اصول وفروع وتطبيقات

الشريعة الاسلامية في مفهومها العام تطلق علي االمعاني التالية ، الاصول والفروع والتطبيقات ، ولكل منهم خصوصيته ، اما الاصول فتمل كل ما جاء من عند الله وحيًا علي رسوله بصيغة الخطاب التكليفي لذلك الانسان ، ومهمة الرسول الكريم بيان. تلك الاصول بما. بما يوضح. المراد بها وكيفية القيام بها ، وكل ما جاء عن طريق النبوة فلا بد الا ان يعتمد علي اصل جامع من منطلق البيان ، ما كان من الله فطاعة الله فيه.واجبة. من غير اضافة اليه بالكيفية التي تحقق الغرض منه ، وتلك هي الاصول التي لا يأتيها الباطل ، ومهمة العقل ان يبحث عن امرين : اولا : ثبوت. تلك الاصول انها من الله بكل وسائل الإثبات للتوصل الي القطعية ، وهذا ما فعله العلماء في جمع القران والحرص علي أدائه ، وثانيا :الاجتهاد في فهم دلالاتها المرادة والاغراض المرجوة منها ، اما الفروع. وهي ما استمد من تلك الاصول ، وهي متجددة علي الدوام لكي تلائم عصرها بما يحقق الاغراض المرجوة منها ، وتشمل الفروع كل ما اجتهد فيه المجتهدون من اهل العلم والاختصاص في كل حكم من الاحكام ، ومهمة. اهل العلم. ان يفهموا تلك الاصول بما يراد منها من تلك المقاصد ، وعندما تعطي الفروع حكم الاصول وينصرف الجهد الي تلك الفروع ، يقع الجمود. وتكون مهمة كل جيل ان يهتم بجهد من سبقه ، ويفقد الأصل قيمته ويتحكم الفرع بأصله ويوجهه. ويتحكم في دلاته ، وهذا ما وقع خلال التاريخ الاسلامي عكوف علي الفروع واعتبارها من الاصول ، واتجه كل فريق للاهتمام بما ترجح له. منه ووقع التباعد بين الفرع والفرع واصبح يبني عليه، وكانت المذهبية والطائفية كثمرة لذلك التعصب ، واصبحت كلمة التراث جامعة لكل جُهد السابقين ، واصبحت مهمة كل جيل ان يخدم تراث الاجيال السابقة ويجد فيها. القداسة التي تمنع الخروج عنها وانتشرت منهجية التقليد كمنهجية كرستها المؤسسات العلمية التقليدية التي اصبحت. وصية علي تراث السابقين ، وهناك التطبيقات. المتجددة لتلك الاصول ، التي نجدها من خلال القضاء والفتاوي والتطبيقات المسماة بفقه النوازل المتجددة ، وقد تضمنت تلك التطبيقات الكثير من الاراء الفقهية الجديرة بالاهتمام التي تعبر عن. حسن فهم لنمتلك المقاصد المرجوة ، وقد ابدع فقهاء المالكية في تلك النوأزل ، واصبح لكل بلد فقهه الخاص به المستمد من مجتمعه ومن الاعراف وقيم العدالة ، وكنت اجد في فقه النوازل الكثير مما منهجية التجديد في الفروع ، وبخاصة فيما يعرف في المذهب المالكي بما جري عليه العمل من الاحكام ، وذلك فقه يستحق ان يحظي بالاهتمام وكنت اشجع البحث فيه ، لانه يعبر عن خصوصية كل مجتمع فيما يلائمه من الاحكام ، ام اكن أجد في منهجية التقليد التي كانت هي الاقوي في المناهج التعليمية التقليدية اَية فائدة سوي. حماية التراث. كما هوعليه واعادة إنتاج افكاره كما هو من غير اضافة اليه ، لست مع التقليد المطلق ولست مع مدرسة العبث بتلك الاصول. ولا بذلك التراث ، ولا الاستخفاف به ، ولست مع قداسة ذلك التراث الذي هو ثمرة لجهد العقول بالشكل الذي يعبر عن قضايا عصرها واهتمامات مجتمعها ، التطبيقات الفقهية متجددة ومتغيرة. ومعبرة عن المصالح كما ترجحت لعصرها. ، ويجب الا. نخلط بين الاصول والفروع ولا بين الفروع التي هي ثمرة لتلك الاصول وامتداد لها وبين التطبيقات المحرمة بزمانها ومكانها وخصوصية اصحابها ، ولا يحتج لها. ويستأنس بأحكامها. كمنهج الفهم يمكن الاستفادة منه ، اما الاعراف والعادات فتخضع لمعيار المصالح والمفاسد ، فما كان صالحا ومفيدا وله دلالة مشروعة فيحترم ، وماليس صالحا ولا مفيدا ولا دلالة له فيترك لاصحابه. ، وهو اختيارهم ويعبر عن اهتمامهم. ومدي رقيهم في معايير السلوك ، لا يستمد الاسلام من غير اصوله الثابتة في القران والسنة الصحيحة. من غيرتأويل يبعد الأصل عن اغراضه ومقاصده ، وكلمة الشريعة تطلق علي مفهومين : الاول. اصول الشريعة كما جاءت في مصادرها الالهية نصا من الله وبيانا من رسوله ، ثم تكون الفروع المستمدة من تلك الاصول والتطبيقات المتجددة والمتغيرة. ، واداة الفهم هو العقل بأدواته.التي زوده الله بها لكي تساعده علي حسن الفهم. وسداده ، كل الافكار الناتجة عن جهد العقول تخضع لمعايير الصواب والخطا ، لا قداسة لجهد العقول فيما ترجح لها الحق فيه ، مهمة المؤسسات العلمية ان تكون مؤتمنة علي حماية اصول الشريعة كما جاءت من عندالله عن طريق فهم مناهج. كل المجتهدين فيما اعتمدوا عليه من تلك الاصول ، وغاية تلك المؤسسات تكوين. الكفاءات. القادرة علي الفهم السديد ، بحيث يعبر عن. تطور الفكر والتأكد من بحثه عن الكمال. الذي اراده الله ، كل فكر لا يقود الي الكمال الذي يعتمد علي قاعدتين أساسيتين : الايمان بالله لاشريك له بكل ما يعبر عن ذلك من وجوب الطاعة لله واحترام الحقوق بطريقة. عادلة تعبر عن. احترام الانسان. ، واداة كل ذلك هو العقل الايماني النوراني المتحرر من صفتين : الطمع في حالة الاسترخاء والترف. ، والحقد في حالة الانفعال الناتج عن الشعور بالظلم ، اذا لم تتحرر العقول من غرائزها. الشهوانية والغضبية فلا يمكن الثقة اليها ولو احسنت. الرأي ، العقل النوراني. الذي تغذيه المشاعر الايمانية هو الذي يشعر الانسان بانسانيته. عن طريق التغلب علي تلك الانانية. البغيضة الذي تولد خواطر الشر وتزين لذلك الانسان ما حرمه الله عليه من. انواع السلوك ..

( الزيارات : 481 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *