الاستاذ عبد الرحمن الفاسى

       عبد الرحمن الفاسي :

أديب وكاتب وعالم ,عاش في بداية حياته في الدواوين الملكية ثم تولى منصب سفير في دمشق وبعض العواصم العربية الأخرى , وعين محافظاً للخزانة الملكية ثم محافظاً للخزانة العامة ولـه جهود علمية محمودة وصدرت لـه بعض المؤلفات …

عرفته عندما كان محافظاً للخرانة الملكية وكان يحاول تصنيف بعض المخطوطات ,ودعاني مرة لزيارة الخزانة  العامة ,وأطلعني على جهود هذه الخزانة في خدمة الكتاب والمخطوطات والتراث..

ولما عرفته في أواخر حياته لم أكن أعرف إلا القليل عن حياته في شبابه ، وحدثني عن تلك الفترة، وكان شديد الاعتزاز بأسرته الفاسية ، وأبناء أسرة الفاسي فخورون بنسبهم ، فهي أسرة علم وفضل وريادة، وكان من أبرز رجالها في فترة ما بعد الاستقلال الأستاذ علال الفاسي الزعيم المغربي الكبير ،والأستاذ عبد السلام الفاسي ، والأستاذ محمد الفاسي الوطني الغيور  على المغرب وكان فخوراً بالعربية ومعتزاً بالتراث المغربي والتقاليد والموسيقى المغربية والاستاذ عباس الفاسى زعبم حزب الاستقلال والوزير الاول ….

وعبد الرحمن الفاسي هو وليد هذه البيئة الفاسية وهذه الأسرة العريقة ، كان فخوراً بأجداده وتاريخ أسرته ، و كان يحدثني عن شبابه وذكرياته وأيامه الأولى في السفارات العربية …

والتقينا في رحاب الأكاديمية المغربية لمدة طويلة، كان قوي البنية ثم ضعفت صحته واضطربت ، ومع ذلك فقد كان حريصاً على حضور جلسات الأكاديمية ،و كان صريحاً في أقوالـه شديداً في مواقفه يثني بلا تردد على ما يراه جيداً من الأعمال ، وينتقد بلا تحفظ كل ما يراه من الآخطاء ، ولا يجامل أحداً ولا يحسن المجاملة ولا يحب التزلف والتملق ، و يعبر عما يجول في خاطره.بعفوية..

وكانت تتاح لنا فرصة اللقاء بكثرة في الأسفار عندما كانت الأكاديمية تعقد دوراتها في المدن المغربية أو خارج المغرب, وكان مرحاً طيب القلب نقي السريرة لا يخفي حقداً ,و يحدثني بسرور عن أصدقائه القدامى في البلاد العربية , وبخاصة في دمشق ,عندما كان سفيراً هناك ,و كان يحب الأدباء والشعراء والعلماء ,ويعتز بعلمه وأدبه أكثر من اعتزازه بمناصبه الإدارية …وكنت أحبه وأرتاح لحديثه , وكنا نقضي ساعات في الأحاديث المرحة والذكريات الجميلة , وكان اجتماعياً ومحباً للناس ,وإذا تعدى أحد على حق من حقوقه فلا حدود لغضبه ,ويعلنها حرباً لا هوادة فيها , وإذا سمع فكرة لم تعجبه فسرعان ما يرد عليها , ولا يحسن المجاملة …

وهو إنسان أخلاقي ذو شيم فاضلة واستمرت علاقتي به منذ عرفته, وإذا اختلفنا في رأي فسرعان ما ينقلب الخلاف إلى مداعبة , وكنت أحب مداعبته  بمخالفته في آرائه , إلا أنه كان يعلم أنني أحبه وأحترمه, وأهم ما كان يعجبني فيه هو إيمانه باللغة العربية واعتزازه بها , وهذه صفة لاحظتها في معظم أبناء الأسرة الفاسية ,الذين كانوا يعتزون بالانتماء العربي واللغة العربية والثقافةالإسلامية … ويتميز الأستاذ عبد الرحمن الفاسي بدقته في فهم المعاني اللغوية ,وثقافته  اللغوية غنية وهو متمكن من التراث الأدبي القديم , و يحسن فهم النصوص التراثية …

( الزيارات : 1٬226 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *