أيها الاقتصاديون

أيها الاقتصاديون

d8b9d8acd8b2-d8a7d984d985d98ad8b2d8a7d986-d8a7d984d8aad8acd8a7d8b1d98a


أنتم متهمون من مجتمعكم والبعض من هذه الاتهامات صحيح , والبعض الآخر ليس صحيحاً, وقد يكون بعضكم مسئولاً عنه وأخطاء البعض تشوه صورة الكل ويتحمل الجميع أوزار ما يرتكبه البعض من أخطاء وما يمارسه من سلوكيات…
فأنتم متهمون بالأنانية في البحث عن مصالحكم الشخصية ولا تلتزمون بأي قيمة أخلاقية أو مصلحة اجتماعية في تحقيق المكاسب المادية …وإنكم مسئولون عن الفساد الإداري والسلوكي وتجاوز القوانين وإفساد القضاء وشراء الضمائر وتسخير أصحاب النفوذ لتمرير مخالفاتكم وبتمكينكم من الحصول على الثروات والاحتكارات والامتيازات والرخص الاستثنائية , وتملكون إمكانات كبيرة في التهرب من الضرائب والجمارك والغرامات المفروضة عليكم …
وأنتم تستخدمون قوتكم المالية وهي سلاحكم للحصول على ما تريدون من قرارات تمكنكم من تحقيق الأرباح الفاحشة على حساب مجتمعكم المثقل بأعبائه المادية وأزماته المرتبطة بعجزه عن تلبية حاجاته الضرورية في العمل والغذاء والسكن والتعليم والعلاج.. وفي الوقت الذي تطبق القوانين على المواطن الضعيف فإنكم مخدومون وتملكون القدرة على التخلص من القانون ولا أحد يحاسبكم عما تفعلون.. فإذا صح ما يتهمكم به مجتمعكم فهذا ظلم والظلم لا يدوم ..وليس من مصلحتكم أن تكون هناك كراهية ضدكم كطبقة اجتماعية , وقد مضى عهد القوة والامتيازات الطبقية..
ولم يعد المواطن يقبل بما كان قائما من قبل ,وبخاصة في الأرياف وفي المصانع وفي الإدارات من امتيازات طبقية وسلطة الإنساب والأموال ,وليس هناك ما يمنع من التفاوت في الثروات ، ولكن هناك ما يمنع من حصول الثروات عن طريق الظلم والامتيازات والاحتكارات وتجاوز القوانين والفساد في الإدارة والقضاء …،واحتكموا إلى ضمائركم ،ولا شرعية لمالٍ حرامٍ جمع عن طريق الظلم الاجتماعي، فإذا راعيتم الله فيما تستثمرون , والتزمتم بالضوابط الشرعية والقانونية العادلة فلا أحد يمكن أن يلومكم على ما تفعلون، وإذا ثبتت التهمة عليكم فتوبوا إلى الله وعودوا إلى الصواب ,وأقلعوا عما تفعلون ، وأدوا حقوق مجتمعكم عليكم في الزكاة والضرائب ، وساهموا في مساعدة الفقراء من أبناء شعبكم ولو كلفكم ذلك تضحيةً في بعض ما تملكون، ولا تدفعوا الجياع والمستضعفين للتمرد على النظام الاجتماعي الذي يحميكم والذي ساهمتم في صياغة معالمه وفقاً لمصالحكم , ولا تستظلوا بمظلمة الدين وشرائكم العواطف الدينية بالتبرعات لأعمال الخير من فتات ما تملكون ، فالإسلام لا يحمي المال الحرام ولا يعترف بأي مالٍ جمع عن طريق الظلم والاحتكار والربا واستخدام النفوذ ، ولا أحد يمكنه أن ينقذكم في الدنيا من العدالة الإلهية ،ومال الحرام ذاهبٌ و ممحوقٌ فلا تطمئنوا إلى دوامه ..

فلا تستثمروا اموالكم فيما يضرّ الناس ،ولا تحتكروا ما يحتاج إليه الناس ، ولا تنتجوا ما يضر مجتمعكم ،ولا تتحدوا مشاعر الفقراء بترفكم و بذخكم وحفلاتكم ، ولا تحتموا بقصوركم الشامخة فإنها لا تحميكم من الغرق إذا سالت الوديان بجموع الغاضبين والبائسين، و أوجه رسالة نصحٍ قبل فوات الأوان، واقرؤوا التاريخ ,,وسوف يتبين لكم صدق ما أنصحكم به ،واعرفوا الله في أيام عزكم ورجاهكم لكي يعرفكم في أيام أزماتكم وشدائدكم، فالظلم لا يدوم أبدا..

( الزيارات : 1٬534 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *