لاتوارث للظلم

كلمات مضيئة .. لا توارث للظلم

لا ادعى فيما اكتبه اننى على حق دائما , ما نراه نعبر عنه , وكل انسان مؤتمن على ما يترجح له , وهذا حق للانسان ,  وهذا هو معنى الحرية ان تكون صادقا مع نفسك والا تشعر باي قيد او خوف من ابداء رأيك ,  الخطا احتمال ممكن  فى كل جهد عقلي ,  الاختلاف حق والتعدد ظاهرة انسانية , عندما نفكر فلا يمكن الا ان نختلف لان كل انسان ليس كالاخر فى مكوناته الفطرية وفى العوامل التربوية وفي الذكريات التى  تتحكم فى فكره , البحث عن الحق  منهج التكليف  الانسانى , ما يترجح للانسان فهو مؤتمن عليه ان ياخذ به  ,  كلنا نؤمن بالعدالة , ولكن كيف  نضع ميزانا للعدالة , معايير العدالة متجددة وتتجه من النقصان الى الكمال , وكما ل العدالة فى كمال الخير فيها وبما تحققه من ذلك الخير , وكلما ارتقى الانسان ارتقى مفهوم العدالة لديه الى الكمال , وكلما ارتقى المجتمع ارتقت مفاهيم العدالة عنده بحيث تنتفى كل الفروق بين الانسان والانسان  فى الحقوق , العدالة لاتنفصل عن الرحمة  التى هي اهم خصوصية انسانية والايما ن بالله هو الذى يغذيها  وهذه محنة العقول فى ارتباطها بالغرائز التى تنمى الانانية  والانانية تنمى الطبقية الاجتماعية  والشعور بالاستعلاء نتيجة الشعور بالتميز , الطبقية ظاهرة اجتماعية والدين نقيض الطبقية لانه من الله تعالى وكل الناس متساوون  فى الحقوق  ولا احد افضل من احد الا بعمله الصالح الذى  عماد ه الخير الذى لا ظلم فيه كنت ارى  العدالة تقتضى التفاضل فى  الكسب المشروع  الناتج عن الجهد وكل الملكيات الفردية الناتجة  عن ذلك الكسب يجب ان تحترم كحق لصاحبها وهي ثمرة عمله  وهذا يشجع العمل ويعترف لصالحبه بثمرة عمله  , اما الطبقية فهي ظاهرة سلبية  لان المنتمين اليها يتوارثون الظلم جيلا بعد جيل ويكرسون اسبابه من خلال ترسيخ قيم الطبقية  فى مجتمعها كقيم اخلاقية يقرها الدين وتبررها القوانين  كعدالة  واقعية لست مع هذا المفهوم  فلا توارث للظلم  لكي تكون دورة الحياة عادلة , وكل ماكان له بداية فلا بد الا ان تكون له نهاية  بحسب القوانين الطبيعية , تلك هي دورة الحياة ,  وتتحقق بذلك العدالة بين الافراد والمجتمعات  والاجيال , نحن متاثرون بواقعنا وما تربينا عليه من قيم ومفاهيم , الوحي والعقل مصدران للمعرفة الانسانية , ولا يستقيم احدهما بانتفاء الاخر ,  فالوحي خطاب تكليفى تخاطب به العقول  لكي تحسن فهمه , فاذا عم جهلها اساءت فهمه  ومقاصده , وانصرفت به عن دلالته وغفلت عن مقاصده وغاياته , وارادته ان يكون ناطقا من غير جهد ولا تامل ,  الفقه جهد عقلى متجدد يبحث عن الحق والعدالة , ليس هناك مفهوم ثابت  فيما خوطبت به العقول  من الحقوق , الرحلة نحو الكمال رحلة الحياة , وكنت اسأل نفسي باستمرار هل يمكن للعقل وحده ان يدرك معنى العدالة وان يتوصل اليها , العقل خاضع فى موازينه الى مدى جموح الغريزة لديه , الغاضب فى لحظة غضبة لا يمكنه ان يكون عادلا لان الغضب يمنعه من  التحكم فى نفسه ويسخر العقل لكي يرى العدالة فى الانتقام  من الاخر , مالم يتحرر العقل من الغرائز فلا يمكنه ان يرى الحقيقة كما هي , والعقل هو اداة للغريزة وهي التى تتحكم فيه وتوجهه , ولو تحرر العقل من تاثير الغريزة عليه لكان اكثر رقيا وسموا , ولذلك كانت المجاهدات النفسية هي اداة لتحرير العقل من الغريزة  وبالتالى تحرير الارادة من الانقياد للاهواء والشهوات , امران كنت ارى فيهما  الخطر على الانسان هما الطمع والحقد , الطمع وليد القوة الشهوانية والحقد وليد القوة الغضبية , ولن يبلغ احد الحكمة الا بالسيطرة على هذين اوصفين فى الانسان , لا احد خارج القبضة الغريزية , مهمة الدين بقوتيه الايمانية الروحية والخوف من العقاب الالهي  ان يمسك بزمام الانسان لكيلا ينزلق نحو الظلم والعدوان , كل الفساد المالى هو وليد الطمع فى اموال الاخرين استغلالا لحاجاتهم وضعفهم  فتكون بذلك  مصالح المستضعفين هدفا للطامعين  فتكبر الثروات ويتمكن القوى من التحكم فى الضعيف , وكل العدوان على الاخرين هو ثمرة للشعور بالحقد بسبب الظلم والحرمان , مهمة الدين ان يتصدى للجريمة الاجتماعية عن طريق التخفيف من اسبابها عن طريق المؤيدات الاخلاقية  والمؤيدات القانونية والضغوط الاجتماعية التى تمارسها المجتمعات النظيفة على الجريمة  ومطاردتها لرموز الظلم والطغيان  والتضييق عليهم بنظرات الازدراء والصغار , لا بد الا ان يؤدى الدين مهمته فى تحقيق العدالة والالتزام بقيم الخير , لا فضيلة خارج المصالح المشروعة , ولا حق خارج الفضيلة والعدالة والرحمة , تلك قيود وضوابط لا بد منها , لتحقيق مجتمع اسلامى متميز بنظرته الانسانية التى تجعل العدالة هي الرحمة بالمستضعفين من الخلق من كل  الاسرة الكونية , والعولمة المطلوبة ليست عولمة التجارة ولا عولمة الاقوياء , وانما هي عولمة العدالة لكي تكون الحياة لكل الخلق فى الكرامة الانسانية وما يترتب على تلك الكرامة من الحقوق الانسانية , والعولمة هي منهجية ايمانية لانها تنطلق من منطلق وحدة الاسرة الكونية وانتفاء الطبقية  الاجتماعية الناتجة عن الفوارق المادية والتوزيع الظالم للثروات والاحتكارات والتجارات , عولمة الاقوياء تريد ان تكرس تبعية الضعفاء للاقوياء والحق فى استغلالهم باسم التنافسية , التنافسية عادلة اذا كانت بداياتها عادلة وما يتاح لكل فريق يتاح مثله للفريق الاخر , اما التنافسية بين فارس يركب حصانا واخر لا يجد حذاء يمشى به فهذه ليست تنافسية , لانتفاء العدالة فيها , لا بد لنا الا ان نعيد النظر فى المفاهيم لكي تعبر عن دلالاتها الحقيقية , وهذه هي مهمة كل جيل ان يضيف ما يراه جديرا بالاهتمام , المفاهيم تتجدد بما يحقق اغراضها المرجوة منها , وهذه مهمة العقل ان يبحث عن المقاصد  , والعقول مؤتمنة فيما تراه حقا وصوابا بشرط ان تتحرر من المصالح التى تتحكم فيها , كل ما ارتبط بالانسان فالانسان مؤتمن عليه ان يجتهد  ف

( الزيارات : 750 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *