منعطفات بغير اختيار

ذاكرة الايام.. منعطفات بغير أختيار
كانت المنعطفات في حياتي كبيرة وكانت كالسلالم التي كنترانتقل بها من محطة الى اخري ، ما زلت اتذكر الكثير منها وأحاول ان أتأملها من جديد ، هناك ما كنت افهمه منها واعرف اسبابه. ، وهناك ما زال خافيًا علي ولا اعرف سره ، ليس من الضروري ان نفهم كل شيئ يمر بنا ، هناك. ما يمكن تبريره بالاسباب الظاهرة ،وهناك ما نقف عنده متسائلين عن سره الذي يخفي حكمة التدبير الالهي. المحكم ، عندما خلق الله الكون احكم. تدبيره لكي تكون به الحياة ، وخلق الانسان لكي يكون اداة التدبير ، هناك ما يمكن للعقل ان يفهمه من الاسباب ، وهناك الكثير مما اختص الله بعلمه ، عندما اتأمل فيما كان يزداد ايماني بالله ويقيني برحمته. واجد في كل شيئ الحكمة اليالغة ، العقل اداة صغيرة وهو كعود ثقاب عندما. تحتاجه ينير لك جانبًا من مما. تحتاج اليه. من امرك وما يشغل اهتمامك ، وتميز به بين الاشياء. التي تحيط بك ، ماليس من امرك فلا تقتحم بجهلك الابواب المغلقة علي اسرار لا تحسن فهمها ولست مخاطبا بها ، العقل يعمل من خلال أدواته الحسية المدركة. ولا يتجاوزها ، العقل ليس مستقلًا في حكمه علي الاشياء ، وهو كقاض يتأثر حكمه بانفعالاته ، انه يعمل كاداة طيعة بيد الغريزة العمياء توجهه وتتحكم فيه ، في لحظة الغضب. والانفعال يري الاشياء بصورة مختلفة عما هي عليه مما يفقده نزاهته ، وفي لحظة سيطرة الاهواء عليه يستجيب لها وينفذ لها ما تريد ، ما تريده الغريزة وهي القوة المتحكمة في الانفعالات والعواطف والمواقف يختار العقل طريقه الموصل اليه ، في كل مغالبة بين العقل والغريزة تنتصر الغريزة ويرضخ العقل لما تريد، كنت ارى العقل اداة. لخدمة تلك الغريزة التي تمثل القوة التي تحمي الحياة وتطلب بها اسبابها ، هناك قوة خفية. كنور يضيئ في الظلام هو تلك القوة الروحية التي اكرم االله بها الانسان ، وهي في داخله ، احيانا يخبو نورها وتنطفئ شعلتها نتيجة. سيطرة الغريزة علي الانسان وتسخير قدراته العقلية. لتبرير أهوائه التي يشترك فيها الانسان مع الحيوان ، الحيوان يملك ما يملكه الانسان. من تلك القوة. ويملك عقلًا يعرف به طريقه ويبحث به عن اسباب كماله ، ما يتميز به. الانسان هو تلك القوة. الروحية الكامنة فيه ، وتحتاج الي تغذية مستمرة ، هناك امران ضروريان لرقي ذلك الانسان ، وهذه مهمة التربية : اولا كبح جماح تلك الغرائز البهيمية في الانسان عن طريق المجاهدات النفسية والإمساك بمقود تلك الغرائز لكيلا تعبث بصاحبها ونسقطه ، والامر الثاني هو التروية المستمرة لتغذية تلك القوة الروحية. عن طريق مراقبة الله في كل عمل. وان يكون خاليًا من كل الاطماع والاحقاد والتعلقات الدنيوية ، وهذا. هو غذاؤها الذي تحتاج اليه ، وهذا هو الجانب الايماني الذي تحتاجه القلوب واهمه. تغذيه العقيدة الايمانية بالله تعالي وبكل ما يحبه الله من افعال الخير ، وهذه هي حقيقة رسالة الدين ، محبة الله هي التي تنمي تلك القوة. الروحية في ذلك الانسان ، لاشيئ كالإيمان بالله ينمي قوة الخير في الانسان لكي ينتصر الخير علي الشر والفضيلة علي الرزيلة ، من احب الله. تفجرت ينابيع الخير في قلبه عن طريق الخواطر التي تحبب اليه. افعال الخير ويكون اكثر رحمة بكل الاخرين من عباد الله ،. ، لا احد من الخلق خارج رحمة الله ولو كان عاصيا. ومذنبا ، وهؤلاء احق بالرحمة. ان تمسك بيدهم وتشعرهم بالدفء. الروحي وتعيدهم الى طريق الهداية ،. كانت المنعطفات في حياتي كثيرة،. ولم اكن انا من اختارها بارادتي ، ولست من خطط لها وعبّد طريقها ، كانت كعواصف الخريف. تأتي تباعًا واحدة بعد اخري ، احيانا تهدم ما كان ايلا للسقوط. من الأبنية وما كانن يابسا من الاشجار والأغصان ، واحيانا .تمطر فيكون عطاؤها.مبشرا. بربيع مشمس ومزهر ، كنت اجد نفسي في نهاية كل منعطف في بداية طريق جديد لم أختره بنفسي ولم اكن اعلم من امره شيئًا ، ما نختاره لانفسنا لا يتجاوز ما نحن فيه من قصور ، وما يختاره الله لنا هو. عطاء. كريم لا يعرف الحدود ، انه العطاء الالهي الذي اذا أعطى أغدق ما شاء من النعم ، فالقادر. تتجلي قدرته.في خلقه ، والكريم يتجلي كرمه فيما يعطيه ، والحكيم تتجلي حكمته في حسن تدبيره ، ما ضقت يوما بمنعطف صادفني في طريقي وكنت أتفاءل به بشرط الا يكون ثمرة تقصير. وسوء تقدير. ،. ما كان من الله فهو الذي. يقدره. ويتولاه وهو الذي يلهمه ، كان ايماني بالله. هو الاقوى والأرسخ ، الله ولا احد معه من خلقه في امر مما اختص به ، ، وكنت واثقا . ان الخير فيه ، تلك المنعطفات هي السلالم. التي يصعد بها الانسان نحو الاعلي ، والمراكب التي يعبر بها الضفاف المتباعدة ، كنت اجد علي رأس كل منعطف من ينتظرني ويمسك بيدي ويخفف عني وحشة الخوف والتردد ، الانس بالله هوارة ن احب الله انس به ، ما ضقت يوما بمنعطف لانني كنت ارى في ذلك الحكمة. وينتابني شعور عميق بالرضا والسكون ، عندما اتذكر. ما كان يزداد يقيني بالله ، وهذا هو مصدر السعادة. وموطن الطمأنينة ، من شعر بشيئ من هذا فقد اوتي خيرًا كثيرا ..

 
 
 
التعليقات
 
 
 
 
( الزيارات : 546 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *