اختيار الصديق

اختيار الصديق

علمتني الحياة أن الإنسان يجب أن يحسن اختيار صديقه , وأن يختار الصديق الذي ينفعه ويفيده وينصحه ويرفع من همته , وأن يصدقه القول فيما يفعل , فإن فعل خيراً شجعه وإن فعل سيئاً انتقده , ومن اختار صديقاً سيئاً فمن المؤكد أنه سيتأثر به , وسيحاكيه فيما يفعله , وسوف يشجعه على فعلٍ سيء لم يكن يفعله من قبل , ولا حدود لأثر الصديق في شخصية وسلوك صديقه , وبعض الأفراد يتأثرون بسرعة بأصدقائهم , وبخاصة إذا كان استعدادهم موافقاً لما يفعله الآخرون من عمل صالح أو سيء , والقويّ من الرجال يؤثر فيما حوله ولا يتأثر بمن حوله , وهؤلاء قلة , ومعظم الرجال من أصحاب الشخصيات الضعيفة تتأثر ولا تؤثر , وتخضع للغير ولا تخضعه , وتستورد الأفكار ولا تصدر , وهؤلاء يجب أن يحسنوا الاختيار فيما يصادقون لئلا يندمون فيما بعد , والصديق الذي يرفع من همّة صديقه ويشجعه على الاستقامة ويدفعه إذا توقف ويعيد إليه الأمل إذا أصابه اليأس هو الصديق الجدير بالصداقة , وعلى الإنسان أن يبحث عن هذا الصديق وأن يمسك به وأن يجعله مرآة له , لا يكذب عليه في موقف , ومن صادق الفاسد والسيئ فلا يمكن أن يمسك نفسه عن التأثر به , والصداقة ليست لمجرد المتعة والتسلية , ولكن لكي يستفيد الإنسان منه في المواقف الصعبة بالكلمة المشجعة والنصيحة العاقلة الصادقة ..

( الزيارات : 1٬535 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *