أيها المسجد

 أيها المسجد

quba

أنت البيت الكبير ولا يمكن لأيّ كبير أن يكون كبيراً عندما يدخل إليك، وأنت تستقبل الكل ولا أحد يمنع من دخولك، ومن استجار بك أجرته , ومن استعان بك على ظالمه أعنته ,وكل كبير فيك فالله أكبر منه، والكل يردد في كل حركة من حركاته في ركوعه وسجوده وقيامه وجلوسه الله أكبر، وما أجمل هذه الكلمة التي يرددها كل من يدخل إليك فحافظ أيها المسجد على قدسية مكانك ، ولا تسمح أن يُرفَع أي اسم داخل جدرانك وأن يُستخدَم منبرك لغير ما أُعدَّ له , فما جاء إليك الناس إلا لعبادة صاحب البيت ولا لذكر أي اسم غير ذكر الله، فلا يذكر في بيت الله إلا اسم الله جلّ جلاله، ولا جلالة لغيره فى بيت الله ، فمن دخلك أيها البيت العظيم متكبراً شامخاً فعليه أن يسجد لله والمسجد مكان للسجود والطاعة لله. أيها المسجد يقصدك المستضعفون والمظلومون والمضطهدون والمحرومون ويروا في فضائك الرحب الراحة والطمأنينة, فليكن منبرك هو منبر للدفاع عن هؤلاء المستضعفين، فهم بحاجة إلى هذا المنبر لكي يقف إلى جانبهم، ولا يمكن لمنبر المساجد أن يكون منبراً لغير هؤلاء ، فلا يمجد فيه إلا الله ولا يشكر فيه إلا الله ولا يستظل بمنبر المسجد إلا من أطاع الله واتبع شريعته من الحكام والأغنياء والزعماء ، فمن عصى الله بظلم فليخرج من تحت هذه المظلة وليبحث عن منبر آخر ليس منبر المساجد, وينبغي الارتقاء بمستوى منبر الجمعة وبخطباء المسجد واختيار أهل العلم والمعرفة والذين يحسنون فيما يقولون وكلما ارتقى منبر الجمعة ارتقت مفاهيم الدين وحسنت التربية الإسلامية ، والمسجد مكان للعبادة والتربية والعلم وتقام مجالس العلم في المساجد وكل مسجد ينبغي أن يضم مدرسة إلى جانبه لتعليم القرآن للأطفال وحلقات العلم ، ولا ينبغي أن تنطفئ أنوار المساجد أبداً، والعلم هو الذي ينير هذه الأنوار. ولا يُستخدَم المسجد في غير الغاية التي أُعدَّ المسجد لها، وهي العبادة لله تعالى والعلم والذكر، ولا يستخدم المسجد للسياسة ولا للصراعات على السلطة فالدين يوحّد والسياسة تفرق، والمساجد هي بيوت الله تخدم ولا تستغل ولا يُمنَع منها أي أحد ولا يقع التنازع فيها ولا التنافس عليها ولا يستغلها أحدٌ لأهداف شخصية ، ولا سلطة في المسجد إلا لله تعالى. وليتق الله المؤتمنون على المساجد من استخدام المساجد لغير أهدافه ، ولا يرتقي منبر المسجد إلا من كان مؤهلاً لذلك من العلم والاستقامة والنزاهة والتقى والخوف من الله ، ويمكن للمساجد أن تقوم بدور اجتماعي وإنساني لخدمة المجتمع ومساعدة المستضعفين، وينبغي العناية ببناء المساجد من غير تكلف ولا زخرفة في العمران ، ومن غير بذخٍ مذموم، مع الاهتمام بالنظافة والإعداد اللائق ، وتشكل في كل مسجد لجنة مختارة من سكان الحي للإشراف على حسن سير المسجد ، ولا يُحتكر أمر المسجد ولا يُستغل لأيِّ هدف غير أهداف المسجد ، وتحترم اختيارات المصلين والاختلاف المذهبي، والمسجد لكل المسلمين ، وكل من استدل على رأيه بدليل شرعي يحترم رأيه ويناقش فيه ، ويجب على مؤذن المسجد أن يحترم مشاعر السكان المجاورين للمسجد فلا يؤذيهم ويحرص على مراعاة مصالحهم فلا يرفع صوته في أوقات راحتهم ، ويراعي راحة الأطفال والمرضى ولا مبرّر للأدعية في الليل ، ولا لاستخدام المسجد أو المئذنة لغير الغاية المرجوة منها 

( الزيارات : 2٬827 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *