أيها الأطفال

أيها الأطفال

طفل مسلم

أنتم أزهار الربيع الجميلة وأنتم النجوم المضيئة في الليالي المظلمة وأنتم الابتسامة التي تحتاجها كلّ أسرة في كل صباح ومساء فاستمتعوا بالحياة كما تحبون, والعبوا بألعابكم كما تشتهون, ولا تشغلوا أنفسكم بمشاكل أسركم, ولا بهموم أبائكم وأمهاتكم وامرحوا كما تشاءون واستمتعوا بالحياة قبل أن تشغلكم همومها,ولاتفكروا في المستقبل قبل أن تصلوا إليه وعيشوا أيام طفولتكم كما تشاءون وافرحوا واستمتعوا بالدراسة ولا تحملوا همومها , واختاروا لأنفسكم الأصدقاء الذين تحبون، وعبّروا عن عواطفكم بكل حرية وأخرجوا ما في قلوبكم ولا تكتموا شيئاً , وتعلموا من الطفولة البراءة والمحبة والصداقة والابتسامة، ويجب أن تكون مدارسكم رحبة بكم وتتسع لطفولتكم ولا تثقل عليكم بهموم الدراسة فالطفولة مطلوبة منكم، ولا شباب لمن لا طفولة له ومن لم يعش طفولته فلن يكون قادراً على أن يعيش شبابه , فالطفولة صانعة للشخصيات ولا تذرفوا الدموع ولو حزنتم، فدموع الأطفال مؤلمة ومؤثرة, وتعلموا من الطفولة أدب الطفولة وكونوا موطن اهتمام أهلكم بكم، ولا ترهقوا أسرتكم بما تطلبون ولا تقلدوا زملائكم ولا تحقدوا على أحد منهم ولا تعادوه فلا عداوة في الطفولة , وأنتم في الطفولة مقادون ومحميون وعلى أسرتكم أن تتحمل مسؤولية التربية على القيم الإسلامية الأصيلة كالصدق والوفاء والأمانة واحترام الكبار والحشمة والأدب والحياء ومحبة الناس واحترام حقوق الآخرين، ويوجّه الطفل ولا يجبرّ ويؤدب ولا يُذل ويحرم ولا يعاقب بالضرب أو الشتيمة والجوع , وليكن حرمانه مما يحب من الألعاب والأطعمة وليس مما يحتاج إليه فلا يُحرَم من حق ولا يحبس ولا يعزل ولا يذل ولا يساء إليه أمام أقرانه وإخوته, وتحترم إرادته فيما يخص حياته في طعامه وملبسه وأصدقائه , ويمسك المربي المقود من بعيد, ويترك للطفل حرية الحركة , وتُشرَح له الأمور التي يحتاج لمعرفتها, ولا تُلبى كل رغباته, ولا يستجاب لكل طلباته, وهو جزء من أسرته وليس آمرا ًلها, ولا يتدخل في اختيارات أسرته إلا فيما يخصه.. والقسوة عليه ضاره والعنف في معاملته يعلمه القسوة ويدفعه للتمرد, ويخاطب بالمحبة وتنمى شخصيته بطريقة سليمة، والترف مفسد للأطفال ويعودهم على العادات السيئة وعدم المسؤولية, والأنانية هي ثمرة للتربية السيئة, ومن تربى على الدلال والترف والأنانية فسوف يتعب أسرته بسلوكه العدواني , وقد يؤدي هذا إلى شقاء الأسرة, ومعظم الأسر التي أساءت تربية أطفالها شقيت فيما بعد وأرهقت, ولاشيء يشقي الأبوين كالشقاء الذي تحدثه التربية الخاطئة, والتربية الدينية عاملٌ هامٌ في تربية الأطفال وتقويم انحرافاتهم السلوكية, ومحبة الله والرسول صلى الله عليه وسلم والدين يعلم الأطفال القيم الأخلاقية, ويجب على الأبوين تغليب العقل على العاطفة في تربية الأطفال, وينبغي توجيه الأطفال لتكوين هوايات مفيدة كالرياضة والرسم والموسيقى والقراءة وحب الطبيعة والاستمتاع بالجمال, وتنمية أذواقه والاهتمام بالنظافة والاعتماد على نفسه فيما يخصه ..ويجب تربية الطفل على التزام الأدب والنظام, أدب الحديث وأدب المجلس وأدب الطعام وأدب الخطاب وحسن التعبير وتحترم كل حقوق الطفل الإنسانية ولا يحرم من رؤية أحد أبويه أبداً, ولا يحرم طفل من حضانة أمه ولا من رؤية أبيه وإخوته ومن يحتاج إليهم .. 

( الزيارات : 1٬269 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *