رواية الحياة كما عشتها

ذاكرة الايام .. رواية الحياة كما عشتها
كل انسان هو الأعلم بسيرة حياته وهو الأقدر علي كتابة تلك الرواية بكل غوامضها وأسرارها ، هناك الكثير من الاحداث  مما يمكن ان يدرك ويفهم بأسبابه الظاهرة ، وهناك الكثير مما لا يمكن ان يفهم وهو خارج المالوف ، ويظل خفيا تعجز العقول عن. اكتشاف أسراره ، وهذا يقودنا الي التسليم بان الله تعالي هو مدبر الكون وهو الذي يختار لعباده ما يشاء., ويقدره عليهم , وما يريده الله تخفيه الاسباب الظاهرة لكي تتحقق بتلك الاسباب ما أراده الله ان يكون ، كنت اتأمل كثيرا في كثير من الاحداث. التي مرت بي, وكنت الأعلم بها لانني عشتها بنفسي في رحلة الحياة ، وهي الرواية. الاصدق التي تحكي ما كان كما عشناه وهو. الذي نخاطب أنفسنا به في لحظات التأمل ، ما نكتبه هو القليل الذي نكتشف حقيقته والذي يمكن التعبير عنه ، وهناك الكثير مما لا نبوح به لطبيعته وخصوصيته ، اما لأننا لا نستطيع فهمه ، او لاننا نتهيب من الاعتراف به ، كل ذلك يعمق ايماننا بالله وانه لا شريك له فى الخلق والتدبير , وان الانسان لا يملك من امره شيئا ، لست ممن يُؤْمِن بالجبرية ، فانا مع الحرية والمسؤولية بغير حدود وهذا هوًمعني التكليف ولا يستقيم التكليف الا به ، ولكن هناك من الاحداث مالا يمكننا فهمه مما عشناه في حياتنا وهو الذي نحدث أنفسنا به في لحظات التأمل والبوح. مع الذات ، الاسباب الظاهرة. ليست خارج الاهتمام ، ولكن لا بد من التأمل في تلك الاسباب ،. هناك من الاسباب ما نجد أنفسنا غائبين عنه . ، ونقدم عليه بغير ارادة وربما بحكم الصدفة ونسميها صدفة , وليست هناك صدفة في الحياة وهي إقدار لا بد الا انً تكون , وذلك هو سر الحياة ، واحيانا ندفع الي تلك الصدف ونجد أنفسنا أمامها. وتكون هي المنعطفات المثيرة في رحلة الحياة ، كموجة عاصفة تجد نفسك أمامها. ، احيانا تغرقك , واحيانا تدفعك. نحو شاطئ امن لا سبيل لك اليه. ، ما اكثر نلك الموجات الهوجاء الصاخبة. التي تحدث في حياتنا ذلك التغيير لكي نكون في المكان الذي يراد ان. نكون فيه ، نحتاج الي ذلك التأمل في رواية الحياة لكي نكتشف حقيقة الحياة وجمالية الحياة ، وان الله تعالي يصنع ما يريد وان الخلق عباده ، وان كل عظمة الانسان بكل ما يتوهمه في نفسه ليس اكثر من. غصن صغير في شجرة ضمن غابة كبيرة تتسع لكل الانسانية ،ذلك الغصن  يتحرك مع الرياح ويتمايل ويظن ذلك  الغصن نفسه اكبر مما هو عليه ، ومنذ طفولتي الاولي كنت اشعر. بتلك. التأملات واميل اليها واجد نفسي غارقا فيها. واجد فيها ملاذا امنا ودافئا  ، واجلس طويلا مع تلك التاملات افكر فيها ، كنت اجد نفسي باستمرار محمولا ومدفوعا وكأنني في قارب تقوده الرياح وتوجهه نحو الشواطئ الآمنة ، كنت غريبا. في وحدتي الداخلية ، كنت ابحث عن شيئ لا اعرفه ، هناك سؤال كان يتردد في داخلي : وابحث عن جواب له ، كنت كمن يبحث عنً كنز في غابةً كبيرة ، كل من حولي لا يفهمني ، كان السيد النبهان هو الوحيد الذي كان يفهم ما كنت فيه. وما كان يشغلني في تلك التأملات ، كانت طفولتي مختلفة عن كل امثالي في اهتماماتها وملامحها ، كنت اشعر بقوة داخلية لا اجد لها سببا ظاهرا ، وكانت تمدني بطاقة ذاتية كنت احتاج اليها في بعض المواقف ، وكانت هي الوقود الذي يدفعني باستمرار ، اعترف ان السيد النبهان لم يتدخل في اَي اختيار اخترته لنفسي ، كان معي في اَي قرار اتخذته ، كان يثق بي بغير حدود ، عندما ودعت السيد النبهان لآخر لقاء نظر الي وقال لي هامسا. : لن تكون وحدك ..
وبدأت التحولات الكبري سريعة ، وبدأت الرحلة المغربية فى الخطوات الاولي ، فصل جديد لم أعهده ولَم اتوقعه من قبل ، لم اكن وحيدا ابدا في كل تلك الاحداث ، كانت الامواج اقسي مما كنت أتوقع من قبل ، كانت مثل الأعاصير شدة ولم اشعر بها الا كنسمات رقيقة ، كنت اشعر. باللطف الالهي. في كل المنعطفات الصعبة ، كانت الاحداث تمر برعاية كنت اشعر بأثرها ، تذكرت ملامح رجال رائعين كانوا معي في تلك الحقبة الصعبة ، كانوا افضل مما كنت أتوقع فضلا ونبلا ، لا ادري كيف تنادوا واجتمعوا من كل صوب بعيد ، لم اكن خلال رحلتي الطويلة غير ما انا عليه ولَم يكن بإمكاني ان اكون غير ذلك ، مما اثار انتباهي ان من كنت ألقاهم كانوا يحسنون الظن بي من بعيد ، تعلمت من السيد النبهان الكثير في الطفولة ، قال لي في تلك الطفولة. : ياولدي اذا صلحت علاقتك بالله ، كان الخير في طريقك. ونُسب اليك فضله ، تذكرت كلمة الحسن الثاني رحمه الله عندما استقبلني لأول مرة في قصردار السلام  في بداية الحقبة المغربية : قال : انني اثق بك بغير حدود ، كان صادقا ووفيًا ولَم يخلف وعده ، كنت اريد ان أكون ذلك. الانسان الذي يستحق الثقة ، تمنيت ان افعل اكثر ، ولكن هذا ما كان يمكن ان يكون ، ولعله كان في ذلك الحكمة ، ارجو ان اكون قد زرعت نبتة صغيرة ، وهذا يكفي ، الارض الخصبة تكبر فيها النباتات بسرعة وتصبح أشجارا وغابات ، ما زالت رحلة الحياة تمدني بالكثير من الدروس والعبر ، افضل ما تعلمته ان لا شيئ. الا بامر. الله وبمشيئته ..وهذا يكفى ..

 

( الزيارات : 529 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *