فى مجتمع التجارة

ذاكرة الايام..فى مجتمع التجارة

عندما تركت العلم واتجهت للتجارة بارادتي واختياري كنت اريد ان اكتشف ذلك العالم الجديد ، ربما لانني لم اجد في مجتمع اهل العلم ما كنت اتوقعه من قدسية الموقف والكلمة ، كنت اري العلم قد اصبح مهنة معاشية كبقية المهن. ، وليس فيه قدسية العلم وشموخ اهله. كما كنت اتوقع. من قبل ، وكنت اقول لنفسي ، المهن تطلب لما تحققه من. ارباح ومكاسب مادية ، العلم يفضل غيره. بشرف اهله. ونبل غايته ، ولانه الطريق الي المعرفة ، وعندما لم اجد ذلك المعني اخترت ان اذهب الي التجارة كمهنة معاشية ، لعلي اجد فيها شموخ. الذات والشعور بالكرامة ، وامضيت مدة ثلاثة اشهر. في مجتمع اهل التجارة ,وكنت اخالط كبار التجار واجتمع بهم ، انه مجتمع اخر اكثر امتاعا.ضمن معايير. الحياة المادية ، وكنت أجد في التجارة ذلك الفضاء الفسيح في رحلة الحياة المادية ، العمل لاجل الكسب ، ولا شيئ آخر ، وكنت اري ذلك انحدارا في فهم معني الحياة وليس لهذا خلقنا ، لا بد من طموح آخر اكبر واسمي ويعبر عن مرنبة الانسانية المستخلفة والمؤتمنة ، ، اعترف ان الصديق الذي كان يعلمني مهنة التجارة كان في غاية النبل والفهم  وكنت أحاوره في التجارة كوسيلة لاجل فهم الحياة الواقعية. ويحاورني في طرق الكسب. لاجل الحصول علي المال ، وكان يعتبر من اعمدة التجارة. وففهاء هذه المهنة المعاشية في فهم. مصطلحاتها. ومعرفة طرقها ،. التجارة مدرسة كبقية المدارس. التعليمية ولها مناهجها. واخلاقياتها ، كدت ان أنسجم في. ذلك العالم الدافئ بالملذات. المادية. والشعور بالانجازات اليومية. ، كنت أخاطب نفسي في كل يوم ، واقول هامسا : هل هذا هو ما اريد ، لقد استطعت ان ادرك الكثير من عالم التجارة. واصبحت افهم الكثير. من قواعد ها. الضرورية ، لكل مهنة. قواعدها ، من احسن فهم تلك الاصول. نجح في عمله ، ومن اساء فهم. ذلك فقلما. ينجح في مهمة التجارة. ، التجارة مهمة شاقة وتحتاج الي قدرات خاصة وحس تجاري. وموهبة. وطموح انها تحتاج الي نهوض مبكر ووقود متجدد ، ولا يصلح للتجارة من لا وقود له ، ولا بد من حاسة التوقع من خلال فهم طبيعة النفوس ، اعترف انني تعلمت الكثير خلال تلك الحقبة القصيرة ثلاثة اشهر ، وضقت. بما كنت افعله واقول. : ما لهذا خلقت ، وكانت تلك التجربة ضرورية لي لكي استكشف العالم الاخر ، لم يكن يقنعني ان يكون هذا الطريق كطموح للانسان ، مهمته ان يبيع ويشتري لاجل الربح ، المال وسيلة لاجل كمال الحياة وليس غاية بذاته ، ، لم تقنعني التجارة ، لم اكن املك اخلاقها ومواهب التجار في البحث عن المال ، كانت اخلاقياتي لا تصلح للتجارة ، وبدأت اسمع صوتا خفيا يناديني ، لبس هذا هو الطريق,  وكان لا بد من العودة من حيث كانت البداية ، وفجأة وجدت نفسي في طريق العودة , وودعت التجارة ومجتمع اهلها. وبدأت رحلة البحث. عن الطريق من جديد ، وعندما عدت وجدت السيد النبهان طيب الله ثراه امامي ينتظرني وكانه كان يتوقع عودتي ، قال لي وهو يبتسم لقد توقعت عودتك ، ولكنني لم اتوقع بهذه السرعة ، ثلاثة اشهر كانت كافية. ، كان سعيدا باستقبالي والفرحة بعودتي وكانني عائد من رحلة في صحراء بعيدة ، عندما رجعت كنت اكثر اصرارا ان اختار طريق العلم ، العلم لاجل العلم ، وليس العلم كمهنة معاشية ، وبدأت الرحلة بارادةً جديدة ، شعرت بانشراح قلبي لم اشعر بمثله من قبل ، العلم لاجل العلم ذاته ، لم اكن احمل اية شهادة ، وكانت البداية. الجادة بعد . ذلك التردد. الذي عشته. لفترة كانت قاسية. ، لقد كان من الضروري ان اختار الطريق بنفسي ،. وبدأت الرحلة الجديدة. رحلة العلم ولكن ليس ذلك العلم لاجل الكسب ، اردت العلم لله لكي افهم اكثر ، لم اندم قط علي اختيار طريق العلم ، وبدأت الابواب تفتح واحدا بعد آخر ، وبعد اقل من عشر سنوات. كنت استاذا لاول مرة في الجامعة. ،

 

( الزيارات : 516 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *