علماء المغرب كما عرفتهم

ذاكرة الايام. علماء المغرب كما عرفتهم

عرفت الكثير من علماء المغرب من الجيل الاول الذين هم أعمدة العلم  ورموز الاسلام في المغرب.,  والجيل الثاني الذين يشمل. الجيل المتخرج من دار الحديث الحسنية ، وهم كثر ويصل عددهم الى اكثر من خمسمائة عام وتجمعهم جمعية  تضم كل الخريجين الذين هم حملة شهادة الدبلوم  وكانت تعقد مؤتمراتهم   وتحظى بالاهتمام الرسمى زكنت اوجه كلمة توجيهية للخريجين  باسم الدار ، وهناك الجيل الثالث الذي اسهمت دار الحديث في تكوينهم وأصبحوا فيما بعد هم الجيل المؤتمن علي الاسلام في المجالس العلمية في المدن المغربية ، كانت صلتي وثيقة بالأجيال الثلاثة من العلماء , وهناك جيل رابع هم تلاميذ هم في القرويين وشعب الدراسات الاسلامية ،  وكانوا جميعا  خير عون لي علي القيام بمهمتي خلال الحقبة التي أشرفت فيهاعلي  دار الحديث واسهمت فى ترسيخ دورها فى خدمة الثقافة الاسلامية ، كان  الجيل الاول من علماء المغرب  هم من الاعلام الكبار الذين جمعوا بين العلم  والتقوى ,  وقد عرفت الكثير من الاعلام  الكبار الذين كانوا في غاية. النبل والفضل  ، واول من عرفت. منهم هو الشيخ محمد مكي الناصري الصديق الاول الذي هو اول من التقيت به في الكويت ، وهو الذي دعاني لأول مرة للدروس الحسنية عندما كان وزيرا للأوقاف ، وهو الذي قدمني الي الملك الحسن الثاني رحمه الله لأول مرة في رمضان عام ١٩٧٣، كان شخصية. شامخة. ويتمتع بخصال رفيعة وفهم عميق وله تاريخ عريق في مجال السياسة والوطنية ، كان يمثل شخصية العالم الفخور بعلمه في كل المواقف ، كان كبيرا بكل المقاييس الشخصية والعلمية ، ، كان اكبر مني بأكثر من ثلاثين عاما ، وقد احسن الظن بي من اول لقاء بيننا في الكويت ،. وكان فخورا. عندما ألقيت اول درس في الدروس الحسنية ، لانه هو الذي رشحني وقدمنى الى الملك فى اول لقاء ، لن أنسى فضله. وحسن ظنه بي ، كان قريبا مني باستمرار ووفيا ومحبا ، كانت لقاءاتنا مستمرة ،وحواراتنا دائمة ،  وكنتً احبه واحترمه.   ، والقيت كلمة في حفل تكريمه في دار الحديث بما يستحقه  وسميت احدى القاعات باسمه ، كانً معي في كل المواقف والازمات ، وهناك العلامة الكبير علامة المغرب ورئيس رابطة العلماء الاستاذ عبد الله كنون ،. كان من ابرز العلماء الذين عرفتهم ، كان شخصية فريدة في اعتزازه بشخصية العالم الملتزم القوي. بمواقفه ، كان يدعوني لكل مؤتمرات العلماء ، ويخصني بالتكريم ويشرح لي الكثير من المواقف التي كان يتدخل فيها من منطلق الحكمة لكيلا تؤدي الي الاحراج لانه يمثل العلماء ويدافع عنهم والمؤتمن عليهم ، كان الشخصية الذي يستحق بجدارة ان يكون رئيسا لعلماء المغرب ، وهناك. الشيخ عبد الرحمن الدكالي ابن الشيخ ابي شعيب الدكالي ، وكان هو صاحب الأسرار والمبادرات والمواقف الصلبة ، وهو الصديق الاكثر وفاءًا ومساندة في كل المواقف ، لم اجد مثله ابدا في مساندته لي في كل المواقف من البداية حتي النهاية ، كان امره عجبًا ، كان شجاعا بغير حدود ومحبا ، وفي كل الأزمات كان الاول الي جانبي من غير تردد ، وكان الاكثر تأثيرًا في الحقبة الاولي ، كان يغيب طويلا ولا القاه وعندما كنت  احتاجه كنت اراه امامى صديقا وفيا , وكان هناك مولاي ابراهيم بن سيدي محمد الكبير الكتاني شيخ الطريقة الكتانية وهو والد صديقي الدكتور يوسف الكتاني ، كان من الصالحين وهو مظنة للولاية ، كانت له روحانية خاصة وكنتً ارتاح لمجالسه ، وكان يمنحني الشعور بالدفء. الروحي ، كان يحبني بغير حدود منذ زيارتي. الاولي للمغرب ، وكان الكل يزورني في منزلي ونتحاور فى قضايا علمية ، وكانت صلتي بتلك الرموز الكبيرة قوية ومستمرة ، وكان هناك العلامة الكبير سيدي محمد المنوني الباحث المتمكن ، وكان في غاية الأدب والنبل والتواضع وله إسهام علمي كبير في الدار ، وهناك سيدي عباس المراني من مكناس ، وكانت له مواقف مشكورة وشجاعة ، وهناك علماء سوس ، واهمهم العلامة عبدالله شاكر الكرسيفي ، كان رجلا تقيًا صوفيا وتولي عمادةًكلية الشريعة بأكادير والشيخ حسين الوجاج شيخ سوس والجنوب  ، ومعظم هؤلاء كانوا اعضاء في الاكاديمية المغربية ، كان هؤلاء من انبل من عرفت من علماء المغرب منً الجيل الاول ، وهناك الجيل الثاني ، وهم من جيل الشباب ، وهم اكبر مني بقليل او اصغر . ، وهم يمثلون جيل دار الحديث من العلماء ، وهم من مختلف المدن المغربية من الشمال والجنوب والوسط من فاس ومكناس ومراكش ووحدة ، واكثرهم من تطوان ومدن الشمال والريف. ، وهمً محبون للعلم بغير حدود وأهل تقوي واستقامة ، وكان هناك مجموعة من هذا الجيل من اساتذة دار الحديث وكنتً علي صلةً يومية مباشرة بهم. ، وكنتً اشرف علي أطروحاتهم لتحضير الدكتوراه ، ورأيت منهم. من الحماس والوفاء والمحبة في تلك الحقبة الاولي ما جعلني افخر بهم ، ومن ابرز هؤلاء الدكتور السعيد بوركبة رئيس رابطة الخريجين والدكتور يوسف الكتاني والدكتور عمر الجيدي والدكتور نوري معمر والدكتور احمد اليزيدي والدكتور عبد السلام الادغيرى والدكتور الحسين التأويل والدكتور محمد يسف والدكتور علال الخياري والاستاذ محمد الصقلي علامة فاس وشيخ طنجه الدكتورابراهيم بن الصديق الغمارى وهناك الكثير منهم فى تطوان فى كلية اصول الدين  ، وكان لهذا الجيل الفضل في الدفاع عن الدار وترسيخ مكانتها العلمية في تلك الفترة التي كانت صعبة. ، وهناك الجيل الثالث الذي. تخرج من دار الحديث. وهو الجيل الذي انتقلت اليه مسؤولية الدار فيما بعد ، وهو الجيل الذي تفخر دار الحديث. به ، وهذا الجيل هو موجود في معظم الجامعات المغربية في الكليات الشرعية والأقسام الاسلامية في الجامعات ، هذا الجيل مؤتمن علي الثقافة الاسلامية التي هي ثقافة المغرب وهي الثقافة الجامعة لكل المغاربة من عرب وأمازيغ ، لم اشعر قط بذلك الفرق ابدا ، فالمغرب جامع لكل ابنائه والاسلام ثقافة كل المغاربة ، والشخصية المغربية شخصيةً محببة تتميز بخصال الوفاء والأدب والكرم ، لم اشعر خلال اربعين عاما في المغرب باي شعور بالغربة ، وكنتً قريبا من الجميع ، وأمضيت قرابة ربع قرن في الإدارة ، ولم اشعر قط باي شعور بالغربة فى علاقتى مع الجميع ، وانا مدين لكل من ذكرت من هؤلاء الذين كان لهم الفضل في نجاح تلك المسؤولية ،وكانوا خير الأعوان والأصدقاء ، هذا هو الفريق الاول وهو فريق اهل العلم المختصين بالدراسات الاسلامية والشرعية ، وهناك الاصدقاء الآخرون من رجال الفكر والثقافة في الجامعات ممن تعاونوا معنا في حمل المسؤولية العلمية ، وهم كثر ، وبعضهم من اعضاء الاكاديمية ومن اعمدة الجامعات المغربية ومن ابرزهم الدكتور محمد بنشريفة والدكتور عباس الجرارى والدكتور مولاي ادريس العبدلاوى والدكتور عبد الهادى التازي والدكتور طه عبد الرحمن ، لا اشك ان الرحم العلمي جامع لما تفرق ، وهذا الرحم  العلمى   يتميز بتلك الاخلاقية الراقية في التعبير عن الاختلاف والتنوع وتعدد المدارس الفكرية ، وهذا ما نحتاجه اليوم كمنهج تربوي الكي  يكون التعدد حقا والتنوع ثراءا وإبداعًا في الخلق يعبر عن عظمة الخالق لكي تكون بكل هؤلاء الحياة راقية تليق بالانسان المستخلف من الله تعالى ..

 

( الزيارات : 614 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *