اسرار القلوب

كلمات مضيئة .. اسرار القلوب
امر القلوب شيئ عجيب ، ما أدركته العقول هو الشيئ القليل وما خفي من الاسرار هو الذي تخفيه الاسباب الظاهرة ، ويظن العقل انه قد ادرك ذلك ، وما أدركه الانسان هو الظاهر منها ، اما تعلقات القلوب وتحركاتها فهي من امر الله الذي لا يمكن للعقل ان يدركه وليس من اختصاصه ، ما اجهل الانسان بربه وهو يجري خلف الاسباب يظن انه بها عالم ومتحكم. ، لا شيئ من الاسباب هو الذي تتحقق به ما كان من امر الله اذا اراد الله ان يكون ، الاسباب اداة ظاهرة لكي تقام بها الحجة علي الخلق فيما هم مكلفون به ، امر التوفيق والتسديد من الامور التي خفي فهمها. علي العقل ، القلوب تنشرح وتنقبض ولا احد يدرك سر ذلك الانشراح والانقباض في العلاقات الانسانية ، تنشرح لما اراده الله ان يكون وتنقبض عمالًا يمكنه ان يكون ، انت تحب وتكره ولا تدري سبب ذلك ، وتقدم وتتراجع ولا تعلم لماذا تفعل ذلك ، وتبحث عن الاسباب الظاهرة وتبرر بها كل الاحداث في حياتك ، وتعتقد انها الصدفة وهي التي قادتك الي ما انت فيه ، ليست هناك صدفة في الوجود، وما تعجز العقول عن تفسيره تسميه الصدفة وتقنع نفسك بتلك الصدفة الواهية ، وعندما تبحث كل ذلك تجد الحكمة الالهية هي التي تحرك القلوب الي ما اريد لها ان تفعله ، ما ضقت يوما بقدر ولا غابت عني الحكمة في موقف من المواقف ، وكنتً بما اجد نفسي فيه راضيا ، لسنا نحن من نتحكم. او نقدر او ندبر ، تلك مرتبة لا يمكن للعقل ان يحيط بها علمًا مهما حاول ذلك ، تلك مرتبة ذوقية ، لا تكلّف فيها ، ومن تكلفها او ادعاها من غير ان يذوقها فسرعان ما ضاق الخناق عليه وانكشف جهله ، ويلتمس العذر له فيه ، من كان بالاسباب فلا خيار له الا ان يتوقف عند تلك الاسباب ، وهو معذور في ذلك ، ومن كان خارج الاسباب فعليه ان يرى الحكمة فيما هو فيه ومن علامة ذلك هو الشعور بالرضا والطمأنينة ، ما اجمل ان يرتقي فهمنا للحياة لكي نري الله في كل تجلياته التي لا يحدها حد وهي متجددة علي الدوام في مظاهرها. ، تلك نظرة نورانية خارج المعايير العقلية ، في لحظات التأمل والصفاء تخترق العقول حواجزالمادة لكي تطل. علي عالم الروح الذي هو من امر الله وحده ، سر التسخير ما زال خفيا ، وتدرك آثاره الظاهرة ، وهو خارج الاسباب. ، ولو كان كل مظاهره يختفي خلف الاسباب ، هناك مراتب ذوقية. عند اهل القلوب ، ومن لم يعشها فمن الصعب عليه ان يحيط بها علمًا ولو تكلم فيها ضل ضلالًا بعيدًا وكبُر وهمه في ذاته. الي ان يعتقد أنه الحق وانه من المهتدين ، ما اراده الله هو الذي سيكون في النهاية ، تلك هي مملكة الله ولا احد فيها. غير الله ، ومهمة الانسان بما يملكه من قدرات ذاتية. ان يجري لمستقر له يرى فيه كماله ، لا احد خارج ملك الله ورحمته بعباده وغفرانه ، تلك التعددية هي من الحكمة الالهية المرادة وهي من الكمال، من فهمها رآها انها من الله حكمة ، وكان بها. قريبا من كل الاخرين ، لانه رأي في كل ذلك التعدد والاختلاف الحكمة. ، ومن جهلها. وغابت عنه ضاق بمن حوله وكره وابغض ، وكان التعصب والتنافر والتباعد ، ما احوجنا الي تلك الرؤية الايمانية الروحية ذات البعد الكوني الذي تفهم عن الله ما اراده من خلق العباد ،

( الزيارات : 683 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *