عالم سوسي من مدينة تزينت ، تولى عمادة كلية الشريعة بأغادير وهو رجل نشيط ويحظى باحترام سكان سوس ، ويرأس المجلس العلمي بتزينت ، ويملك ذكاءاً  ، ولـه اهتمام في السياسة ، وانتخب نائباً في البرلمان ، كما عين عضواً في المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان خلفاً للشيخ عبد اللـه الكرسيفي ، ثم عين عضواً في الأكاديمية المغربية ، وكلفتني إدارة الأكاديمية أن ألقي خطاب الترحيب به وهو الخطاب المعهود في الأعضاء الجدد ..

قبل أن يكون عميداً لكلية الشريعة كان أستاذاً بدار الحديث ، وهو ينتمي إلى الأفواج الأولى التي تخرجت من الدار ، ثم أعد رسالة علمية عن ” دور الحديث في العالم الإسلامي ”

كان صديقاً منذ توليت إدارة الدار ، وكان الأقرب إليّ ، كنت أقدر فيه فضلـه ونبلـه وعلمه كما أقدر فيه نشاطه المستمر ، وهو يمثل علماء سوس ، وعلماء سوس يحظون بمكانة متميزة ، لأنهم مفاتيح تلك المنطقة ويراعى شأنهم ، ويختارون في المناصب لكي تكون سوس حاضرة وممثلة في المجالس والمناصب السامية ..

وأهل سوس أوفياء لبعضهم ، ويجمعهم حب واحد لبلدهم ، وكلمتهم واحدة ، وعلماؤهم يحظون بالاحترام ، وهم أهل دين وتقى وصلاح ، واشتهروا بإكرام ضيوفهم ، وبيوت أغنيائهم مفتوحة على الدوام لضيوفهم ، وأفضل المؤتمرات هي التي تعقد في سوس ، ويتنافس أهل سوس في إقامة الدعوات  والمناسبات الاجتماعية…

زرت سوس مراراً ، أكادير وتارودانت وتزينت ، وفي كل زيارة كنت أكتشف خصوصيات هذه المنطقة الغنية بتاريخها ومدارسها العتيقة وقيمها العريقة ، وفي سوس تجد المغرب القديم كما هو في خصوصياته ، وأهل سوس يحبون بعضهم ويتكاتفون ويتعاونون ، وهم تجار بالفطرة ، يحسنون التجارة وجمع الثروة وهم جادون فى اعمالهم ومتقنون, وتجمعني صلة محبة مع أصدقائي السوسيين من سياسيين وعلماء وتجار ، من أمثال عبد الرحمن لوفتاس وعبد اللـه الأزماني وعبد اللـه الكرسيفي وحسن العبادي وحسين الوجاج وغيرهم ، وقد أعد الدكتور حسن العبادي أطروحته تحت إشرافي عن النوازل الفقهية في سوس ، وهي نوازل فقهية تدل على أن هذه المنطقة غنية بعلمائها ومؤلفاتهم واجتهاداتهم .