الاسباب والاقدار

كلمات مضيئة ..الاسباب والاقدار

كنت اتساءل عما يبحث عنه الانسان في سعيه المتواصل ونشاطه الذي يقوده ويوجهه وينهضه كل صباح ، لكل واحد من الناس هدف يسعي اليه ، قد يعرفه وقد لا يعرفه ، انه يتحرك لاجله وقد يضحي لاجل بلوغه ، وهو نتيجة  اسباب ثلاثة :

اولا: الاستعداد الفطري لذلك الانسان للبحث عن اسباب كماله كما يتصوره لنفسه او يتوهمه. ، وهو الباعث الاهم علي الحركة والنشاط  البدني ، وهذا هو السبب الذي يدفع الانسان للبحث عن طعامه والقيام بكل الاعمال التي تمكنه من اسباب. حياته. ويعتبرها ضرورية له. ، ويستخدم الانسان كل قواه للوصول اليها. ، ويجد سعادته في ذلك، فلا يضيق بجهد ولو كان شاقا ما دام يوصله الي ذلك الهدف، ويجد لذته في ذلك الجهد ، وهذا مصدر السعادة. التي يبحث عنها الانسان ، ويخضع هذا الاستعداد لسر خفي‏ لا يمكن فهمه ، ولكل احد طريقته في تفسير ذلك السر ، هناك المؤمن الذي يجد السر فيما قدره الله واراده ، ويدخل ذلك ضمن التدبير الالهي الذي يهيئ الاسباب الظاهرة لما تقود اليه تلك الاسباب ، وهذا ما اراه ، ولا شيئ خارج الارادة الالهية والتدبير المحكم لامر الكون بما يريده الله ، اما الاسياب الظاهرة. فهي لاخفاء. سر التدبير بتلك الاسباب ، ما اراده الله سيكون باسبابه الظاهرة التي تخفي حقيقة سر التدبير ، وهناك ما يفسره باسبابه كما ترجحت له ، وهذا منهج اهل العقول المادية. ، ولا يمكن انكار ذلك المنهج. لمن اختاره .

ثانيا : البيئة الخارجية المحيطة بذلك الانسان والتي تشمل العوامل التربوية والظروف النفسية التي تأثر بها ذلك الانسان في طفولته والتي وجهت تلك الاستعدادات الفطرية واعادت صياغتها. من جديد من غير تغيير.لاصولها ، وتلك العوامل مؤثرة وموجهة لتكوين تلك الشخصية بكل ملامحها. الذاتية. ، وأجد الرعاية الالهية واضحة في هذه المرحلة والحكمة في التسخير ، لكي يكون ما قدره الله ، ما اراده الله سيكون بالاسباب. لكي تقام الحجة. بتلك الاسباب. وتتحقق العدالة الالهية ، وكنت أجد صعوبة في التمييز بين. الاقدار والاسباب ، وذلك الخيط الرفيع الذي يخفي تلك العلاقة المحكمة التي تمثل المشيئة وتعبر عن الحكمة ، هذا سبب لا يمكن انكار اثره ، ويجب الا نغفله ونحن نبحث عن الاسباب الخارجية الموجهة للعزائم. والمتحكمة في الارادات ،

وثالثا : سر التسخير الذي يخفي السر الالهي في الافدار الالهية. ، وهذا امر لاتدرك العقول اسراره ولا سبيل اليه الا بقوة الايمان الروحي ، ليس هناك صدفة في الوجود ، فما يظن. أنه صدفة يخفي سر التسخير الذي يحرك القلوب لما  

اراده الله ، فتكون به. الاسباب ، كم هو صغير ذلك الانسان وهو ينسب الاشياء لنفسه ، ويظن انه الفاعل الحقيقي لما يصدر عنه ، لو فكر جيدا لاكتشف انه يتحرك بامر الله لما اراده الله ، وكنت كثير التأمل فيما يخفيه التسخير من ثمرات مرادة ، وهي كنبتة تخرج ما فيها من استعدادات ، فقد تخرج زهورا او اشواكا ، تلك العوامل مجتمعة تفسر ذلك السلوك الانساني في البحث عن الكمال ، وتكمن السعادة في ذلك السعي نحو الكمال وكلما اقتربت من الكمال شعرت بالسعادة التي تغمرك ، كل انسان يجد سعادته فيما هو فيه من الاهتمامات والرغبات. ، الطامع يجد سعادته فيما يطمع فيه ، والزاهد يجد سعادته فيما يزهد فيه ، والعابد يجد سعادته في عبادته عندما تثمر في قلبه سكونا ويبرر تلك السعادة بما يؤدي اليها من الملذات ، واللذة شعور عارض يشعر صاحبه بالسعادة ، السعادة امر نسبي ، وتتحقق عندما يشعر الانسان انه. قد حقق بعض كماله في صورة من صوره. ، هناك من يحد سعادته في كسب المال ، وهناك من يجد سعادته في انفاقه ، وهناك من يجد سعادته في العلم. والمعرفة ، وكنت ابحث عن تفسير لمفهوم السعادة ، والكل يبحث عن ذلك السراب البعيد ، كم كنت. معجبا بذلك الصنف من الرجال الذين يجدون سعادتهم فيما اعرض عنه غيرهم من الاهتمامات. المرغوبة. لدي غيرهم ، كم هو جاهل ذلك الانسان وهو يبحث عن سعادته في شقائه ,وذلك. بسبب الطمع فيما هو. مرغوب فيه ، انه يجري وراء الشقاء. بحثا عن السعادة التي يرجوها ، ما زلت ابحث اكثر عن ذلك الانسان ، وكنت اتأمل فيه وهو يلهث وراء ما يظن سعادته فيه ،

 

( الزيارات : 426 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *