الاستاذ الهاشمى الفيلالى

من رموز الحركة الوطنية ومن رفاق علال الفاسي ومن قيادة حزب الاستقلال التاريخية ,وهو ينتمي إلى الجيل الأول الذي كافح لأجل الاستقلال , سمعت باسمه قبل أن اعرفه , وسعدت عندما التقيت به , كنت أريد أن أعرف بعض الأسماء اللامعة في سجل الحركة الوطنية ..

عندما شارك حزب الاستقلال في الحكم في أواخر السبعينات بعد أن وحدت المسيرة الخضراء بين القصر والأحزاب الوطنية أسندت إليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية , تكريماً لجهاده الوطني , كان الملك يحرص على تكريم رموز الحركة الوطنية , وهي سياسة أتقنها الحسن الثاني , كان يحرص على إبقاء الجسور مفتوحة مع قادة الأحزاب الوطنية من أمثال علال الفاسي وعبد الرحيم بوعبيد وأبو بكر القادري والهاشمي الغيلالي وعلي يعته زعيم الحزب الشيوعي , ويتجاوز عن تجاوزاتهم وتصريحاتهم النافذة بشرط أن لا يخرجوا عن حدود الأدب المعهود في علاقة القصر بالمعارضة وأدت هذه السياسة الحكيمة الذكية إلى فكرة التناوب في أواخر عهد الحسن الثاني وأسندت الوزارة الأولى إلى أحد قادة الاتحاد الاشتراكي عبد الرحمن اليوسفي كان الهاشمي الغيلالي من الرموز الوطنية , أسندت الوزارة إليه لتكريمه, لم يكن سنه يمكنه من القيام بأعباء الوزارة , ومع ذلك احتفظ الملك به بعد إنهاء مهمته وعينه في الديوان الملكي , وهذه السياسة الحكيمة جعلت الحوار مستمراً بين الملك والمعارضة , كانت هذه الوجوه التاريخية تستشار وتكرم وتدعى إلى الحفلات الرسمية , ويحظون بكل التقدير , ويراعى شأنهم في كل موقف , وتحترم مشاعرهم , ويسمح لهم بممارسة حق النقض لاسترضاء قواعدهم الحزبية التي كانت تفرض عليهم مواقف متطرفة , ولما انتقد عبد الرحمن بوعبيد موقف الملك من الصحراء في قبولـه للاستفتاء حوكم وسجن, وأكرم وهو في سجنه , وعفي عنه , وظلت الصلة قائمة ومستمرة , وكان علي يعته يحظى برعاية في الانتخابات كما كان أبو بكر القادري والهاشمي الغيلالي من زعماء حزب الاستقلال يحظون بكل التكريم , كان الملك الحسن الثاني يحرص على عدم إذلال هذه الزعامات الحزبية , يرعاهم إذا مرضوا ويسأل عنهم ويكرم أسرهم إذا ماتوا , كان الهاشمي الغيلالي من الشخصيات ذات التاريخ العريق عرفته في أيام شيخوخته وسمعت الكثير عن جهاده الوطني .. 

( الزيارات : 1٬015 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *