أخلاقيّة العلم

ذاكرة الايام..اخلاقية العلم..
هناك تصنيفات كثيرة للعلماء بحست تخصصاتهم العلمية واستعداداتهم لما اتجهوا اليه من العلوم , ومن اليسير ان نقول هناك اهل سنة واهل بدعة , وهذا لا خلاف فيه , فاهل السنة ملتزمون بما ورد فى القرأن والسنة من عقائد واحكام وتوجيهات , وهناك اهل بدعة وضلال وهم الذين ابتدعوا طريقا لا اساس له فى الدين وهم بهذا قد ابتدعوا منهجا مخالفا لمهج اهل السنة , وكل من التزم بمنهج اهل السنة فهو سني , ومنهم الاشاعرة , والصوفية الحقة التى لا شطط فيها , والشطط ليس من السنة حيث كان صاحبه , ولا عذر لاحد فى تجاوزه لمنهج الدين كما ثبت عن اهل العلم , ولعل التصنيف الافضل والاكثر دقة وتعبيرا هو التصنيف الذى ذهب اليه الامام الطوسى فى كتابه اللمع , ان العلماء ينقسمون الى اقسام ثلاثة بحسب تخصصاتهم العلمية وهم اهل حديث ورواية , واهل فقه وفهم واستنباط , واهل ايمان وتربية وادب ويريد بهم الصوفية الاوائل , ولا تناقض بين هذه الاصناف الثلاثة ولا اختلاف , كل فريق يؤدى مهمته العلمية من غير تجاوز لحدود اختصاصه , واهل الحديث هم الاساس لانهم يأخذون مباشرة عن المصادر الاساسية وهي القران والسنة , وهؤلاء هم اهل نقل ورواية , ومهمتهم الحفاظ على الاصول , وهناك الفريق الثانى وهم الفقهاء وهم اهل الفهم والاستنباط والاجتهاد , وهؤلاء يسلمون لاهل الحديث بما ثبت لديهم من الروايات , ولا ينازعونهم فيما اختصوا به مما ثبت لديهم من الحديث , معظم اهل الحديث يحسنون الحفظ , ولكنهم ليسوا اهل استنباط , وقلما يحسنون ذلك الا اذا كانوا من اهل الفقه وهم قلة , اما اهل الفقه فمعظمهم لا يحسن الحديث ولا يعتبر حجة فيما يرويه , ومن واجب الفقيه ان يعتمد على اهل الحديث فيما يرويه ولا ينفرد بالرواية فيما لا علم له به , وهناك الفريق الثالث وهم الصوفية وهم اهل تربية وتهذيب , ومعظمهم ليسوا من اهل الحديث ولا من اهل الفقه , ولكنهم يسلمون لكل فريق بما تخصص فيه , اهل الصوفية اهل تربية وتكوين لتعميق القيم الروحية وتكوين الانسان بشكل افضل لكي يكون مسلما اكثر التزاما ورقيا واخلاقية وانسانية , لا احد من الاصناف الثلاثة يتجاوز اختصاصه الا اذا كان عالما فى ذلك الاختصاص بشهادة اهل الاختصاص , لا احد يعتبر حجة فى غير اختصاصه , عندما نحترم الاختصاص العلمى ونسلم به لاهله نعبر عن رقي نظرتنا لمكانة العلم فى مجتمعنا , ولا يحتج برأي غير العالم فى قضية علمية , ورأى اهل الاختصاص هو الاولى والارجح الا اذا قام الدليل على غير ذلك , ما احوجنا الى منهجية علمية نتعلم بها ان نحترم العلم ورموز العلم , ممن يشهد لهم اهل الاختصاص برجاحة علمهم وسداد نظرتهم , والعلم لا بد له من التقى والاستقامة والورع , اهل المصالح لا يوثق بما يقولون لوجود الشبهة فيما يقولون ..لا بد من اخلاقية العلم لكي يكون العالم فى مستوى الثقة بنزاهته فيما يراه انه الحق..

( الزيارات : 1٬132 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *