن القوة العقلية. والتي تدفعه للبحث عن مصالحه ولو عن طريق العدوان علي الاخرين ، وتلك هي محنة الحضارة المادية التي. تشجع الصراعات علي المكاسب والمصالح ، العقول اداة للتمييز المادي لاكتشاف المصالح والحرص عليها ، ولذلك تكثر المنافسات والمغالبات في مجتمع العقلاء والطامحين عندما تضعف لديهم الجوانب الروحية  التى تسهم  فى اضعا ف الوازع الروحي وتكون المصالح غالبة ومحكمة ، ويكون بأس هؤلاء . فيما بينهم شديدا ، وتلك هي مقاتل هذه الحضارة المادية التي تحكمت فيها. الآنانية باسم الحرية الفردية ، وتحكم الأقوي في الاضعف عن طريق الحروب والجيوش. ، ولا آجد العدالة في معايير العدالة القانونية. ولا في عدالة الشرعية الدولية ، لان القوة متحكمة فيها ، فلا عدالة في ظل الأنظمة التي تكرس الظلم الاجتماعي وتعمق الطبقية وترسخ الاحقاد ، مهمة التربية الروحية ان تخفف من تلك الانانية العقلانية عن طريق تنمية القوة الروحية الناتجة عن. الايمان بالله. ، ابرز ثمرات القوة الروحية هي تنمية مشاعر الرحمة في الانسان لكي يكون إنسانا محبا للخير ساعيا فيه ، العقيدة الايمانية. تشعر الانسان انه مخاطب من الله ومؤتمن علي الحياة وانه مسؤول امام الله عن أعماله ، وان الطريق الي الله هو العمل الصالح الذي يجد ثوابه عند الله ، واجد الكمال في توازن هذه القوي الثلاث ، ولا اجده فيمن تغلبت فيه قوة علي اخري ، ، الكمال في كمال الحياة تصورا للكمال ، قد ينفرد البعض بقوة ، ولكن لا آجد الكمال الا في كمال الاستعدادات وانسجامها ، وهذا ما افهمه من رسالة الاسلام كمنهج تربوي وفكري للحياة ، الحياة متجددة والاجيال متعاقبة وكل جيل مؤتمن علي عصره ، وهو مخاطب بما خوطبت به الاجيال السابقة ان تحترم الحياة لكل عباد الله والا تعبث بتلك الحياة بما يهدد استمرارها ، وقد امر الله تعالي عباده بأمرين : الايمان به لا شر يك له اولا والعمل الصالح الذي لا ظلم فيه في مجال الحقوق ثانيا ، للتصدى لكل مظاهر الفساد فى الارض  ، وكل جيل مكلف باحترام تلك الاصول التي امر الله بها ، وان يجتهد في كل عصر في القضايا والنوازل بما تتحقق به الأغراض والمقاصد وتحترم خصوصيات ذلك العصر وقضاياه المتجددة ، الدين يمنح الانسان شعورا بدفء الحياة الايمانية ويبعد ذلك الشعور بالعبثية التي. تثيرها العقول المادية حول معني الحياة ولا جل ماذا كانت تلك الحياة، هل يمكن لهذه الحياة ان تكون بغير هدف يبررتلك الحياة ، عندما. نفهم رسالة الحياة نضع لها نظامها العادل الذي يسهم. في تجسيد معني المسؤولية الانسانية واهمية السعي لكي تكون الحياة دافئة. بالقيم الروحية ، مبررة.بذلك التصور الايماني المتكامل عن الوجود خلقا وتدبيرا ، وكنت اشعربكرامة الانسان من خلال ذلك الاستخلاف الإلهي للانسان والتكليف والمسؤولية والثواب والعقاب ، واهمها هو تلك العدالة الالهية التي تشعر الانسان بالأمن النفسي ..

( الزيارات : 590 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *