احترام الانسان معيار للتميز عند الله

 

 كلمات مضيئة…احترام الانسان  اولا .

كنت كثير التأمل فى الظاهرة الانسانية , الانسان  اولا وهو المخاطب والمؤتمن والمكلف , اداة الفهم هو العقل الانسانى الذى يتميز به الانسان عن الحيوان , هناك عقل غريزى يملكه كل الناس الذىن يتمكنون به من معرفة ما يمكن ومالا يمكن , ماكان مستحيلا لا يمكنه ان يكون , الانسان يتميز بحسن ادراكه لما ارتبط امره به من اسباب حياته , يشتهي الانسان ما ارتبطت حياته به من الطعام والشراب ويغضب عندما يمنع مما يحتاجه , الطفل الصغير لا يميز بين ما له  حق فيه وبين مالا حق له فيه , الطفل عندما يرى لعبة يريد ان يمتلكها ولو كانت لطفل اخر , وعندما يمنع يبكى ويغضب , من كان يملك القوة يأخذها  قهرا ولا يبالى بمن يغضب منه , عندما يرضخ والده لطلبه يعتاد على العدوان على كل من هو اضعف منه , انه يعتقد انه الافضل والاقوى ومن حقه ان يمتلك ما يريد , وهنا تكبر انانيته وتتحكم فيه اهواؤه , ويطمع فى كل ما يملكه غيره , وهكذا يطمع الاقوى فى الاضعف , مهمة العقل ان يعلمك الا تتجاوز ولا تعتدى , ولكن العقل الغريزى وحده لا يمكنه ان يمسك بزمام صاحبه , لان من اعتاد العددوان على الاضعف منه يعتقد انه الاولى بكل ما يريده , عاملان مؤثران يضبطان سلوك الانسان , الاول هو العقل الذى به يكون التمييز , والثانى هو العلم الذى يغذى العقل بتجارب الانسان , فيدرك به ان لكل انسان فضاءه الخاص به ولا يمكن ان يتجاوزه لانه من حق الاخر ان يتحرك فى فضائه الخاص به , العلم يعلمك ان ما تجاوزت فيه فليس حقا لك واذا تجاوزت فان صاحب الحق الاخر سيغضب اولا بطريقة غريزية ثم سيقاومك ويصدك ويمنعك , العقل وحده لا يكفى ولا بد من تغذيته بالعلم لكي  يحسن الفهم فلا يتجاوز , الاقوياء لايفهمون هذا المنطق لانهم اعتادوا ان يتجاوزوا لانهم اقوياء , والاقوي يملك ما لا يملكه الضعيف من الحقوق , كل الطغاة كانوا يعتقدون انهم يملكون مالا يملكه المستضعفون , وهنا يبرز الركن الاهم وهو الدين الذى يجرد الطغاة من قوتهم فهم كالاخرين عند الله , وهم عبيد لله , وهم لا يملكون اي حق لا يملكه غيرهم لا فى مال ولا فى سلطة ولا فى مكانة عند الله الا بعملهم ولا سلطان لاحد من الخلق على غيره الا بارادة منه وتفويض , ولكل كسبه وقيمة عمله , الوصاية على الصغار ولا وصاية على الكبار وهم مؤتمنون على كرامتهم وحياتهم , التاريخ يعلمنا وهو المصدر الاهم للمعرفة الانسانية ان المستضعفين عندما يضيقون بالظلم يصبرون طويلا ثم يثورون على من اغتصب حقا من حقوقهم , رسالة الدين انه يعلم الانسان كامل حقوقه التى اكرمه الله بها , حق الحياة وحق الكرامة الانسانية , وعندما تكون الحياة حقا فالحق فى اسبابها مضمون , ولا احد يملك ما لا يمكه الاخر مما اراده الله  رزقا لكل عباده , ما ئدة الله ممدودة والكل يأكل منها ولا احد من طغاة الارض وسفهاء الترف  يحمل معه شيئا , كل انسان يملك ما يكفيه ولا يتجاوز لان التجاوز ظلم وعدوان على كل الباقين , الاقوياء صاغوا مفاهيم للعدالة تبرر لهم تجاوزاتهم , واعادوا صياغة المفاهيم والاخلاق والقيم لكي تحميهم من المنكرين عليهم , الدين حليف المستضعفين والمظلومين وهذه رسالة الدين ومهمة الانبياء فى كل العصور  , عندما يكون الدين لله يكون كما اراده الله يقاوم الظلم والطغيان ويدعو الى احترام كرامة الانسان , لا شيء من الظلم يقره الدين , والعدوان على اي حق للمستضعفين فى حياتهم واسباب كرامتهم ليس من الدين , حق الله على الخلق ان يؤمنوا به ويقوموا باداء حقوقه وان يختاروا لانفسهم ما يحقق لهم مصالحهم المشروعة من غير ظلم ولا عدوان , لا احد اقرب الى الله ممن عمل صالحا , وهذا هو معيار القرب من الله , ولكل مجتمع اختيارته التى تلائمه وتعبر عن مصالحه العادلة , بشرط الا يتجاوز اصلا من اصول الدين , لكل مجتمعه ان يعبر عن فهمه لما يريده الله منه وان يختار الطريق الذى يختاره , والكل مكلف ومخاطب , الانظمة والافكار  هي جهد المجتمعات فى اختيار ما يلائمها تقترب او تبتعد عما اراده الله منها , ولا احد اولى بفهم الدين من احد الا بدليل وحجة , والناس سؤاء فيما اختلفوا فيه , كل طريق يقود الى الله فهو صحيح وكل طريق يبعد صاحبه عن الله فلا يعتد به , ومن بحث عن الحق فهو اقرب الى الله ممن تعصب لباطل او اساء وانحرف وظلم , كل مجتمع مخاطب ومؤتمن وما يراه يعبر عنه ولا يحتج به لانه جهد انسانى يعبر عن حاجة مجتمعه ,  مهمة كل مجتمع ان يختار لنفسه النظام الذى يراه الافضل له فماحقق هدفا من اهداف الدين استقامة وخلقا وعدلا وكرامة للانسان فهو احب الى الله , وما اقترن منه بظلم وعدوان واذلال للانسان فليس من الدين وهو من الجاهلية التى غذاها الجهل بما يريده الله من عباده ..

( الزيارات : 654 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *