أيها العلماء

أيها العلماء

30167602


أنتم ورثة الأنبياء في نصرتكم للحق ودفاعكم عن حقوق الإنسان والفضائل السلوكية والقيم الإنسانية، وأنتم مظنة التقوى والورع والاستقامة والنزاهة، وأنتم تتكلمون باسم الدين وتبينون أحكام الشريعة، وتقفون على المنابر لدعوة الناس إلى العمل الصالح ومقاومة كل المنكرات في مجتمعكم، فكونوا كما هو الأمل فيكم رسل خير ودعاة إصلاح.

وأهمُّ ما تدعون إليه هو تصحيح العقيدة والإيمان بالله ونبذ كل العقائد المنحرفة والأفكار الفاسدة، وثاني ما تدعون إليه هو مقاومة الظلم الاجتماعي وتحرير الإنسان من العبودية , ودعوة الضعفاء للمقاومة للدفاع عن حقوقهم المشروعة في كل ما يحقق الكرامة الإنسانية، وثالث ما تدعون إليه هو الدعوة إلى التمسك بالأخلاق الإسلامية كالصدق والاستقامة والأمانة ومحبة الآخر والتواضع والتسامح..

وأنتم مدعوون للقيام برسالتكم في المجتمع، وهي رسالة الإصلاح والتربية والإرشاد والتوجيه والنهوض بالمجتمع، ومقاومة السلوكيات الفاسدة والقيم المنحرفة، والدفاع عن المظلومين والمستضعفين، وتحرير المجتمع من قيم العبودية، فأنتم دعاة للحرية والعدالة والمساواة، وإياكم أن تتحالفوا مع الظالمين ضد المظلومين ومع الحكام ضد المحكومين، ومع الأغنياء ضد الفقراء، وارفعوا رؤوسكم أمام الظالمين لكي يقتدي الناس بكم، ولا تكونوا مطية لظالم أو محتكر أو مغتصب لكي يحتمي بمظلة الدين لتبرير ظلمه وطغيانه، وقاوموا الظلم ولا تبرروه، وارفعوا شعار المقاومة وليس شعار الاستسلام، وكونوا رموزاً للاستقامة والنزاهة والعفة، ولا تطمعوا في أموال من حولكم، ولا تسيئوا لسمعة العلماء فيما يرتضيه البعض منكم من مواقف خاطئة، ولا تقفوا خلف ذوي النفوذ والسلطة فلا خير في جاه العلماء إذا جاءهم عن طريق السلطة والمناصب العالية، ولا يغرنّكم إغراء الأغنياءلكم فهؤلاء لا يعطونكم المال إلا بعد أن يأخذوا منكم أضعافه من كرامتكم ، ولا تستميلوا عواطف العوام بالتملق لهم، ولا بالمبالغة فيما تحدثونهم به عن أنفسكم، ولا تتظاهروا بما ليس فيكم من صفات، وأهمّ من هذا أن تزهدوا فيما بأيدي الناس من المال والنفوذ والجاه والمتاع ، فأنتم أكبر منهم بعفتكم ونزاهتكم ، وأنتم أصغر منهم إذا طمعتم فيهم ، وسوف ينظرون إليكم نظرة استخفاف وتبعية، ولا يليق بالعالم أن يكون كذلك، وصاحب الهمة يأبى التبعية والمذلة والانقياد، ولا يبيع العالم كرامة العلم بمتاع الدنيا، ولا يساوم على المواقف… ونزاهة العلماء ضمانة لكرامتهم، وإذا طمع العلماء في مال الآخرين أذلوا العلم وأزالوا هيبة العلماء، فالعالم قوي بسمعته ونزاهته واستقامته، ولا يجدر بالعالم أن ينافق أو يتملق أو يساوم أو يدافع عن ظلم أو يبرر الأفعال الخاطئة ، ويُعذَر الإنسان إذا أخطأ وتاب، ولا يُعذَر العالم إذا أخطأ وهو يعلم الخطأ ، لأنه رمز للفضائل وهو قدوة، والويل للأمة إذا فسد علماؤها، وفساد العلماء هو أخطر ظاهرة اجتماعية، وينذر بانهيار عظيم، وعلماء السوء هم أخطر على الإسلام من أعداء الإسلام لأنهم يشوهون صورة الإسلام بمواقفهم المخجلة , وتبريرهم للمظالم الاجتماعية, وأطماعهم في السلطة والمال والجاه الاجتماعى…

( الزيارات : 3٬299 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *