إعتداء آثم

إعتداء آثم

لم أشعر في حياتي بحزن مثل ذلك الحزن الذي شعرت به في تلك الليلة المظلمة الكئيبة..ما زلت أشعر بقسوتها وألمها ..كنت أسير أمام باب جامعة حلب .. رأيت مجموعة من السيارات تتوقف فجأة وينزل منها عشرات الرجال الأشداء القساة في ملامحهم يحملون العصي والبنادق والأسلحة الخفيفة .. اقتحموا الأبواب بقوة وقسوة .. بعد قليل بدأت أصوات استغاثة وصراخ .. بدأ صوت رصاص وانفجارات ..شعرت أن فلذات الأكباد من شبابنا الذين نعدهم للمستقبل يضربون ويذلون ويلاحقون في ممرات الجامعة وفى قاعاتها الدراسية ..تمنيت أن اصرخ في وجه هذه العصابة الآثمة ..كفى ..كفى .. هؤلاء أبناؤنا .. هؤلاء هم أغلى ما نملك ..ما زالت الأصوات في أذني أسمعها في كل ليلة ..

أدركت يومها أن الظلم لن يدوم .. وإن تلك الليلة المرعبة ستكون وقود الغضب الذي يحرك المشاعر لمقاومة الظلم والظالمين ..وإن الله سينصر هؤلاء الشباب الأبرياء الذين يحلمون بالحرية والكرامة كما يحلم كل الشباب في كل مكان..

 

( الزيارات : 2٬812 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *