أيها الإنسان

 أيها الإنسان

أنت خليفة الله في هذه الأرض، ومؤتمنٌ على عمارة هذا الكون، وأنت أكرم المخلوقات على الله وأحبهم إليه، فامش في هذا الكون كما أمرك ربك، واعمل الصالحات، ولا تظلم ولا تقتل ولا تفعل الفواحش والمنكرات، وأحسن ما استطعت إلى الآخرين من أهلك وقومك والناس أجمعين، ولا يدفعنك الغرور للإساءة لغيرك ممن هم أضعف منك، فهذا لا يليق بك، وهؤلاء هم خلق الله فاحترم انتماءهم الإنساني، وإياك أن تعتدي على حياة إخوانك في الإنسانية أو تظلم أحداً منهم، أو تسرق ماله، وعامل الناس كما تحب أن يعاملوك به، ولا تغتصب حق أي إنسانٍ آخر، ولا تكرهه على أمرٍ لا يريده، ولا وصاية لك أيها الإنسان على أخيك الإنسان ، واحترم إرادة الآخرين فيما يختارون لأنفسهم، وقف دائماً مع المظلوم ضد ظالمه، ومع الضعيف ضد كل من يحاول إذلاله، وانتصر للحق وارفع رايته، وأطعم الجائع وأسعف الجريح وداوي المريض، وأسقط شعار الحقد , وأوقف حقد الحاقد بالإحسان إليه، ولا تنتقم من عدوٍ إذا تمكنت منه، وعامله بالإحسان فإن لم تستطع فعامله بالعدل، والناس سواءٌ في مكانتهم الإنسانية وفي حقوقهم، ولا يكره الإنسان على ما يريد، ولا يسلب حقٌ من صاحبه ، والشعوب متساويةٌ متكافلةٌ في الدفاع عن القيم الإنسانية، والحروب العدوانية مدانة، والتوزيع العادل للثروات حقٌ وهو مطلوبٌ ، والأمر العام يستشار فيه أهله، ولا استبداد في الحكم، ولا احتكار لما احتاج إليه الناس ، ولا يُحرم إنسانٌ من طعامٍ ولباسٍ وسكنٍ وتعليمٍ وعلاجٍ ، كما لا يُحرم إنسان من حريته ، ومن قُتل غيره ظلماً يقتل به , ومن احتل أرض غيره يطرد منها ويعاقب ’ ولا شرعية لمال ظالمٍ ، والأرض لله ,وهى من الثروة الكونية كالبحاروالفضاء والهواء, وينتفع كل جيل بما يحتاج اليه منها ، ويستحق الأجير قيمة عمله، وكل ما ارتبطت به الحياة ثابتٌ للإنسان بالوجود الإنساني ، والشريعة الإلهية مصدرٌ للحقوق وللعدالة، ولا قداسة للبشر ولا للأفكار ولا للاجتهادات العقلية، والمصالح الاجتماعية هي هدفٌ وغايةٌ، وما يحقق هذه المصلحة فهو مشروعٌ، وما يؤدي إلى مفسدةٍ وظلمٍ فهو ممنوعٌ ومذمومٌ، وتُحترَم الأديان السماوية كما تحترم عقائد المجتمعات الأخرى القائمة على أساس الإيمان بالله والدعوة للأخلاق الحميدة , وتحترم كل الثقافات والخصوصيات والمذاهب والطوائف والقوميات والأفكار والاجتهادات المفيدة والنافعة والمحققة للمصالح الإنسانية ، وإرادة الشعوب تحترم فيما يخص تلك الشعوب، ولا شرعية للقوة في مجال الحقوق والسياسة الدولية، والسلاح النووي جريمةٌ، وتدميره واجبٌ أخلاقيٌ ، واحتكار التكنولوجيا والمعرفة العلمية ظلمٌ وأنانية ، والثروة الكونية كالبيئة والفضاء والبحار والعلم والإنسان والطبيعة هي ملكٌ لكل الشعوب ، وكل جيلٍ مؤتمنٌ على عصره ، ولا وصاية لجيلٍ على جيلٍ ، فالأجيال متكافئةٌ في المكانة والحقوق ، وشرعية الحكم مرتبطةٌ بصحة التفويض، ولا يورث الحاكم مالا يملك من الحقوق المؤتمن عليها ، وإرادة الأمة هي مصدر الشرعية فى الحكم ، والفقراء شركاءٌ للأغنياء فيما يملكون وفقاً لما قررته أحكام الشريعة ، والأسرة محترمةٌ ,والعلم يستفاد منه فى الانجاب بشرط الاّ يؤدي إلى اختلاط الأنساب وهدم الاسرة ، والمرأة مساويةٌ للرجل فى الحقوق الانسانية وشريكةٌ له فيما شاركت فيه ، والاحتشام في المظهر والسلوك ظاهرةٌ حضاريةٌ وأخلاقيةٌ، والعنف ضد الإنسان مذمومٌ ، والعنصرية والتعصب جهلٌ وأنانيةٌ ، والفساد مرضٌ اجتماعيٌ ويجب مقاومته ..والحوار أسلوبٌ حضاريٌ، والاجتهاد حقٌ لكل من يملك أدواته ،ولايقبل التقليد فى العقيدة , ولا عبودية إلا لله تعالى ، وقيم الحرية يجب أن تطارد قيم العبودية في كل المجتمعات الإنسانية لكي يتحرر الانسان من سيطرة الانسان على اخيه الانسان… … 

( الزيارات : 2٬038 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *