أضرحة الشهداء

أضرحة الشهداء

علمتني الحياة أن أقف بإعجاب أمام أضرحة الشهداء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل وطنهم وأمتهم وكرامتهم ، ولا تضحية أثمن من تضحية الشهيد ، إنّه يفدي وطنه بحياته ، ويدفع ثمن الحرية ..
والشهيد هو الوحيد الذي يعطي كل شيء ولا يأخذ أيّ شيء ، إنه يعطي كلّ شيء في سبيل الحرية التي سيحصل عليها شعبه ، وأمة يتنافس أبناؤها على الشهادة لا يمكن أن تفنى أبداً ، ولا بدّ إلا أن تحقق النصر ، فلا سلاح أقوى من الشهادة ، وكل الجيوش تنهزم خوفاً من الموت ما عدا جيش التضحية والشهادة ، إنّه الجيش الذي لا يتراجع ولا ينهزم ولا يخاف ، وما ارتفعت راية الشهادة في مجتمع إلا وقد ارتفعت فيه راية النصر ، وأمة الشهادة هي أمّة النهوض ..
ولا يمكن تصور الشهادة ألا في جيوش الإيمان والعقيدة ، وهذه الجيوش هي أقوى الجيوش وأكثرها صموداً ، والغرب الصليبي يخشى جيوش العقيدة الإيمان ، ويخاف من كلمة الشهادة ، لأنها تذكرهم بتاريخ الإسلام وانتصارات المسلمين ، وهم اليوم يحاربون هذا الإسلام المقاوم والرافض للاستسلام ، وهذا هو الإسلام الحقيقي ، فلا إسلام بغير مفاهيمه الأصيلة ، الجهاد والتضحية والشهادة ..
ومقاومة العدو المحتل ليست إرهاباً وليست عدواناً ، والإسلام يحرم العدوان ويحترم الحياة الإنسانية لكلّ بشر ، وفي الوقت ذاته يُدين احتلال أي شبر من الأراضي الإسلامية ويفرض على كل مسلم أن يقاوم الاحتلال بكل ما يملك ، وبكل الطرق الممكنة ، ولا حرمة لمحتل ، ولا حصانة له ، ولا سلام معه ، ولا مفاوضات في ظلّ الاحتلال ، وكل من يقف مع الاحتلال أو يؤيده أو يدعو للتعايش معه فهو خائن لدينه ولشعبه ولوطنه ، ويجب أن يحاسب على خيانته ..

( الزيارات : 994 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *