أستاذ جامعي ومفكر إسلامي وداعية وسياسي ووطني و شارك في شبابه في العمل الوطني في إطار حزب الشورى ، وكان صديقاً لكل من أحمد بنسوده وعبد الهادي بوطالب وقيادات هذا الحزب الذي كان يضم كفاءات متميزة ومثقفة ، ولـه شعارات إصلاحية ، وتعرفت على بعض قياداته بعد انهيار الحزب وتصفيته ، وهي شخصيات رفيعة في تكوينها الفكري .. إلا أن خصومته مع حزب الاستقلال أدت إلى خروجه من الساحة السياسية ، وتفرق أعضاؤه ، وظلت روابط القديم حية في نفوسهم ..
كان إدريس الكتاني من قيادات هذا الحزب ، وهو شخصية إسلامية رفيعة المستوى في تكوينها وفي وعيها للأخطار والتحديات التي تحيط بالثقافة المغربية ، بالإضافة إلى أنه ينتمي لأسرة فاسية عريقة وشريفة واشتهر علماؤها بالمكانة الرفيعة والشجاعة في المواقف للدفاع عن العقيدة ، وهناك زوايا تابعة للطريقة الكتانية ، واشتهرت هذه الأسرة بالشجاعة والانفعال ، وكان مولاي إدريس هو أكثر انفعالاً ، فهو ثائر على المناهج الثقافية ، ورافض للثقافات الوافدة على المغرب ، وهو ضد المدارس الأجنبية ، وبخاصة المدارس الفرنسية التي تعتبر نفسها وصية على ثقافة المغرب ، وتحرص على تكوين النخب المغربية من أبناء الأسرة الكبيرة ن لكي تعدهم للمستقبل ..
عرفت مولاي إدريس منذ طفولتي ، فهو أخ للسيد مكي الكتاني علامة دمشق ، وكانت تربطنا صلة وثيقة بهذه الأسرة ، وتوثقت هذه الصلة عندما جئت إلى المغرب ، كنت أتفق معه في مواقفه وأختلف معه في أسلوب معالجته ، وأرى حدة المواقف تضر صاحبها ولا تقبل كلمته ، كنت اتمنّىدائماً أن يخفف لهجته ، إلا أنه كان مقتنعاً بمواقفه ، وهذا مما أبعده عن أصدقائه القدامى الذين كانوا في مراكز المسؤولية ، ولا خلاف في إخلاصه لعقيدته وغيرته على المغرب ، إلا أن انفعالـه أضعف من مركزه ، وكان يرأس نادي الفكر الإسلامي وينظم محاضرات فيه ، وكان يصدر كتيبات عن بعض الموضوعات المعاصرة ، وبخاصة ما يتعلق بالسياسة الثقافية ، وأحياناً كان يكتب برقيات إلى كبار المسؤولين ، ويجمع تواقيع بعض مؤيديه للتعبير عن مواقفه التي يؤمن بها ,وهي مواقف وطنية..
اترك تعليقاً