استرضاء الناس

استرضاء الناس

علمتني الحياة أنّ من يحاول استرضاء الناس بغير ما هو مقتنع به وبما يتنافى مع قناعته وكرامته وضميره فقد سار في الطريق الخطأ ، وقلّما يرضي الناس ، وسرعان ما ينقلبون عليه ، وهو سيندم حتماً وستكون خسارته كبيرة ، وإن ظهر له الأمر في بدايته نجاحاً وانتصاراً ، فالأمور بخواتيمها ، ولا يمكن لأيّ إنسان إن يبنى مجده على الأوهام والأكاذيب ليرضى الآخرين ، فكلّ بناءٍ يحتاج لقواعد راسخة وأعمدة قوية ، وما يُبنَى على الرمال سرعان ما يسقط في أولّ عاصفة وينهار البناء كله ، والعاقل يفعل أولاً ما يرضي ربه ويفعل ثانياً ما يرضي ضميره وقناعته ، ولا يلتفت إلى الوراء أبداً ، وينظر إلى الإمام ويفعل ما يجب أن يفعل ولو اغضب الآخرين في البداية ، ولكن سرعان ما تنكشف الحقيقة ، ويدرك الآخر المخالف لك أنك قد قمت بالعمل الصحيح ، فيزداد احترامه لك وثقته بك ، وهذا هو رصيد الأقوياء ، وهذه الصفة من شيم العقلاء من أصحاب المبادئ والثوابت ، ومن حاول استرضاء الآخرين بما يرضي ربه ويخالف ضميره فمن المؤكد أنّه سيسقط في نظر نفسه أولاً ، ومن فعل الخطأ فقد احتقر نفسه وهذا هو طريق النهاية ، ولا يكبر الصغار بمثل هذا الأعمال , ويكبر الكبار بمواقفهم العادلة , والرضوخ للحقّ من شيم الكبار، وهذه فضيلة ، والكبير لا يرضخ لما يخالف قناعته ولو فُرِض عليه ذلك ، قد يخسر موقعه ولكنّه يكسب ذاته ، وهذه النماذج هي التي يخلدها التاريخ وتحتفظ بها سجلاته .

( الزيارات : 1٬164 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *