احلام الطامحين مشجعة

 ..

 

علمتني الحياة

أنّ من يحلم بالنجاح لا بدّ إلا أن يحقّق النجاح , لأنّ الحلم يُثمر الإرادة والإرادة تثمر العزم والعزم يثمر بذل الجهد  وكلّ جهدٍ متقن لا بدّ أن يؤدي إلى النجاح , قد لا تتحقق كلّ الأحلام ولكن لابدّ من أن تثمر أحلام العقلاء والجادين نجاحاً فيما انصرفوا إليه قد يتعثرون في البداية ولا بّد من ذلك  وقد يُصابون بالإحباط ولكن لا يستسلمون للفشل ولا يسيطر عليهم اليأس , وإذا سقطوا فسرعان ما ينهضون فالوقود الداخليّ يحركهم , وأحلام الماضي تزورهم في كلّ حين وتسيطر على تأملاتهم وهؤلاء يحتاجون لكلمة مشجّعة قد توقظهم من غفوة الفشل وكأنّها الكلمة المنتظرة التي يحبون سماعها .. ألا وهي كلمة الأمل , ولا شيء كالإيمان بالله يبعث الدفء في قلوب اليائسين , فإذا كانت إرادة النّجاح ما زالت حيّة في نفوسهم فكلمةُ أملٍ واحدةٌ قد يسمعونها صدفة فيتحرك ما في داخلهم , وكأنّهم خلقوا من جديد ويعودون إلى السير من جديد , بإرادة أقوى وعزيمة أمضى , ويتعلمون من الفشل دروساً وعبراً , وهذا هو سرّ النّجاح وهو أن تتعلم من تجربتك الشخصية , والذي لا يعرف الفشل معرضٌ للفشل في كلّ حين , فالفشل يدفع صاحبه لمراجعة أخطائه وهو الحوار الداخلي الأدق , ويعترف الإنسان بما كان يأبى الاعتراف به , ويحاسب نفسه وهذا هو اللّقاح الأهمّ من الفشل فمن لم يعرف المرض وآلامه لا يمكن له أن يهتم بصحته , ومن لم يعرف ألم الخسارة لا يمكن أن يفرح بالربح , والأزمات مصانع الرجال , والمحمولون على أكتاف غيرهم فقلّما ينجحون , وإذا سقطوا عنها أو اُسقطوا فقلّما ينهضون , وأحياناً تضيق الأكتاف بمن تحمله إذا انتهت مهمته ، وتضيق به ، وأحياناً ترميه بقسوةٍ إذا أصابه الغرور أو نسي حجمه الطبيعيّ أو لم يؤدّ المهمّة المطلوبة منه ؛ والأحلام هي ثمرة للطموح ، ويعبر الشخص الطامح عن طموحه بأحلام اليقظة ، وقد يغالي في هذه الأحلام ، وقد يرى نفسه كبيراً في مرآة نفسه ، وقد لا يراه الآخرون كذلك ، فإن لم يقترن الحلم بالإرادة والعزم والجهد انتقلت الأحلام إلى أوهام ، والوهم يفسد صحة النفوس ، ويطالب الشخص الواهم من الآخرين بأن يعترفوا له بما لا يملكه من كفاءةٍ وعلمٍ ونسبٍ ومكانة ٍاجتماعيةٍ ، فإن لم يعترفوا له بما يعتقده في نفسه سيطر الحقد عليه وأفسد مزاجه وأبعد النّاس عنه ، بسبب ما يصدر عنه من مشاعر حاقدة ونقدٍ لكلّ الآخرين واتهامهم بالتقصير والعقوق ، فأحلام العقلاء تقودهم إلى النّجاح ، وأحلام الكسالى تقودهم إلى الأوهام والأحقاد ، وأحلام الطغاة المستبدين تقودهم إلى العدوان والحروب وسفك الدماء ، ولا يُبنَى مجدٌ على أنقاض جماجم الأبرياء ، ولا ينبت الورد في أرضٍ سقيت بالدماء ، أما أحلام الطامعين في الثروة فتقودهم إلى الظلم والرّبا والاحتكار فإن ملكوا السلطة والقوّة فقد استحلوا أموال الآخرين واغتصبوا حقوقهم ، وأحلام الحالمين في السّلطة تقودهم في الغالب إلى الكذب والنفاق والغدر , وخير الحالمين هم من يحلمون برضاء الله وحلم هؤلاء لابدّ إلا أن يتحقق ، ولا خوف عليهم ولو انحرفوا وهؤلاء موعودون بحسن الخاتمة .

( الزيارات : 898 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *