احترام المواقف

احترام المواقف

علمتني الحياة أن أحترم الآخرين لمواقفهم الكبيرة لا لمواقعهم ولو كانت كبيرةً , ومن كَبُر بموقعه ولم يكن مؤهلاً لذلك فسرعان ما يصغُر عندما يفقد ذلك الموقع , ومن كَبُر بذاته ومواقفه كَبُر الموقع به , وأصبح رمزاً للأعمال الكبيرة , ويكبر القاضي بعدالته ويكبر الحاكم بمواقفه , ويكبر الأب برحمته وتكبر الأمّ بتضحياتها , ويكبر العالِم باستقامته ويكبر الشيخ المربي بصدقه ونزاهته , ويكبر الجار باحترامه لحقوق جاره ولمشاعره , وتكبر الزوجة بوفائها لزوجها في الشدائد ويكبر الزوج بمشاركته لزوجته في حمل أعبائها ويكبر المعلّم بحبه لطلابه وتفانيه في سبيل تعليمهم , ويكبر التاجر بصدقه وأمانته , ويكبر العامل بإتقانه لعمله …ولا يمكن أن يكبر أحد بالظلم والعدوان والقوة الطاغية والقسوة , فالأوهام لا تبني صروح البنيان , ومن كبر بالوهم والظلم فلا بدّ إلا أن يصغر وسقوط الطغاة حتميٌ ولو بعد حين , فلا يفرحنَّ أحد بقوة سوف تزول عنه , فإن جاءته فجأةً فعليه أن يحسن استخدامها فهي اختبارٌ له وابتلاء , فمن شكر الله عليها أعانه الله عليها , وسدّد خطاه , ومن تجبر وتكبر وظلم واعتدى فلا بدّ له من نهاية قاسية , واُحذِّرُ كل العقلاء أن لا يكونوا سيفاً لظالمٍ يضرب به خصومه ، وأخصُّ منهم رموز الاستقامة والفضيلة كالعلماء والقضاة والقادة والمفتين , وهؤلاء لا عذر لهم إذا أخطأوا , فمن حَكَمَ من القضاة ظلماً أو أفتى لظالم بما يريدُ فعلَه فقد خان الأمانة , وسقط من أعين الناس .

( الزيارات : 1٬684 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *