لا ارادة لمستضعف فيما وافق عليه مزعنا

كلمات مضيئة ..لا ارادة لمستضعف فيما تعاقد عليه

ليست هناك علاقة تبعية فى العلاقات الانسانية وانماهي علاقة تعاقدية سواء كان التعاقد مكتوبا او معروفا , والعلاقة التعاقدية تثبت لكل من الطرفين حقوقه  المشروعة , لكي لا يكون هناك تجاوز لقوي على ضعيف وكبير على صغير , ولا بد فى العلاقة التعاقدية من الارادة المتبادلة , وهناك حقوق انسانية هي عطاء من الله , ولا يمكن التفريط بها , لا سلطان لاي انسان على نفسه فيما هو من حقوقه الانسانية , الحرية حق انساني فلا يعتد برأي من اختار العبودية على الحرية ولو بارادته , ماكان من الله فلا يحق للانسان ان يفرط به , فمن تنازل عن حق من حقوقه الانسانية خوفا او طمعا اوجهلا فلا يعتد بتنازله , فالانسان يولد بكامل انسانيه , ولا احد يولد عبدا , فمن اختار عبوديته فهو مفرط وآثم , ماكان حقا من الله للانسان فلا يمكن التنازل عنه , اما الحقوق الشخصية التى يملكها الانسان فيمكنه التنازل عنها بارادته بشرط ان تكون الارادة كاملة وصادقة , اذا انتقصت الارادة بسبب جهل او خوف فلا يعتد بتلك الارادة , لان الانسان العاقل لا يتنازل عن حقه المشروع الا اذا كان ذلك يحقق له مصلحة مشروعة وكانت فى نظره اولى بالاعتبار , العلاقات التبادلية لا بد فيها من كامل الارادة ولاختيار , ولا ارادة لمكره ولا لخائف ولا لجاهل ولا لمغفل لان هؤلاء يفرطون بحقوقهم ولا يشعرون , او يشعرون ولا يملكون القوة التى يدافعون بها عن ارادتهم , الاكراه يفقد العقود شرعيتها , فلا ارادة لمكره , ولا عقد لمكره , كل العقود التى انتفت فيها الارادة فلا شرعية لها , لا بد من الارادة فى كل عمل يترتب عليه اثرا , الصمت الدال على التردد لا يحتج به , الا اذاكان الصمت فيما جرى العرف فيه ان يكون الصمت قبولا  , وهو الصمت المقترن بابتسامة الرضا لا الصمت الدال على الانكار , لا شرعية للاجبار فى اي عمل تنتفى فيه الارادة , الزواج علاقة ارادية وتعاقدية ولا يتم الا بكمال الارادة والرضا , وكل طرف يلتزم بما يجب عليه من الحقوق التبادلية , لا احد يملك من حقوق الكرامة مالا يملكه الاخر , حق الكرامة حق متبادل , القوامة هي القيام بما يجب علي الانسان  تجاه الاخر والمراد بها الرعاية والانفاق , ولاتعنى الاذلال ولا الخضوع , ولا احد من الزوجين يجبر على فعل لا تلزمه الشريعة به , الطاعة بالمعروف ولا شيء فيما هو منكر , هناك حقوق متبادلة , ولا احد اولى بحقه من الاخر , لكل مجتمع ان يضع لنفسه المعايير التى يراها عادلة ومفيدة لتحقيق الاستقرار الاسرى , ومن حق كل مجتمع ان يضع الضوابط التى يراها عادلة لتنظيم الحياة الاسرية , ماكان عادلا من الضوابط والقيود فيجب احترامه , بشرط الا يخل باصل من الاصول , اما الفروع فهي متجددة على الدوام لانها تتسع وتضيق بحسب حاجة مجتمعها اليها لتحقيق المقاصد المرجوة منها , فى الحقوق الانسانية يتساوى الرجل والمراة فى كامل الحقوق الانسانية , ولكل منهما خصوصيته النوعية التى يحسن فيها , ولا انتقاص لحق اي من الرجل والمراة فى كامل ما يملكان من الحقوق الخاصة والعامة , ماكان من القيم الاجتماعية اصيلا ومفيدا ومعبرا عن مصلحة اجتماعية وقيمة اخلاقية فيجب احترامه والتمسك به , وماكان منها غير ذى دلالة او كانت له دلالة غير اخلاقية فيمكن الاستغناء عنه , وهذه مسؤولية كل مجتمع ان يختار نموذجه الحضارى والاخلاقي الذى يعبر عنه , عندما يكون الاحتكام للعقول الراجحة التى تحسن التمييز والاختيار فيها  فمن المؤكد انها سوف تختار ما هو نافع ومفيد من القرارات والانظمة التى يراد بها ضبط الحقوق والمعاملات والسياسات , عندما نحتكم للعقلاء من اهل الاختصاص ممن اشتهروا بالحكمة والصلاح والنزاهة فلن نخطئ فيما نختار لانفسنا ومجتمعنا من نظم وقوانين ودساتير تنهض به وترسم له طريقه الى الافضل  , كل مجتمع مؤتمن على ما يراه عادلا ومفيدا ومحققا لمصالحه , وما يراه ضارا به ومؤديا الى مفاسد عامة او خاصة فيجب التوقف عنه , لا شيء من الاحكام خارج المقاصد المرجوة منها , واهمها احترام الحقوق المشروعة لكل فرد من رجل او امراة ولا ينتقص اي حق  بسبب اختلاف النوع , كما لا ينتقص اي حق بسبب تفاوت الانساب والاعراق  والانتماءات والمذاهب والاديان , فاحترام الحقوق لكل المخلوقين عابرة لكل الحدود الجغرافية والسياسية , والعدالة غالبة ومحكمة , ولا احد من الخلق خارج العدالة فى الحقوق الانسانية , اختراق الحدود فى نطاق العدالة تراث انسانى , وكل المجتمع الانسانى متكافل للدفاع عن العدالة وهي حق الله على عباده , وهي اهم اصل من اصول الدين واهم ركن من اركان الاسلام , لا عدوان ولا تجاوز باسم الدين ولا باسم القانون ولا باسم الاخلاق , وكل فرد مكلف ومخاطب ومؤتمن , ولا احد افضل من احد عند الله الا بعمله الصالح , وادعاء القرب من الله من غير عمل صالح وهم  يسيطر على الغافلين والجاهلين , والله اكبر مما يظنون  واكثر عدلا مما يتوهمون , ولو عرفوا الله حق معرفته لكانوا اكثر ادبا والتزاما بحدود عبوديتهم له , لا يتجاوزون حدود الادب فيما يدعون من القرب والاصطفاء , العدالة الالهية حاكمة ولا تجاوز لها , ورحمة الله بعباده من العدالة , والرحمة صفة من صفات الله واسم من اسمائه و الرحمة لكل خلق الله ولا احد خارج الرحمة , من توسل الى الله بخلقه كان بعيدا وجاهلا , فالله اقرب الى عباده ولو كانوا مذنبين وآثمين من كل من توسلوا بهم الى الله و الله تعالى ليس غافلا عن المستضعفين وليس بعيدا عن المذنبين فلما ذا التوسل اليه وهو القريب الى عباده الرحيم بهم السميع لشكواهم الذى يعلم سرهم ونجواهم , ما اشد غفلة العبد عن ربه وما اشد جهل الجاهلين , استعينوا بالله فهو اقرب اليكم ولا تستعينوا بغيره ولو كان صالحا , فالطريق الى الله سالكة وليست مقطوعة , مهما فعلتم فالله معكم ومهما غفلتم عنه فهو لن يغفل عنكم فانتم خلقه وانتم عباده , اهتدوا به ولا تلتمسوا الهداية من غيره , اذا فعلتم فقد ضللتم ولن تكونوا من المهتدين , اجتهدوا فى امركم واحسنوا الظن بالله , وما اطمات قلوبكم به فافعلوه غير مترددين أوخائفين , اتقوا الله فى المستضعفين من خلقه , اتقوه فى المذنبين منهم وشجعوهم على التوبة والانابة ولتتسع صدوركم لهم , وكونوا معهم ولا تكونوا عليهم والتمسوا لهم العذر وادعوا لهم فهم خلق الله ولو كانوا غافلين , الذنوب لا تسقط حقا مشروعا , والكرامة حق لكل انسان , ولا احد اولى بالكرامة من احد , ومن الكرامة ان لا يظلم مستضعف فى حق ولا يحرم من اسباب الكرامة , ومن جاع ظلما فقد ظلم , والتكافل فى سبيل الدفاع عن الحياة واجب دينى واخلاقي , ومائدة الله لكل خلقه ولا يحرم احد من رزق الله فيما هو لكل الخلق من الثروات الطبيعية , ولا احد يملك اكثر من قيمة عمله , وفضول الاموال لا تكتنز فالاكتناز عدوان على المجتمع لانه يعطل المال عن اداء مهمته فى توفير اسباب الحياة لمن لا يجدها ,  وانما تذهب الى المحتاجين اليها , ومن ادخر مالا لاكثر من حاجته وكان مجتمعه بحاجة اليه فقد ظلم واغتصب حقوق المحرومين ,  المال مال الله ولا احد ياخذ منه اكثر من حاجته , ومن حمل معه فقد حرم كل الاخرين من حقهم التى ضمنها الله لخلقه , لا انانية ولا فردية تهدد حقوق المستضعفين , ولا امتيازات لاحد من الخلق على حساب الاخرين , الطغاة فى كل مجتمع يضعون القيم التى تحمي مصالحهم  ويستخدمون الدين والاخلاق لاعطاء الشرعية لما يريدون ولما يطمعون , اذا انتفت العدالة فالتنافس والتنابذ والتنازع حتمي ولا يمكنه الا ان يكون , والمظلوم لا بد له الا ان يتمرد على ظالمه ويثور عليه ,  التعايش لا يتحقق الا فى ظل العدالة , واليائسون  اذا اشتد عليهم الظلام وضاقت عليهم الارض بما رحبت اندفعوا كالبركان الثائر  نحو ما يريدون دفاعا عن الحياة , العقلاء يعدلون ويحسنون الفهم لما يجب ان يكون , ومن كبر جهله وتحكمت فيه سلوكياته اطماعه يظن نفسه  انه الاكثر ذكاءا وفهما من كل الاخرين , وعندما تقتحم قوافل الغضب معاقل الحالمين النائمين كالسيول المتدفقة متجاوزة كل الحدود هادمة كل السدود عندئذ فقط يصحو من كان غافلا وهو يرى نفسه  وكل ما بناه من قبل وما  يملكه من المغرقين , تلك هي سنة الله فى خلقه , وهي سنة الاولين من الامم والدول وهي لا تستثنى احدا مما سياتى من الاخرين ..

( الزيارات : 628 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *