الادب خلق وحضارة

ذاكرة الايام ..الأدب
أهم صفة تعلمتها من السيد النبهان طيب الله ثراه هي صفة الأدب ، لم اره قط في موقف انفعال ، عندما يغضب كان الغضب يظهر عليه ولا يتكلم ، وكان. يقول لمن اخطأ : الله يصلحك ، وتلك الكلمة كانت تعني الخطأ وتقال في موطن الخطأ ، تلك الكلمة كانت تعبر عن ذلك الدعاء بالاصلاح ، وكان يكتفي بذلك ولا يتجاوز ذلك وينتهي كل شيئ ، ولم اره يناقش احدا فيما اخطأ فيه ، وأقسي عقاب عندما أخطئ كان ينظر الي بطريقة خاصة كنت اشعر انني قد ارتكبت خطأً كبيرًا ، كان واسع الصدر بما يراه من الاخطاء ولا يلوم اصحابها ، وكان يتجاهل ما يراه ، لم اره يحرج احدا فيما كان من امره ، كان ينصحه بكلمة موجهة ولا يلومه ، ولا يحاسبه علي خطأ صدر منه من قبل ، بعد الفعل لا فائدة. من اللوم ، يكفي الا يعيد الانسان نفس الخطأ ، لم اره ينصح احدا في مجلس عام امام الاخرين لكيلا يحرجه. ، كان يُحسن للآخرين ويشعر الجميع بالمحبة ولا يذكر من احسن اليه بما فعله لاجله وكانه لا شيئ ، كان صبورًا ولم اره متململا او ضعيفا في موقف ، كان قريبا من كل الاخرين ، وبخاصة الاطفال والمستضعفين والعجزة وكبار السن ، وكان يداعبهم بكلمة محببة اليهم ويشعرهم بالمحبة والاهتمام ويلتمس العذر لهم ، كان يحب زيارة المرضي في المستشفيات او في بيوتهم ، وكنت أرافقه في تلك الزيارات ، وكان يحرص ان اكون معه. في معظم مجالسه وزياراته ، عندما كنت اعود من السفر كنت اشعر بفرحته وكان يهتم بي ، ويعطيني ثوبه الأبيض لكي ارتديه عندما اخرج معه الي الكلتاوية ، وكنت اشعر بفرحته ، عندما كنت اعود من السفر كان يرسل بعض أصحابه لاستقبالي عند أبواب المدينة ، وكنت اذهب اليه في المكان الذي هو فيه ، كانت رعايته. لي مؤثرة في شخصيتي فيما بعد ، مازلت اذكر الكثير من المواقف والكلمات المشجعة التي كنت اسمعها منه. ، لم يكن يريد ان يمدحني امامي ، ولكن كان يمدحني كثيرا في غيابي ، كان يحدثني عن كل شيئ ويثق بما اقول ، وكل ذلك كان يسعدني ، لا اذكر انني سمعت منه كلمة جارحة اوقاسية في لحظة انفعال ، كان ينصت لي باهتمام كبير ، كنت أحدثه بكل شيئ. ، كنت اشعر بمحبته وكان هذا مما يسعدني ، كنت ، احدثه عن كل اخباري ، وكان يفرح بذلك ، لم يتدخل قط في امر من أموري أمراً او ناهيا ، ما كنت اسأله عنه كان يجيب عنه ومالا اسأله عنه كان لا يسألني عنه ، ويعتبره من خصوصياتي ، كان يحترم كل خصوصيات الاخرين ، كنت افهمه جيدا ، وكان يقول لي انت الوحيد الذي تفهمني ، كان يسعدني ان اراه سعيدا ، لم اره قط ضعيفا في اَي موقف اوًمحنة ، وكان يتحمل كثيرا وكان صابرا وبغير تململ ، كانت أحماله ثقيلة عليه، وكان كالجبل لا تظهر عليه اثار التعب والإرهاق ، لم اره. في حالة احباط في المحن ، وما وجدته يائسا ، كان راضيا ، وكأنه لا شيئ، مارأيته يوما حريصا علي الدنيا ولا علي المال ، ولم اره مدخرا له ، ما كان معه هو لكل الاخرين ، ل كان مع المستضعف ويقف معه للتخفيف من آلامه لم يكن ، يعرف التعصب الديني ولا القومي ولا الطائفي ولا المذهبي ، وما وجدته مبغضا او يكره احدا ، كان يحترم الانسان ويريد ان يخفف من آلامه ، وكان حليف المستضعفين والمظلومين ، وكان يفكر في كل الجائعين ًويحاول ان يخفف عنهم. ولو في اقصي مكان . ، لم يكن يحب الطغيان ولا رموزه من الطغاة ، من اهل المال او السلطة ، واهم كلمة كان يرددها في مجالسه هي الأدب، الأدب مع الله اولا والأدب مع الناس ثانيا ، الأدب واحد ، وهو خلق الكبار ، ولا يُحسِنه الا الكبار ، الأدب هو الصفة الاهم التي تعلمتها من السيد النبهان ، وكان الأدب هو الميزان. الذي كنت. اعتمد عليه. في تقييم الرجال ، وهو الوصف الاخلاقي الاهم ، اذا انتفي الأدب انتفي به هو وصف اخر ، ورأيت الخير كله في الأدب ، الأدب هو الثمرة الاهم لحسن فهم رسالة الدين ، ومن حسن دينه حسن ادبه ، ومن الأدب ان تحترم. كل الاخرين ، ليست الحرية ان تفعل ما تريد وتتجاهل كل الاخرين ، كل ما يسئ للآخرين فمن الأدب ان تحترم تلك المصالح والمشاعر في كل حرية من الحريات ، ذلك هو الأدب كما افهمه ، ان تُمارس حريتك بالشكل. الذي يعبر عن احترامك لمجتمعك. في احترام حقوقهم ومشاعرهم ، لست وحدك. ، وكلما ارتقي الانسان في ادبه ارتقي مفهوم الحرية من الفردية الانانية الي الشعور بالتكافل الاجتماعي للدفاع عن الحياة ، الآداب العامة حق اجتماعي ، ويجب ان يحظي هذا الحق بحماية القانون. ، والتصدي لكل من يتحدي المشاعر الاجتماعية باي سلوك مزعج ، كل انواع السلوك الاجتماعي خاضعة لمعايير الآداب العامة. ،

 
 
التعليقات
 
 
 
 
اكتب تعليقًا…
 
 
( الزيارات : 515 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *