الادب هو البداية

ذاكرة الايام.. الادب هو البداية

تعلمت الكثير من السيد النبهان طيب الله ثراه في مرحلة الطفولة ، واهمها معاني الكثير من المصطلحات الايمانية والقيم الروحية ، كانت صوفيته مختلفة عن صوفية كل الاخرين. ، اهم ما كنت الاحظه هو كراهيته. لتلك الطقوس والتقاليد التي كانت عند الصوفية الطرقية في عصره ، اهم صفة تعلمتها من السيد النبهان طيب الله ثراه في صحبتي الاولي في سن الطفولة هي اهمية الادب بكل دلالاته. كمنطلق للتربية الروحية التى تقود الى الله ، وكان يردد في مجالسه هذه الكلمة,  وهو الشعار الذي كان يضعه في غرفته ، ويؤكد عليه. ولَم اكن ادرك معني دلالة الكلمة. ، كانتً كلمة الادب هي اول كلمة سمعتها منه في طفولتي الاولى , وظلت في الذاكرة. ، واصبحت كلمة الادب هي الكلمة الاهم في حياتي فيما بعد ، وتشمل كلمة الادب كل الفضائل ، ما يليق ومالا يليق ، واعلي مرتبة في الادب درجة الادب مع الله ثم الادب مع كل الناس علي اختلاف انتماءاتهم. بصفتهم الانسانية ، ثم الادب مع الاشياء ، قد يكون الادب مع الاشياء غريبا ، ولكن. لا بد من الادب مع تلك الاشياء الجامدة. عن طريق حسُن استعمالها لكي تؤدي المهمة التي خلقت لاجلها ، ما ازال اذكر الكثير من المواقف التي كانت تعبر عن ذلك المعني من الادب الراقى فى دلالته ، ومن الادب ان تتعامل مع الجمادات بالرفق الذي يدل علي رقيك في فهم  ما. هو مسخر لك وكانك تتعامل مع انسان ، الادب مع الكتاب ان تحسن قراءته وان تحافظ عليه لكي تعبر عن رقيك الداخلى فى احترامك للحياة ، ومن الادب ان تحسن استخدام كل شئ بما يعبر عن الكمال الذى يحققه ذلك الشيء ، ومن الادب مع بدنك الا ترهقه وان تحافظ علي صحته ونظافته. ، وتذكرت موقفا صغيرا في طفولتي عندما غسلت يدي امام المغسلة بالصابون. وتركت الصابونة وسخة ، قال لي : لقد اسأت الادب مع تلك الصابونة ، لقد استخدمتها واصبحت يدك نظيفة وتركتها غير نظيفة ، وهذا ليس عدلا ، وتعلمت ان انظفها واعيدها كما كانت لكي ينتفع غيري بها كما انتفعت بها ، وكان يحب النظافة ولَم أجد اكثر منه حرصا منه علي نظافته ، ونظافة كل شيئ من حوله  واهمها نظافة الابدان. ونظافة القلوب ونظافة السرائر ، لم اكن ادرك أهمية ذلك في تلك الطفولة المبكرة ، اما الادب مع الله فهو اعلي درجة ايمانية ، الادب في العبادة ان تؤديها بكامل الادب. مع الله. ، والادب في احترام كل خلق الله ، ولا علاقة للانسان فيما هم عليه ،وذلك امر يخصهم  وهو مكلفون به ,  ومن الجهل بحقيقة الادب مع الله ان تدعي انك الاقرب الي الله وانك تملك ما لا يملكه غيرك من المعرفة بالله والقرب منه , ومن الجهل ادعاء المعرفة بالله الذى يردده العوام ويفرح به الغافلون عن ربهم ، ما اشد جهل من يدعي انه الافضل عند الله من كل الاخرين ، لا احد من عياد الله خارج العبدية لله ، ما كان من امر الله فالله اعلم ولااحد يعلم ما اختص الله به i   وكنت انكر علي كل الذين. يجعلون انفسهم . اوصياء علي الدين. ويجعلونه مطية لهم لدنياهم. ، يمنحون البركة لمن شاؤوا ويحرمون منها من شاؤوا ، وكأن مفاتيح. الجنة بيدهم ، ومصدر هذا هو الجهل اولا والغفلة ثانيا , لا بد من الادب مع الله كمنطلق ضرورى لمعرفة الطريق اليه ..,

 

( الزيارات : 454 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *