أيها الدعاة

 أيها الدعاة

2013-635019151386396496-639

اتقوا الله فيما تقولون وأخلصوا النية وتوجهوا إلى الله بالدعاء أن يشرح الصدور لكلامكم وأن يلهمكم الكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة وأن ينفع الله بكم عباده فإذا أخلصتم فى دعوتكم كان عملكم عبادة وأثابكم الله عنه خيرا ومثوبة …ولا تجعلوا الدعوة إلى الله مهنة لكم ولا تجارة ولا تبحثوا عن الجاه والسمعة فإن أخلصتم فسوف يرفع الله من شأنكم. وابدؤوا بأنفسكم فأنتم أحق بالهداية, والتزموا بما تقولون وكونوا القدوة لغيركم باستقامتكم والتزامكم بالحق ، وهذا هو الشرط الأول لنجاحكم في الدعوة ، وأحسنوا في اختيار ما تقدمونه للناس واختاروا النافع من القول , وكونوا المرشد لطريق الحق والهدى ، ولا تبالغوا فيما تروون من الحكايات، فالعقول لا تحب تلك المبالغات التي يرويها بعض الدعاة ولا ترووا الأحاديث الموضوعة فالعلماء مؤتمنون على ما يروون من الأحاديث الصحيحة والحكايات المفيدة التي تُستمد منها العبرة، وقدموا للناس ما ينفعهم من أمور دينهم وقرّبوا الناس من الإسلام ولا تنفروهم منه, وأعطوهم الأمل ولا تغلقوا في وجوههم الأبواب ولا تخيفوهم ولا تضيقوا لهم الخناق ويسِّروا الأمور على النّاس في أمور دينهم بمقدار ما يسرت الشريعة ذلك، ولا تفرطوا في أيّ حقٍ من حقوق الله فأنتم مؤتمنون عليها وكونوا رموزاً طيبة للدعوة لكي ينصت النّاس إليكم وتصل كلمتكم إليهم وإياكم والكلمة النابية، فإنها لا تليق بكم ولا ينبغي أن تصدر عنكم، ولا تتنافسوا أيها الدعاة فيما بينكم، فأنتم تؤدون رسالة واحدة، ومن أحب الله وعمل في سبيل الله فإنّ قلبه لا يتسع للحقد على أحد من خلق الله , وليكن شعاركم هو الرحمة بالخلق ولو كانوا مقصرين ومذنبين ، فمهمة الدعاة أن يخاطبوا هؤلاء وأن يمدوا يدهم إليهم لإنقاذهم مما هم فيه , ولا تحرصوا على استمالة الناس فيما يضرهم من أفكار، فالمرشد ينهض بالهمم ويقاوم الجهل والانحراف , ولا تتقربوا إلى النّاس بالمواقف المتشددة لكسب ثقتهم ولا تحرموا عليهم ما لم تحرمه الشريعة عليهم فأنتم مؤتمنون على الشريعة من غير تشدد ولا تفريط ، ولا تجعلوا الدعوة مهنة لكم ولا تجعلوها مطية لكم لتحقيق أهداف شخصية فإن فعلتم ذلك فقد أسأتم للدعوة وصرف الله القلوب عنكم، والإخلاص مطلوب في الدعاة ولا دعوة بغير إخلاص ، والإخلاص أن ينسى الإنسان ذاته ويعمل لله تعالى وأن يبتعد عن الرياء والتكلف والتظاهر بما ليس فيه، ولا يجوز لجاهل بأحكام الشريعة أن يتصدى لمهمة الدعوة لأنّه إذا فعل ذلك فسوف يقع في أخطاء كبيرة وقد يقلده الناس في ذلك وبخاصة في مجال العقيدة والأحكام الشرعية، ويجب ألا يتصدى للدعوة إلا من يملك أدوات الدعوة وأهمّها المعرفة بالقرآن والسنة وتاريخ السيرة والعلم بالأحكام الشرعية والإيمان بما يدعو إليه والإخلاص والتقى والورع والاستقامة، بالإضافة إلى ما يحتاجه الدعاة من وحسن الأداء وجمال الخطاب. 

( الزيارات : 2٬707 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *